سمية درويش من غزة، رام الله (الضفة الغربية):عشرات الأجهزة الأمنية والآلاف من العناصر الشرطية ماذا تفعل ؟ ... هذا ما يقوله المواطن الفلسطيني بأعلى صوته في شوارع غزة الذي صب جام غضبه اليوم على أجهزة الأمن والعسكر الفلسطيني جراء الجريمة البشعة التي راح ضحيتها ثلاثة أطفال بدم بارد. ولم تكن هذه الجريمة النكراء الأولى من نوعها في قطاع غزة الذي يعتبر مرتعا لعصابات البلطجة والزعرنة ، حيث سقط أكثر من 350 فلسطينيا في الأشهر الأخيرة برصاص الفلتان الأمني ، بحسب إحصائيات مراكز حقوقية. وكان الأطفال الثلاثة أبناء المقدم بهاء بعلوشه احد مسؤولي الاستخبارات الفلسطينية لقوا حتفهم بعدما باغتتهم مجموعة ممن يسمونهم هنا بـ quot;المجهولينquot; حيث أطلقت عليهم أكثر من 60 رصاصة نارية في قلب وصدر الأطفال في منظر يقشعر له الأبدان.
الطفلة روان تصرخ على أبواب مدرستها وتحاول الأم حنان تهدئتها لإدخالها إلى مدرستها ، بعدما أصرت الطفلة على العودة إلى منزلها رافضة البقاء في المدرسة التي أصبحت لا تمثل الأمان لها عقب سماعها مقتل التلاميذ الثلاثة . روان ليست الوحيدة بين طلاب المدارس الأطفال الذين منهم من هرب ركضا إلى منزله ، ومنهم من يصرخ بأعلى صوته quot;بدي ماما .. بدي باباquot; ، هذا ما أكدته أم خليل مديرة مدرسة في غزة لـquot;إيلافquot; . وقالت أم خليل ، الجريمة البشعة التي وقعت اليوم انعكست سلبا على التلاميذ ، فهناك العديد من الأطفال من تبولوا في بناطيلهم ، موضحة ان هذه الحادثة ستؤثر بالفعلفي التحصيل العلمي للتلاميذ.
أبو جوهر الذي بدا متذمرا للغاية قال لمراسلتنا ، quot; ماذا تفعل عشرات الأجهزة ، وآلاف العسكر ماذا يفعلون ، جريمة بشعة ترتكب في وضح النهار دون التمكن من القبض على هؤلاء القتلة؟quot;. وراح المواطن أبو جوهر إلى ابعد من ذلك ، حيث دعا الى إقالة وزير الداخلية من منصبه بعدما انتشرت الجريمة في المجتمع دون تمكنه حتى اللحظة من وقف المسلسل الدامي .
نادية احمد ، أم لثلاثة تلاميذ تركت منزلها واصطحبت رضيعتها وذهبت للاطمئنان إلى أبنائها ، بعد سماعها نبأ الجريمة البشعة . وتقول احمد ، quot; لم استطع البقاء في المنزل بعدما سمعت نبأ الجريمة عبر الراديو ، فهرعت وطفلتي الرضيعة للاطمئنان إلى أبنائي في مدارسهمquot;. المواطن أبو حمزة صاحب محل وسط حي الرمال ، حمل بدوره الفصائل الفلسطينية مسؤولية الجريمة البشعة ، مشيرا إلى ان رفض الفصائل نزع السلاح في الأماكن السكنية كان سببا وراء هذه الجرائم المستمرة. وطالب أبو حمزة ، الفصائل الفلسطينية والحكومة والرئاسة ، برحمة هذا الشعب من خلافاتهم ، مبينا بأن حياتهم أصبحت لا تطاق في ظل تدهور الحياة الأمنية والمعيشية.
