إيلاف من الرياض: الحدث الأبرز الذي احتل مساحات واسعة من صدور الصحف السعودية الصادرة السبت كان حول عودة quot;الغوانتانامويينquot; ،المفرج عنهم من سجن غوانتاناموا، إلى بلادهم بعدما قررت السلطات الأميركية الإفراج عنهم، مما أدى إلى نيله النصيب الأكبر من كعكة المتابعات الصحافية المحلية في تغطية مشوبة بالبهجة.

ولم يتم حتى اللحظة إطلاق السجناء العائدين من السجن الأميركي الشهير إلى ذويهم، غير أنهم منحوا فرصة للقاء عائلاتهم بعد غياب جاوز أعواماً للبعض، فيما ترجح مصادر أمنية إلى قرب إطلاق سراحهم بعد أن يتم التحقيق معهم والتأكد من عودتهم عن الأفكار المتطرفة التي من أجلها ذهبوا للقتال في أفغانستان.

وتسلمت المملكة العربي السعودية في الساعات الأولى من فجر أمس 16 معتقلا سعوديا، كانت قد أفرجت عنهم واشنطن من معتقل غوانتانامو سيء السمعة في وقت لاحق من فجر الجمعة، إذ حطت الطائرة التي طارت لأكثر من 13 ساعة متواصلة وهي تقل السعوديين المفرج عنهم، في مدرج طائرات الصالة الملكية بمطار الملك خالد الدولي في العاصمة الرياض.

من جهتها أعلنت مصادر ملاحية في مطار الملك خالد أن المعتقلين السعوديين وصلوا إلى بلادهم على متن طائرة سعودية، حيث كان أفراد عائلات هؤلاء السجناء في انتظار وصول الطائرة التي لم يسمح للصحافيين بالاقتراب منها.وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت الخميس أن الولايات المتحدة ستفرج عن حوالي خمسة عشر سجينا سعوديا في قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا.

وقد أعلن الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي بشكل رسمي، أن بلاده تسلمت المعتقلين في ساعات الصباح الأولى من فجر أمس، مشيراً إلى أنهم سيعاملون بحسب الأنظمة وسيسمح لأهاليهم وذويهم بزيارتهم بعد وصولهم، كما أكد على أن التعاون الأمني بين الرياض وواشنطن جيد وأن الاتصالات تجرى بين البلدين كالمعتاد.

وأشار بالمناسبة على عدم تسلم المملكة أياً من المعتقلين السعوديين في العراق أو إيران، آملاً أن تتسلم بلاده quot; أي سعودي معتقل في الخارج، سواء في العراق أو إيران أو غيرهماquot;. كما نفى وزير الداخلية السعودي معرفته باتصالات تجرى لإعادة منشقين سعوديين من الخارج، حول ما تردد وذكره المنشق السعودي السابق عبدالعزيز الشنبري، من توجه عدد من السعوديين المنشقين المقيمين في الخارج إلى العودة إلى المملكة، بقوله: quot;ليست لدي معلومات عن ذلكquot;.
وترددت الأنباء بقرب الإفراج عن جميع المعتقلين السعوديين في غوانتانامو، في غضون الأشهر القليلة المقبلة، ما عدا من ثبتت بحقهم تهم دعم الإرهاب.

يذكر أن جوانتانامو المعتقل الأشهر في العالم اليوم، والذي نال سمعة سيئة غير مسبوقة بسبب الممارسات وسوء أحوال المعتقلين فيه، ممن أسروا في أفغانستان على إثر اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 في الولايات المتحدة، يوجد فيه نحو 100 سعودي بين 490 سجينا ما زالوا محتجزين في جوانتانامو، وجهت التهمة رسميا إلى عشرة منهم ولم يحاكم أي منهم بعد.

المعتقل كان أيضاً موضوع حوالي 15 فيلماً سينمائياً بين تسجيلي ودرامي، وكتبت عنه آلاف المقالات، كما أنه شهد منذ يناير/كانون الثاني 2002، تسعاُ وثلاثون محاولة انتحار!، أقدم فيها جمعة الدوسري وحده، وهو سعودي يحمل الجنسية البحرينية، على اثنتي عشرة محاولة.