ابوجا : حاول دبلوماسيون أمريكيون امس انتزاع تنازلات من الحكومة السودانية لاقناع متمردي دارفور بتوقيع اتفاق للسلام يستهدف وضع نهاية للحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام في الاقليم.وكانت الحكومة قبلت الاتفاق الخاص بالأمن واقتسام السلطة والثروة الذي اقترحه وسطاء الاتحاد الافريقي لكن فصائل المتمردين الثلاثة ترفض التوقيع معترضة على كثير من بنوده.وعقد روبرت زوليك نائب وزيرة الخارجية الأمريكية جولة ثانية من المحادثات مع وفد الحكومة السودانية يوم الاربعاء. واستمرت الاجتماعات حتى وقت متأخر من المساء وقال دبلوماسيون غربيون وسودانيون ان المباحثات كانت مفصلة وجوهرية.
وكان زوليك وصل يوم الثلاثاء الى العاصمة النيجيرية أبوجا حيث تجرى المحادثات مع تكثيف الضغوط الامريكية للتوصل الى اتفاق.وقال دبلوماسي غربي على صلة وثيقة بالمحادثات quot;الامر كله يتوقف على صراع القوة بين واشنطن والخرطوم واذا كان باستطاعة الامريكيين انتزاع تنازلات من السودانيين تكفي لان يتوجهوا للمتمردين ويقولوا.. هذا هو ما استطعنا أن نحصل عليه من أجلكم.quot;وقال ريتشارد ميلز المتحدث باسم زوليك ان الوفد الامريكي لاحظ تحقيق تقدم في المحادثات. واضاف quot;ما رأيناه يشير الى ان الطرفين يريدان فيما يبدو التوصل الى اتفاق.quot;
وقال دبلوماسيون ان الامل في تحقيق انفراج في المحادثات معلق بالجهود الامريكية للتوصل الى تنازلات متبادلة في قضيتين امنيتين محل خلاف شديد انطلاقا من فكرة ان مثل هذه التنازلات يمكن ان تذلل الصعوبات في المفاوضات ككل.ويقضي اقتراح أمريكي بتعديل جزء من مسودة الاتحاد الافريقي يطالب الحكومة بنزع سلاح ميليشيات تعمل بالوكالة عنها قبل ان يلقي المتمردون سلاحهم بحيث يلائم الحكومة بدرجة أكبر.وفي المقابل تقبل الخرطوم بخطة مفصلة لدمج أعداد محددة من مقاتلي المتمردين في قوات الامن السودانية. وهذا من المطالب الرئيسية للمتمردين.
وقال دبلوماسي سوداني رفيع ان المقترحات الامريكية quot;تثير الاهتمامquot; لكن الخرطوم لن تقبل إلا اجراءات تعتبرها quot;عملية وذات تكلفة معقولةquot;. وقال انه متفائل بامكان التوصل الى اتفاق.لكن لا يزال من غير الواضح ان كان من الممكن اقناع المتمردين بالتوقيع على الاتفاق حتى لو حصلوا على بعض التنازلات.
وينقسم المتمردون الى حركتين وثلاثة فصائل لها تاريخ من الخلافات والصراعات الداخلية مما يصعب عليهم الاتفاق على أي قرار كبير.
وحمل المتمردون السلاح في أوائل عام 2003 في منطقة دارفور التي تقطنها اعراق مختلفة بسبب ما يعتبرونه اهمالا من جانب الحكومة المركزية التي يهيمن عليها العرب.
واتهمت الخرطوم باستخدام ميليشيات تعرف محليا باسم الجنجويد تتالف من افراد قبائل عربية لسحق التمرد. غير ان الخرطوم تنفي اي صلة لها بالجنجويد. واودى الصراع بحياة عشرات الالوف ودفعت حملة من اعمال الحرق والسلب والنهب والاغتصاب أكثر من مليونين الى النزوح عن ديارهم الى مخيمات في دارفور وفي تشاد المجاورة.وقال الاتحاد الاوروبي انه يرحب بمسودة الاتفاق وحث المتمردين على التوصل الى اتفاق نهائي مع الحكومة السودانية او انهم سيواجهون حظر السفر الى الدول الاعضاء في الامم المتحدة وتجميد ارصدتهم في تلك الدول.
وقال بيان صدر من النمسا الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي quot;ان اي طرف يقف في طريق الاتفاق يتعين عليه ان يواجه العواقب المبينة في قرار مجلس الامن 1591.quot;واستمرت المحادثات التي تجرى الان جولتها السابعة عامين تفاقم خلالهما العنف في دارفور. وانقضت مهلتان منذ الاحد الماضي دون التوصل الى اتفاق وحدد الاتحاد الافريقي مهلة جديدة تنقضي مساء اليوم . ومن المقرر أن ينضم أكبر مسؤولين في الاتحاد الافريقي وهما رئيس جمهورية الكونجو دينيس ساسو نجويسو الذي يرأس الاتحاد الافريقي والفا عمر كوناري رئيس المفوضية الافريقية الى هذه الجهود قبل نهاية المهلة الاخيرة.
وقال دبلوماسيون ان مشاركتهما قد تكون مفيدة لان الرئيس السوداني عمر حسن البشير يريد أن يكون رئيس الاتحاد الافريقي في العام القادم الامر يعطي أكبر مسؤولين في الاتحاد الافريقي مزيدا من القدرة على التأثير على موقف الخرطوم. وكان من المفترض ان يتولى البشير رئاسة الاتحاد الافريقي هذا العام وتولاه ساسو نجيسو بدلا منه بسبب الصراع في دارفور.وبالاضافة الى ذلك من المتوقع ان يصل عدد من رؤساء الدول الافريقية الى نيجيريا لحضور مؤتمر بخصوص الصحة واقترح الرئيس النيجيري اولوسيجون اوباسانجو على كبير وسطاء الاتحاد الافريقي ان يشارك الزعماء في محادثات دارفور لزيادة الضغوط.
التعليقات