كتلة فتح
طالبت الكتلة البرلمانية لحركة فتح اليوم بquot;اقالةquot; الحكومة الفلسطينية وحملت رئيسها اسماعيل هنية ووزير الداخلية سعيد صيام quot;مسؤولية الجرائم البشعةquot; في قطاع غزة والتي كان اخرها مقتل خمسة فلسطينيين بينهم ثلاثة اشقاء اطفال. وجاء في بيان ان كتلة فتح البرلمانية quot;تدين هذه الجريمة البشعة التي تجاوزت كل حدودquot;. واضاف quot;اليوم تطل علينا ثلة من المجرمين الخارجين عن أخلاق وقيم شعبنا الفلسطيني البطل وقيم الحد الأدنى من الإنسانية قتلة براءة الطفولة وفي جريمة بشعة تقشعر لها الأبدان أودت بحياة خمسة شهداء منهم ثلاثة أطفال أشقاء إضافة إلى مرافق هو المقدم بعلوشة وإصابة العديد من الأطفال وطلبة المدارس والموظفينquot;.
وتابع البيان quot;تؤكد كتلة فتح على تحميل رئيس الوزراء ووزير الداخلية المسؤولية الكاملة عن استمرار مسلسل الجرائم والاغتيالات والاعتداءات المتواصل بحق أبناء شعبنا الفلسطيني وحركة فتح وأبناء وقادة الأجهزة الأمنية وأية تبعات ونتائج وردات فعل ناجمة عن هذه الجرائمquot;. ودعا البيان الرئيس الفلسطيني محمود عباس quot;لممارسة كافة صلاحياته الدستورية ودوره في هذه المرحلة التاريخية وإقالة هذه الحكومة العاجزة والفاشلة والتي تقودنا في سياساتها وبرامجها إلى أتون الحرب الأهليةquot;.
ودعا البيان اخيرا quot;قادة أجهزة الأمن كافة إلى تحمل مسؤولياتهم في سرعة إلقاء القبض على القتلة المجرمين وخلال ثلاثة أيام، وإلا ليرحلوا ويتركوا المجال لمن هم أكثر كفاءة والتزاما وقدرة على حماية أبناء شعبناquot;.
تنديد عقب كل جريمة
من جهتها أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الجريمة النكراء ، حيث دعت في بيان لها وزير الداخلية ومسؤولي الأجهزة الأمنية للتحرك الجدي والمسؤول ، والقيام بدورهم في الكشف الفوري عن الجناة المجرمين، الذين نفذوا العملية الجبانة بحق الأطفال الأبرياء. وأشار بيان الجبهة ، إلى أنه لم يعد مفهوما السكوت على الجرائم التي ترتكب يوميا بحق المواطنين من قبل مجموعات البلطجة والزعرنة التابعة لهذه الجهة أو تلك.
كما نددت حركة الجهاد الإسلامي بالجريمة ، واصفة منفذي الحادث بأنهم quot;عملاءquot; متواطئون مع الاحتلال الإسرائيلي. وقال خالد البطش القيادي في الجهاد الإسلامي في تصريح صحافي ، هذه الجرائم يقوم بها أصحاب مصالح شخصية ، وليس مقاومين، وهؤلاء متواطئون مع الاحتلال يريدون أن يحولوا المعركة إلى معركة داخلية ويساعدوا العدو quot; يقصد إسرائيلquot;. ودعا البطش ، الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية، ووزير الداخلية سعيد صيام إلى ملاحقة القتلة والاقتصاص منهم على مرأى ومسمع الجميع، ليكونوا عبرة لغيرهم. كما أدانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الحادث الإجرامي ، مؤكدة أن من أقدموا على مثل هذه الفعلة الجبانة ثلة من المجرمين المارقين ، الخارجين عن أخلاق وقيم الشعب الفلسطيني المناضل.
وشددت الديمقراطية في بيانها ، على أن هذه الجريمة الجبانة تخدم بالدرجة الأولى الاحتلال الإسرائيلي ، وتصب لصالح حالة الانفلات والفوضى الأمنية التي تتهدد أمن واستقرار وتماسك شعبنا المقاوم. وطالبت الجهات المسؤولة والأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية، بسرعة التحرك الجاد والفاعل من أجل إلقاء القبض على المجرمين وتقديمهم للعدالة ، وإنزال أقصى العقوبات بحقهم ، ليشكل ذلك رادعا لكل من تسول له نفسه النيل من أمن واستقرار المواطن الفلسطيني.
التعليقات