ألمآتا: توقع محللون نشوب صراع بين القوى السياسية في تركمانستان وفي المنفى بهدف السيطرة على هذا البلد الاستراتيجي في آسيا الوسطى وعلى ثرواته الهائلة من النفط والغاز بعد وفاة الرئيس صابر مراد نيازوف.ولخص رئيس تحرير مجلة السلام في اسيا التي يتخذ في كازاخستان مقرا لها الوضع قائلا quot;اتوقع بعض الفوضى ومعارك سياسيةquot;.
ويستند المحللون في مخاوفهم قبل اي شيء الى ان نيازوف الذي كان يسمي نفسه quot;تركمانباشيquot; (زعيم كل التركمان)، لم يختر رسميا اي خلف له وان الذين كانوا يعتبرون ورثته المحتملين عزلوا او سجنوا.وقد تتسبب هذه الشكوك في عدم الاستقرار خصوصا وان الرئيس الراحل حرص خلال فترة حكمه على القضاء على البنى القبلية التقليدية التي ظلت نافذة خلال الحقبة السوفياتية باكملها. واشار دوسيم ساتاباييف مدير مجموعة تقييم المخاطر في كازاخستان الى ان quot;الوضع في تركمانستان لا يمكن الا ان يسوء لان المعركة ستكون متعلقة بالسيطرة على الغاز التركمانستاني وهذا يعني مبالغ هائلةquot;.وتوقع quot;انهيار النظام الذي انشأهquot; نيازوف.
وكانت تركمانستان البلد المطل على بحر قزوين الغني بالمحروقات تملك في نهاية العام 2005 احتياطات من الغاز تبلغ 2900 مليار متر مكعب، لتحتل بذلك المرتبة الثانية عشرة عالميا، وهذا ما يثير مطامع القوى العظمى.وقد سعى التركمانباشي في السنوات الاخيرة الى زيادة الارباح التي تجنيها بلاده من ثرواتها في مجال الطاقة عبر مضاعفة طرق تصديرها التي تسيطر حاليا على مجملها تقريبا، روسيا وريثة الشبكة السوفياتية لانابيب الغاز.وبالفعل يربط اول انبوب ذو قدرة محدودة بين تركمانستان وايران. وقد وقع هذا العام اتفاق من اجل بناء انبوب ضخم باتجاه عملاق الطاقة الصيني.وقال بوليتاييف quot;سيكون هناك تزايد كبير في الاهتمام الدولي بتركمانستان. يمكن ان نتحدث قبل كل شيء عن اتحاد روسيا (...) لكن ايران والصين لن تبقيا على الهامش بسبب عقودهما في مجال الغازquot;.
الى ذلك يبدو ان الصراع على الخلافة بدأ فعلا بعد ساعات قليلة فقط من وفاة نيازوف. وفيما يقضي الدستور في تركمانستان بان يتولي الرئاسة بالوكالة رئيس البرلمان اوفيزغيلدي عطاييف، اعلن بيان رسمي اقصاءه وبدء النيابة العامة تحقيقا بشانه.وعينت الحكومة مكانه على رأس الدولة بصورة موقتة نائب رئيس الوزراء قربان قولي بردي محمدوف الذي كلف ايضا تنظيم مراسم جنازة نيازوف وهي مهام كانت توكل بحسب التقليد السوفياتي الى الخلف شبه الرسمي.
الى ذلك من المقرر ان يعقد اجتماع استثنائي للمجلس الشعبي الذي يضم اكثر من 2500 مسؤول تركماني، في 26 كانون الاول/ديسمبر الجاري للبحث في من سيخلف نيازوف.وقد يعكر الوضع ويزيد من اضطرابه اعلان اعضاء المعارضة التركمانية الذين ابعدوا عن بلادهم، رغبتهم في العودة الى تركمانستان.وقال رئيس الحزب الجمهوري نور محمد خانموف لوكالة الانباء الروسية quot;ريا نوفوستيquot; قبل يومين quot;سنصل بالطائرة بعد يومين او ثلاثةquot;.اما العنصر المجهول الاخر فيتعلق برد فعل شعب تركمانستان الذي خضع للقمع طيلة اكثر من عشرين عاما لكنه لم يسمع شيئا اخر خلال تلك الفترة سوى خطب النصر التي كان يلقيها الرئيس نيازوف.
التعليقات