عبد الرحمن الماجدي من امستردام ومحمد قاسم من بغداد: قال فائز المنحدر من محافظة ميسان جنوب العراق ويسكن في بغداد ان صدام حسين يستحق اكثر من الاعدام لما اوصل العراق اليه من هوان.. وبسببه حصل ماحصل. واضاف فائز العاطل عن العمل ويقطن حي الصدر الشيعي لايلاف اليوم ان انتقاد صدام تسبب بمقتل احد اخوته في الثمانينات حيث تحول صدام وقتئذ لمقدس اكثر من الاله.

لكن هذه المشاعر التي اطقلها فائز تناقض ماساد في محافظة الانبار وصلاح الدين والموصل من جو حزن مطبق بسبب اعدام صدام.. وخروج تظاهرات تندد باعدامه شبيهة بتلك التي خرجت قبل اكثر من ثلاث سنوات حين اعتقاله. حيث خرج اليوم المئات من سكان مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار ذات الاغلبية السنية ومدينة بيجي شمالا قرب تكريت والموصل تظاهروا منددين بإعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين شاتمين الحكومة العراقية ومعتبرين الرئيس السابق شهيدا قتله اعداؤه ومنتقدين الاستعجال بتنفيذ حكم الاعدام.

وفي مدينة الفلوجة طالبت منشورات انتشرت في المدينة اليوم بتغيير اسم اكبر شارع في المدينة السنية الى اسم شارع الشهيد صدام. فيما انطلقت تظاهرات فرح يوم امس واليوم في مناطق جنوب العراق خاصة في ميسان والبصرة والناصرية والنجف وكربلاء التي يقطنها غالبية من الشيعة الذين يتهمون رئيس النظام السابق باتباع سياسة تفريق واضطهاد ضدهم على خلاف سكان المناطق الغربية والشمالية من البلاد.

وكانت مناطق العاصمة بغداد تبدو نموذجا للعراق بمحافظاته ففي مناطق الصدر في الرصافة التي يقطنها اكثر من مليوني نسمة من الفقراء الذين اعدم صدام الكثير من ذويهم بسبب انتماءاتهم لاحزاب دينية كالدعوة او علمانية كالشيوعي خرجت تظاهرات مع موسيقى وطبول ورقص ومجسد لدمية معلق رأسها بعصا على شكل مجموعات جالت قطاعات المدينة ومقترباتها الاورفلي والحبيبية والعبيدي والبلديات والشعب وحي اور. وكان يمكن مشاهدة نساء كثيرات يهتفن باسماء ذوين المعدومين.

وقال كامل لايلاف في منطقة كسرة وعطش ان الفرح موجود في بيوت عدد كبيرمن العراقيين سنة وشيعة لكن الذي يفرح في مناطق مثل الرمادي وتكريت او الموصل ربما يخشى من بطش الموالين لصدام. وقال اخر ان صدام لم يكن شيعيا او سنيا انما كان صداميا ووزع قتله واضطهاده على الجميع اكراد وسنة وشيعة واغدق على مواليه وعبيده وخدمه الهبات وكل شيء. وساد صمت ووجوم في مناطق حي العدل والجامعة وابو غريب التي تسكنها اكثيرية سنية.

الغالب على تظاهرات الفرح او الحزن هو الجانب العشوائي والبسيط اذ كان واضحا ان التظاهرات التي خرجت يوم امس واليوم خلت من مثقفين او وجهاء المدن.. حيث وجد هؤلاء ان طريقة الاعدام تمت بطريقة شبيهة بطريقة اعدام الزعيم العراقي السابق عبد الكريم قاسم الذي قتله البعثيون والقوميون صبيحة الرابع عشر من رمضان عام 1963في مبنى الاذاعة العراقية في غرفة الموسيقى بعد اجراء محاكمة عسكرية على عجل. وانتقد هؤلاء في احاديث عرضت في فضائيات عربية وفي حوارات جانبية اثناء زيارات العيد المتبادلة بين العراقيين مستشار الامن القومي موفق الربيعي وحملوه ماجرى من تخبط وتسريبات اعلامية سادت خلال اليومين الماضيين. واستغرب اخرون تحدثوا لايلاف او اتصلت بهم هاتفيا في بغداد الحديث عن سبب اختيار مكان الاعدام في الشعبة الخامسة في مديرية الاستخبارات العسكرية في الكاظمية واظهاره المكان الذي شهد اعدام اعضاء من حزب الدعوة (حزب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي) متساءلين عن اعدامات لاعضاء في الحزب الشيوعي ايضا واخرين ليسوا حزبيين في ذات المكان ابان فترة حكم صدام حسين ولم يشر اليها؟

وتخوف اخرون من يعمق ماحصل الخلاف بين السنة والشيعة في العراق..
الكاتب والسياسي العراقي حسن العلوي انتقد بشدة الحكومة العراقية بسبب عرضها فيلم اعدام صدام حسين الذي اصبح بسبب هذا الفيلم شهيدا.. وقال العلوي المقيم في دمشق والذي كان مقربا من صدام حسين قبل ان ينشق عنه قبل اكثر من 25 عاما ان صدام حسين كان محظوظا في الحزب وفي الحكومة وفي موته.. واضاف في حديث له مع فضائية الحرة انه يتمنى ان يموت بذات الطريقة التي مات بها صدام حسين كما عرضته التلفزة امس. وقال العلوي وهو شيعي علماني ان ماجرى من طريقة تنفيذ الحكم وتصويره وعرضه اظهر ان الشيعة وحدهم مسؤولون عن ذلك بعد نأي الاكراد والكويتيين وغيرهم من ضحايا صدام عن التنفيذ.. وحمل الحكومة العراقية مسؤولية التخبط الذي حصل. وتساءل عن جدوى ماكسبته الحكومة العراقية التي استفزت مشاعر 90% من المسلمين السنة في العالم العربي وفي العراق.

احد الذين حضروا تنفيذ الحكم من العاملين في دائرة الاعدامات ويسكن مدينة الصدر تحدث لايلاف وقال ان الرئيس السابق كان مرتبكا في البداية لكنه بعد ان صعد الى منصة المشنقة وشاهد عددا من افراد الحكومة ونواب البرلمان وبعض ذوي ضحايا الدجيل متجمعين قبالة المنصة وشاهد كاميرات التصوير استرد شجاعته وتحديه. وقال ان بين الحاضرين عددا من نواب الكتلة الصدرية الذين هتفوا باسم محمد باقر الصدر ومقتدى الصدر وهتف احدهم (عاش محمد باقر الصدر) فرد صدام ( الى الجحيم) ورد اخرون الشتيمة ضد صدام الذي نطق الشهادة مرتين ثم سقط متدليا بحبل المشنقة وتجمع الحاضرون لمشاهدته والتقط بعضهم صورا من هواتفهم النقالة.