روما: ان كان رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني يشتهر بوعوده الطموحة التي من غير المرجح محاسبته إذا ما خالف وعده الاخير فان مقارنة نفسه بشخصيات سياسية ودينية مؤخرا اثارت جدلا كبيرا.
فبعد مقارنة نفسه بنابليون تسبب بعاصفة سياسية بمقارنته نفسه بيسوع المسيح. وجاءت تعليقات بيرلوسكوني خلال مأدبة عشاء لمؤيديه قبل الانتخابات. وتشير استطلاعات الرأي قبل الانتخابات المقرر أن تجرى في أبريل/نيسان إلى تأخر بيرلوسكوني عن غريمه رومانو برودي.
وكان تشبيه بيرلوسكوني نفسه بنابليون قد تسبب في سخرية بعض زعماء المعارضة واستهزائهم به، وحذره بعضهم من أنه ربما يلق قريبا مصيره في معركة ووترلو (التي انهزم فيها نابليون على أيدي البريطانيين). وقال بيرلوسكوني لأنصاره خلال العشاء في أنكونا على الساحل الأدرياتيكي quot;لا كنت أمزح فحسبquot;. ولكنه مضى ليقول مشتكيا إنه يشعر وكأنه quot;يسوع مسيح السياسات الإيطاليةquot;. وتابع قائلا quot;أنا ضحية أتألم في صمت. وأتحمل كل شيء، وأبذل نفسي عن الجميعquot;. وقال السياسيون المعارضون إن مقارنة بيرلسكوني تفتقد إلى الذوق، رغم أنه كان يتبسط في الحديث. ففي الإيطالية الدارجة يمكن أن يشار إلى شخص بالقول Povero Christo أو يا للمسيح المسكين! دون أن يعني ذلك تجديفا.
وكان قد اعلن في وقت سابق انه سيمتنع عن الجنس قبل الانتخابات العامة التي تجرى في التاسع من ابريل نيسان.ففي تجمع حاشد لحزبه في مدينة سردينيا حظي هذا القطب الاعلامي بمباركة الواعظ ماسيميليانو بوسيدو تلفزيوني والذي شكره على معارضة زواج المثليين وعلى دفاعه عن القيم الاسرية.وأجاب برلسكوني قائلا في تصريحات نشرتها صحيفة الجورنالي اليومية quot;أشكرك أيها الاب ماسيميليانو.. سأحاول ألا أخذلك وأعدك بالامتناع عن الجنس تماما لمدة شهرين ونصف حتى التاسع من إبريل.quot;ويفخر برلسكوني (69 عاما) الذي تزوج مرتين بلياقته البدنية وبعد أن اجريت له جراحة تجميل لشد الوجه وزرع شعر يبدو الان أصغر مما كان عندما تولى السلطة عام 2001.
وعادة ما كان مثار انتقاد من البعض ومن الجماعات المدافعة عن حقوق المرأة بسبب تلميحاته ونكاته الجنسية.وفي يونيو حزيران أثار مشكلة دبلوماسية مع فنلندا عندما قال انه كان يستخدم quot;أساليب زير النساءquot; لاقناع رئيسة فنلندا بالتخلي عن محاولة لجعل مقر هيئة الغذاء التابعة للاتحاد الاوروبي في هلسنكي بدلا من مدينة بارما الايطالية.وفي مؤتمر صحفي عقد عام 2002 كانت هناك واقعة شهيرة عندما أشاد بوسامة رئيس الوزراء الدنمركي اندرس فو راسموسن.وقال برلسكوني ضاحكا quot;انه شديد الوسامة حتى أنني أفكر في أن أعرفه على زوجتيquot; في اشارة الى شائعات سياسية في ذلك الوقت عن أن زوجته وهي ممثلة سابقة كانت تربطها علاقة عاطفية بسياسي شهير ينتمي الى يسار الوسط.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن بيرلوسكوني، الذي يملك إمبراطورية إعلامية ضخمة، يأتي متأخرا عن غريمه الزعيم المعارض رومانو برودي، بما يصل إلى 5% رغم تكرر ظهوره مؤخرا على شاشات التلفزيون وتردد صوته إذاعيا.
ولكن رئيس الوزراء يعرب عن عدم ثقته بالمنظمات الرئيسية لاستطلاع الرأي، وقد أمر بإجراء استطلاع خاص به يظهر تقدمه على خصمه بفارق بسيط.
وبالفعل تنتشر في شوارع المدن الإيطالية ملصقات انتخابية ضخمة تحث الناخبين على التصويت لبيرلوسكوني.
وبعض تلك الملصقات بالفعل في روما غطتها الكتابات باللهجة المحلية، ففي إيطاليا ثمة تقليد يعود إلى قرون يتمثل في كتابة التعليقات السياسية الساخرة على الجدران.
التعليقات