كوبنهاغن: عززت الأزمة الناتجة عن الرسوم المسيئة للنبي محمد موقع اليمين المتطرف الدنماركي الذي استفاد من استياء العديد من الدنماركيين من ردود الفعل العنيفة ضد بلادهم في العالم العربي والاسلامي، وفق ما كشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه اليوم . ويشير استطلاع الرأي الذي نشرته صحيفة يلاندس بوستن الى تقدم كبير لحزب الشعب الدنماركي (يمين متطرف) ثالث تنظيم في البرلمان، بحصوله على تاييد 8،17% من الناخبين ما يترجم ب32 مقعدا نيابيا.

ويشغل حزب الشعب الدنماركي 24 مقعدا نتيجة حصوله على 3،13% من الاصوات في الانتخابات التشريعية الاخيرة التي جرت في شباط(فبراير) 2005. وبحسب استطلاع الرأي الذي اجراه معهد رامبول مناجمنت بين السادس والثامن من شباط(فبراير) وشمل 1058 بالغا، فان الحزب الاشتراكي الديموقراطي، اكبر تنظيم معارض، لم يعد يتقدم على حزب الشعب سوى بستة مقاعد مع حصوله على 38 مقعدا، اي بتراجع تسعة مقاعد. ويبرر هذا التراجع بالانتقادات التي وجهها هذا الحزب لاسلوب رئيس الوزراء الليبرالي اندرس فوغ راسموسن في ادارة هذه الازمة.

ويعتبر حزب الشعب الدنماركي الرابح الاكبر من الازمة الحالية التي عززت الكتلة اليمينية في البرلمان، وهو الحليف النيابي الوحيد للحكومة الليبرالية المحافظة التي يؤمن لها بقاءها في السلطة منذ العام 2001. وقال بيتر سكاروب نائب رئيس حزب الشعب اليوم الاحد لوكالة فرانس برس quot;ان هذا التطور يظهر ان الدنماركيين يكافئوننا على خطابنا الواضح في هذا النزاع وعلى دعوتنا الى الوحدة الوطنية خلف الحكومةquot;. ورأى في هذا التقدم quot;اشارة على ان شريحة مهمة نسبيا من الناخبين تؤيد رفضنا التطرف الاسلامي ومساندتنا لجهود رئيس الحكومة من اجل تهدئة الاوضاع في هذه الازمة التي صدمتنا ضخامتهاquot;.

وقال ان حزبه الذي قام بحملة معادية للمسلمين منذ قيامه عام 1995 quot;يجني ثمار سياستهquot; معتبرا ان quot;الدنماركيين فتحوا اعينهم ولاحظوا اننا كنا على حق بتاكيدنا على مدى سنوات ان ثمة طابورا خامسا في الدنمارك اشبه بعدو من الداخل يقوم بعملية تخريب في المملكةquot;. واشار الى quot;بعض الائمة المتطرفين الذين يريدون ترسيخ معايير الاسلام السلفية والذين ذهبوا الى الشرق الاوسط لتقديم معلومات خاطئة عن البلد الذي استضافهم والذي يكسبون فيه عيشهمquot;.

ولم تتردد رئيسة حزب الشعب بيا ديارسغارد في رسالة اسبوعية تعبر فيها عن رأيها في الاشارة بالاتهام الى الائمة الذين وصفتهم بانهم quot;بذور سيئة دفعتها الريح الى داخل الحدود الدنماركيةquot;. وكتبت مبدية استياءها quot;هناك مسدس مصوب الى رأس الدنمارك فاعداء الخارج واسوأ من ذلك اعداء الداخل، يريدون ارغامنا على الرضوخquot;. واشارت كيارسغارد بالاتهام الى quot;حصان طروادةquot; هذا الذي يعمل على تقويض المملكة من الداخل وانتقدت الجماعة الاسلامية بزعامة الامام ابو لبن فوصفتها بانها quot;تجمع منافقينquot; وquot;مافيا اسلاميةquot;. وتابعت quot;ان المسلمين المقيمين في الدنمارك وائمتهم الناطقين باسمهم وجميع قادة الدول الاسلامية ليس عليهم سوى ان يحترموا كوني لا اؤمن بكتابهم المقدس ولا بنبيهمquot;.

وان كان هذا الخطاب لقي تنديدا من جانب معظم الاحزاب واستياء من جانب رئيس الوزراء، الا انه يجذب بحزمه عددا متزايدا من الدنماركيين. وقال الخبير السياسي رالف بيتلكاو ان quot;تقدم حزب الشعب الدنماركي امر ملفت على ضوء الهجمات التي تعرض لها من كتاب وقساوسة وسفراء سابقين (دنماركيين) في اطار الجدل حول الهجرةquot;. ورأى بيتلكاو في صحيفة يلاندس بوست اليوم الاحد ان quot;هذا يكشف بوضوح كم ان النخبة التي كانت خلف سياسة الهجرة السابقة (في عهد الاشتراكيين الديموقراطيين بين 1993 و2001) فقدت من نفوذها بين الشعبquot;.