أسامة مهدي من لندن: اختتمت منظمة الذاكرة العراقية مؤتمرا دوليا نظمته في مدينة السليمانية العراقية الشمالية لخلق تعاون دولي لتوثيق تعسف الانظمة الاستبدادية حيث تم الاعلان عن انشاء منظمة دولية للتوثيق اطلق عليها quot;الشبكة العراقية للتوثيق وتخليد الذكرىquot;. وخلال المؤتمر الذي استمر اسبوعا اقيمت ورش حوار لبيان آلية وتقنية حفظ الوثائق ومشروع التاريخ الشفهي المصور لضحايا النظام العراقي السابق في مؤسسة الذاكرة العراقية التي يوجد مقرها في بغداد قدم خلالها ممثلو المنظمات والمؤسسات التي تعنى بحقوق الإنسان عروضا عن العملية التوثيقية ثم تم عرض إحدى الشهادات التي أنتجتها المؤسسة وكان تأثيرها كبيراً على الحاضرين كما تم عرض بعض من نتاجات بعض المشاركين في المؤتمر .

كما أقيمت ورشة عمل بين المؤسسات العراقية المعنية بالتوثيق وتخليد الذكرى وممثلي المنظمات العالمية الذين طرحوا تجاربهم ونصائحهم للمنظمات العراقية وكيفية التعامل مع الحدث وكيفية تشكيل شبكة واقترح المؤتمرون في هذه الورشة تشبيك منظماتهم مع مؤسسة الذاكرة العراقية وتأسيس شبكة للتوثيق وتخليد الذكرى وطرح اسم quot;الشبكة العراقية للتوثيق وتخليد الذكرىquot;. وقد شارك في هذه الفعاليات ماري آن ماكرايل من المركز الدولي للعدالة الانتقالية ولويس بيكفورد من المركز الدولي للعدالة الانتقالية وباتريك بيرس من معهد تعليم حقوق الإنسان في بورما وكن مونك شو من معهد تعليم حقوق الإنسان في بورما وووون كوكل ممثلة مركز التوثيق لكامبوديا ويوك جانك ممثل مركز التوثيق لكامبوديا وفريدي بريجلي مندوبا عن مؤسسة الانثروبولوجيا الجنائية في غواتيمالا وناتاشا لامبيج من مركز القانون الإنساني في صربيا وباتريسيا كرم من المعهد الأميركي للسلام .والقى عمر فتاح رئيس الوزراء السابق لإقليم كردستان كلمة اضافة الى بعض الوزراء السابقين والحاليين في إقليم كردستان والعديد من ممثلي منظمات حقوق الإنسان في العراق والمنظمات والشخصيات التي تهتم بالتوثيق وحفظ الوثائق وتخليد الذكرى والعديد من المحامين والقضاة والأطباء .

وفي جلسة الافتتاح قدم الدكتور حسن منيمنة نائب رئيس مؤسسة الذاكرة العراقية شرحا عن اهداف ونشاطات مؤسسة الذاكرة العراقية وعن المؤتمر quot;مؤتمر السليمانية للتوثيق وتخليد الذكرىquot; الذي تشكل من ثلاثة محاور ..الأول يتمثل باجتماع المؤسسات الدولية التي تعنى بالتوثيق مع مؤسسة الذاكرة العراقية والثاني باجتماع المؤسسات العراقية مع مؤسسة الذاكرة العراقية أما الثالث فبمناقشات المؤسسات الدولية حول القضايا المطروحة .

وألقى الدكتور باسل عبد الوهاب العزاوي رئيس المفوضية العراقية لمؤسسات المجتمع المدني محاضرة حول حقوق الإنسان في العراق حيث بين للحاضرين بأن في العراق قوميات متعددة تتعايش في ما بينها بسلام ومودة. وتطرق العزاوي إلى عمل مؤسسة الذاكرة العراقية وإمكاناتها في مجال توثيق التاريخ في فترة قياسية وحيّا فيها مسؤولي المؤسسة وحبذ اعتماد تجربة المؤسسة لمنع بروز طاغية جديد وبناء مجتمع مدني حر .

