عقد في القاهرة واستبعد مشاركة سورية وإيران
اجتماع رؤساء استخبارات دول الجوار العراقي


نبيل شرف الدين من القاهرة : في ما كشف مصدر دبلوماسي في القاهرة عن اتصالات مكثفة بين مصر ودول جوار العراق والولايات المتحدة، تجرى حاليا بشأن بحث ترتيب الأوضاع بالعراق، فقد علمت (إيلاف) من دوائر مطلعة أن القاهرة استضافت خلال الأيام الماضية اجتماعاً لم يكشف عنه إعلامياً، بين رؤساء أجهزة الاستخبارات في مصر ودول الجوار مع العراق، وقد خلص هذا الاجتماع إلى إقرار عدة خطط استراتيجية ستتبناها هذه الدول خلال المرحلة المقبلة .
ولفت المصدر إلى أن الدعوة لهذا الاجتماع الذي جرى في تكتم وبعيداً عن الإعلام، لم توجه إلى سورية وإيران لاعتبارات تتعلق بدورهما الاستخباري داخل العراق، وألمح إلى تحفظ غالبية رؤساء أجهزة الاستخبارات في دول الجوار العراقي على مشاركة سورية وإيران في ذلك الاجتماع الاستخباري المشار إليه .
ومضى المصدر ذاته قائلاً إن من بين المشاركين رؤساء أجهزة استخبارات كل من : السعودية وتركيا والكويت والبحرين، موضحا أنهم عقدوا سلسلة اجتماعات لمناقشة الأوضاع الأمنية في العراق، وسبل احتواء تداعياتها، للحيلولة دون نشوب مصادمات طائفية قد تؤدي إلى حرب أهلية في العراق .

قوات عربية للعراق
من جانبه، قال أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى إن رئيس بعثة الجامعة العربية السفير مختار لماني سيتوجه إلى بغداد خلال الأيام القليلة المقبلة لتدشين مكتب الجامعة بالعراق وممارسة مهامه، معربا عن أمله في أن تتوافر له الحماية اللازمة ليتمكن من أداء مهامه هناك .
وبينما تناولت دراسة متخصصة مشروع ارسال قوات حفظ سلام اسلامية - عربية الى العراق باعتباره أفضل مسلك لتحسين بعض أوضاعه وتوجيهها الى حيث الاستقرار، فقد حدد دبلوماسي في القاهرة عناصر الموقف المشترك بين كل الأطراف المعنية هي تأكيد سيادة العراق ووحدة وسلامة أراضيه، وأهمية دور الأمم المتحدة والجامعة العربية في مساندة هذه الجهود، وضرورة مشاركة جميع الأطراف العراقية دون استثناء في العملية السياسية، والعمل بشكل دائم على توسيع المشاركة، وتفادي الاستخدام المبالغ فيه للقوة وعدم تعريض المدنيين للعنف، ودعم التعاون بين كل الأطراف لاتخاذ ما يلزم من خطوات تدعم تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد .
وقالت الدراسة التي أعدها الدكتور صبحي توفيق بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن فكرة إرسال قوات للعراق تظل مشوبة بالكثير من الضبابية والقيود التى تفرضها المشكلات والمعضلات الامنية القائمة فى العراق، كما لفتت الدراسة إلى أن الفكرة ليست جديدة، إلا أنها تحتاج إلى إعادة تقدير للمواقف خاصة مع بدء الخفض التدريجي للقوات الأميركية في العراق، بينما لا يزال التدهور يسود الاوضاع الأمنية فى كافة أنحاء العراق .
ومضت الدراسة قائلة إن فكرة إرسال قوات عربية وإسلامية للعراق، ظهرت مجددا للمساهمة في حفظ الأمن بالمدن الرئيسية بغية تخفيف حدة الموقف والعمليات المسلحة لفترة زمنية محددة فضلا عن المشاركة في تدريب الكوادر الامنية العراقية، تمهيدا لخروج قوات التحالف من المدن ومغادرة العراق في وقت لاحق .