إلى أن تزول الغيمة... شعار لتجاوز التهجير
عراقيون شيعة وسنة يتبادلون منازلهم طائفياً
الهاشمي دعا بوش لانتخابات عراقية مبكرة الأسد يلتقي السيناتور نيلسون لبحث الوضع في العراق بوش غير مستعجل لتغيير استراتيجيته في العراق |
ففي بغداد ذات السبعة ملايين نسمة فان احياء عديدة منها تشهد تطهيرا طائفيا تنفذه مليشيات مسلحة تقف وراءها قوى سياسية تلبس رداء الطائفية لتحقيق اهدافها على حساب مصالح العراقيين في حاضرهم ومستقبلهم في مسعى يستهدف تقسيم العاصمة وفرزها طائفيا بمناطق شيعية مغلقة واخرى سنية مغلقة بالضد من رغبة مواطنيها وتجاوزا لتعايشهم الذي اعتادوا عليه ومدينتهم منذ مئات السنين.
quot;ايلافquot; سألت المسؤول في الائتلاف الشيعي الحاكم القيادي في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية الشيخ همام حمودي عن اسباب ودوافع هذا التهجير الطائفي فاشار الى ان الانتخابات النيابية التي شهدتها البلاد اواخر العام الماضي اظهرت غالبية شيعية في العاصمة فبوشرت عمليات تهجير طائفي بدعم وتحت انظار القوات المتعددة الجنسيات تحت شعار quot;اعادة التوازن الطائفي للعاصمة quot; شجعت عليها قوى تكفيرية وصدامية من البعثين. ومن جهته يتهم الحزب الاسلامي السني بزعامة نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي مليشيات جيش المهدي التابع لرجل الدين الشاب المتشدد مقتدى الصدر بالوقوف وراء عمليات تهجير العائلات السنية واحراق منازلها.
اخر الاحصاءات الصادرة من بغداد تؤكد ان عدد العائلات العراقية المهجرة طائفيا تجاوز الخمسين الف عائلة يبلغ عدد افرادها حوالي نصف مليون نسمة في ظروف ماساوية قلبت حياتهم رأسا على عقب ووضعتهم امام مصير مجهول.
وبما ان quot;الحاجة ام الاختراعquot; كما يقول المثل الشائع فأن العشرات من العائلات السنية والشيعية وفي اصرار على رفض المخطط الذي يجري تنفيذه ضدهم فقد بدأوا يلجأون الى تبادل منازلهم فيما بينهم وديا في اتفاقات مكتوبة شهودها الاصدقاء والمعارف والجيران شعارها quot;حتى زوال الغمةquot;.
طفلتان عراقيتان في مخيم لعائلات مهجرة في بغداد |
وزير الهجرة والمهجرين العراقي عبد الصمد سلطان اكد ان عدد العائلات التي هجرت داخليا بسبب العنف الطائفي قد ارتفع 51 الفا تتركز معظمها في محافظتي بغداد وديالى مايعني وجود حوالي نصف مليون مهجر. واشار الوزير في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم الى ان هناك نزوح قسري جديد من منطقة سبع البور الشيعية شمال بغداد حيث وصل عدد العوائل النازحة منها الى 691 عائلة. واضاف انه تم تشكيل لجنة طوارىء لمتابعة أمور المهجرين وتوزيع الحصص الغذائية والعينية بالتنسيق مع المنظمات الانسانية ودائرة من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية. واوضح أن تخصيصات مجلس الوزراء لوزارة الهجرة والمهجرين بلغت 6 ملايين دولار سيتم زيادتها الى عشرة ملايين دولار. وشدد على ضرورة إن يكون توطين العوائل المهجرة في مناطق بالقرب من مناطق النزوح لمنع التغيير التركيبة السكانية في المناطق التي تشهد نزوح العوائل والتي تشهد مناطقها أعمال عنف طائفي.
طفلا عائلة عراقية في مخيم لعائلة مهجرة في بغداد |
ومن جهتها اعلنت المنظمة الدولية للهجرة ان اعداد النازحين تزداد بشكل مطرد حيث يفر نحو تسعة الاف شخص كل اسبوع من منازلهم هربا من العنف الطائفي.وقالت المتحدثة باسم المنظمة جيميني بانديا في جنيف ان مئات الالاف قد نزحوا من وسط البلاد وجنوبها اثر اعمال العنف الطائفية وذلك وفق التوزع الطائفي للمناطق فالشيعة يلجأون الى الجنوب فيما السنة يهربون الى الوسط والغرب.
اما عن العائلات الاشورية المسيحية والصابئة المندائيين المهاجرين من مناطق الجنوب والوسط فقال الوزير ان عدد المسيحيين الذين نزحو من بغداد الى الموصل والقرى التابعة لها يصل الى حوالى 1000 نازح.
ويؤكد وزير الهجرة والمهجرين ان نجاح إستقرار العوائل وأيقاف عمليات التهجير القسري مرهون بنجاح مشروع المصالحة الوطنية الذي يجري تفعيله في البلاد حاليا.
التعليقات