وخلال المؤتمر نظمت جلسة حوار بدأت بكلمة للسيدة كردستان دلوي مديرة المعهد الدولي لحقوق الإنسان في دهوك ومديرة التاريخ الشفهي في كردستان استعرضت في كلمتها تاريخ المعهد في مجال حقوق الإنسان والتاريخ الشفهي منذ البداية في عام 2003 إذ إن المعهد يعمل في مجال المقابر الجماعية وإقامة النصب التذكارية في كردستان . وتحدثت كردستان عن التجربة الكردستانية في مجال التوثيق والتاريخ الشفهي وتخليد الذكرى منها إقامة النصب التذكارية وافتتاح المتنزهات وفي مجالات أخرى منها مجال الفن كالموسيقى والرسم وما أنجزه فنانو كردستان من لوحات فنية تعكس مأساة الشعب الكردي .

كما ألقى الأستاذ فتاح زاخولي وزير سابق في إقليم كردستان ومسؤول مكتب الإعلام في كردستان كلمة بهذه المناسبة تحدث فيها عن تجربة كردستان في مجال حقوق الإنسان ومجال التوثيق وحفظ الوثائق وأرشفتها وإقامة النصب التذكارية . وتحدث كذلك محمد إحسان وزير حقوق الإنسان في إقليم كردستان /دائرة أربيل عن تجربة إقليم كردستان للفترة ما بين عام 1963-1979 وكذلك الفترة بين عامي 1980-1988 حيث كان ضحايا النظام خلال هذه الفترة ما يقارب 182000 كردي معظمهم من النساء والشباب دون سن الثامنة عشر .

وتم تنظيم سفرة سياحية إلى أمن الحمراء ومدينة حلبجة حيث قام الوفد بزيارة أمن الحمراء الذي هو سابقاً كان مديرية أمن السليمانية وبعد عام 1991 تم تحويله إلى متحف للذاكرة في كردستان وقد أبدى الوفود إعجابهم بهذا المتحف وتعجبهم لما شاهدوه من آثار لضحايا النظام . بعد ذلك توجه الوفد إلى مدينة حلبجة زار الوفد نصب شهداء حلبجة الذي يعبر عن مذبحة حلبجة. وأبدى أعضاء الوفد إعجابهم بالنصب على الرغم من أنه كان محترقاً بنسبة 95% بسبب أعمال العنف التي حدثت في حلبجة. كما زار الوفد مقبرة شهداء مدينة حلبجة . واشاد عمر فتاح رئيس وزراء إقليم كردستان بجهود مؤسسة الذاكرة العراقية في حفظ وتوثيق الوثائق وعملها الدؤوب في تخليد الذكرى ولاهتمامها في منطقة كردستان العراق .

وتحدث ممثلو المنظمات الدولية المشاركة عن تجارب بلادهم في مجال التوثيق وتخليد الذكرى .. في غواتيمالا وبورما وكمبوديا وكيفية التعامل مع الوثائق وتوثيقها . كما القت ماري آن ماكرايل (من صربيا) من المركز الدولي للعدالة الاجتماعية ndash; المسـتشـارة القانونية السابقة لمؤسسة التاريخ الشفهي محاضرة حول التاريخ الشفهي وأهميته في المجتمعات التي مرت بفترة قام بها الحكام بقتل جماعي .. وتحدثت عن آلية العمل في التاريخ الشفهي والصعوبات التي تواجه كادر التاريخ الشفهي .. وعن أسلوب العمل في هذه المشاريع..

وخلال ايام المؤتمر نظمت ورشة نقاشية وحوارية بإشراف لويس بيكفورد من المركز الدولي للعدالة الانتقالية الذي استعرض فيها النصب التذكارية وقوتها وتأثيرها في المجتمعات التي مرت بفترة حكم تعسفي . كما أقيمت ورشة حوار اخرى لبيان آلية وتقنية حفظ الوثائق ومشروع التاريخ الشفهي المصور في مؤسسة الذاكرة العراقية، اشترك كادر مؤسسة الذاكرة العراقية ثم جرى حوار مع ممثلي المنظمات والمؤسسات التي تعنى بحقوق الإنسان والعملية التوثيقية بعد ذلك تم عرض إحدى الشهادات التي أنتجتها مؤسسة الذاكرة العراقية وكان تأثيرها كبيراً على الحاضرين . كما تم عرض بعض من نتاجات بعض المشاركين في المؤتمر . وفي اليوم الأخير أقيمت ورشة عمل بين المؤسسات العراقية المعنية بالتوثيق وتخليد الذكرى مع ممثلي المنظمات العالمية وقد طرح السادة المسؤولين تجاربهم ونصائحهم للمنظمات العراقية وكيفية التعامل مع الحدث وكيفية تشكيل شبكة .