بيروت: تحوّل المؤتمر الصحفي للخبير الألماني في علم الجريمة يورغن كاين كولبل، إلى محاكمة وجاهية لكتابه الصادر حديثاً بعنوان quot;الأدلة المغيّبة في ملف التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريريquot;، وذلك للوقوف على مصداقية فحواه والوسائل التي استخدمها للوصول إلى نتائجه، تولاها وكيلا الضباط الأربعة المعتقلين في القضية منذ شهر آب ,2005 المحاميان الوزير السابق ناجي البستاني والنقيب عصام كرم، في فندق quot;ماريوتquot; في محلة الجناح.

وأعلن كولبل في نهاية المطاف استعداده للمثول كشاهد أمام لجنة التحقيق الدولية برئاسة القاضي سيرج برامرتز لتزويدها بالمعلومات التي وصل إليها تقصّيه الخاص على مدى عشرة أشهر متواصلة، عن خلفيات هذه الجريمة ومنهجية التحقيق الذي قام به مواطنه الالماني ديتليف ميليس، وأبرزها ما يتعلّق بتعطيل مفعول أجهزة الإنذار الموجودة في موكب سيارات الحريري والتشويش عليها، وقيام الشركة المنتجة لهذه الاجهزة بتعطيلها وهي شركة يملكها إسرائيليون بينهم ضبّاط في جهاز quot;الموسادquot;.

وناشد مدير quot;مؤسسة عالم واحد للبحث والاعلامquot; الفلسطيني سعيد دودين القضاء اللبناني quot;إنهاء مهزلة اعتقال الضباط الأربعة بالافراج فوراً عنهمquot;، وقال: quot;لقد اتخذت المنظمة العربية لمناهضة الجريمة المنظّمة في أوروبا ومؤسسة quot;عالم واحدquot; قراراً بإعطاء مهلة لغاية 28 أيار الجاري من اجل الافراج عن هؤلاء الضباط وإلا فإننا سنضطر لمحاصرة كل السفارات اللبنانية في أوروبا.

ووجّه المحاميان البستاني وكرم جملة تساؤلات لكولبل، وسأل كرم في البدء، ماذا لو كان قاض لبناني هو من أصدر تقريرين مستندين إلى شاهدين كاذبين كما فعل ميليس؟، وأكمل quot;لماذا لا يستمر التحقيق مع الضباط الأربعة ولماذا لا يزالون موقوفين على الرغم من أنّ الشهادة التي تسبّبت بالتوصية فنّدت وتراجع صاحبها (الصديق) عنها مثنى وثلاثاً ورباعاً؟

وسأل البستاني كولبل عما إذا كان عرف الوسيلة التي تمّ عبرها تجاوز التشويش على أجهزة الانذار في سيارات الحريري فأجابه quot;إنّ هناك إمكانية حقيقية لدى المنتج أن يستخدم جهاز التشويش للتفجير بمعنى أن يستخدم الجهاز خلافاً لدوره فيتحوّل إلى اداة للتفجير عند اقترابه من المواد التفجيرية بحيث يعطيها إشارة ما لتنفجر ويمكن للخلية التفجيرية إذا كانت تملك إحداثيات المنتج ان تقوم بالتفجير، مشيراً إلى أنه يمكن عبر الأقمار الاصطناعية القيام بالتضليل ولكن هذا الاحتمال لم يكن قائماً لدى ميليس الذي استبعده من عمله ولم يكلّف نفسه عناء إحضار خبراء للبحث عن هذا الأمر وهو في غاية الأهميةquot;.

وقال كولبل إنّ صاحب المعلومة عن تحييد أجهزة التشويش هو أحد مالكي الشركة المنتجة ويدعى بن كييني وهو ضابط إسرائيلي (من المقرر أن يستدعيه برامرتز ويستجوبه). وأضاف إنّ quot;منهجية ميليس هي التضليل والحيلولة من دون كشف الحقيقة والوصول إلى الجاني وأنا املك عدة قرارات صادرة عن محاكم ألمانية ضد ميليس تدينه بتضليل التحقيق بينها ثلاثة قرارات تدينه بالكذب تحت اليمينquot;.

وقدّم سعيد دودين نبذة مختصرة عن سيرة حياة رئيس فريق المحققين في لجنة التحقيق في عهد ميليس الالماني غيرهارد ليمان الذي عرف باسمه السري العميل ريتشارد بوتشر او المحقق سام وهي الصفة التي حملها في أفغانستان. وقال دودين ن ليمان كان على علاقة يومية مع quot;الموسادquot; الإسرائيلي بحسب أقواله الموثقة منذ العام 1979 وكلف بتأليف عدد من شبكات التجسس بينها شبكات في لبنان كانت مهمتها اختراق quot;حزب اللهquot; وحركة quot;املquot; وفصائل فلسطينية، وسأل كيف تسمح الحكومة اللبنانية لضابط مخابرات اعترف بانه قام ببناء شبكات تجسس بدخول الأراضي اللبنانية؟ وأشار إلى أنه عرض معلوماته على القضاء اللبناني ولكن لم يؤخذ بها.

وأكّد دودين أنّ الشركة المنتجة لاجهزة الانذار الموجودة في سيارات الحريري هي الوحيدة التي تملك القدرة على تحييد فاعلية هذه الاجهزة وهي شركة إسرائيلية ولكن ميليس أصرّ على أنّها شركة اوروبيةquot;. واتهمت عضو المنظمة العالمية لحقوق الانسان المحامية مي الخنساء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بتنفيذ جريمة الاغتيال بالتعاون مع جهاز quot;الموسادquot;، وقالت quot;ان الاقمار الاصطناعية الاميركية لديها شريط يبيّن عملية الاغتيال ولم يتم تسليمه الى لجنة التحقيق الدوليةquot;، مشيرة الى quot;ان الادارة الاميركية ضغطت على رئيس لجنة التحقيق السابق ديتليف ميليس لاخفاء حقيقة مصدر جهاز التشويش الالكتروني الذي عطل اجهزة حماية موكب الرئيس الحريريquot;.