إقرأ أيضا

بوش لتوسيع استخدامات الطاقة النووية

عادل درويش من لندن: يغادر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لندن بعد ظهر اليوم الى واشنطن في محادثات مع الرئيس الأميركي جورج بوش تستمر يومين، ويلقي خلالها محاضرته الثالثة ضمن سلسلة محاضرات ترسم استراتيجيته بالتدخل الاستباقي لتجنب الارهاب، حسب مصادر داوننغ ستريت. وقالت المصادر ان العراق، ودعم حكومتها االشرعية لجديدة ستتصدر قائمة المحادثات، التي ستشمل الأزمة الناجمة عن اصرار ايران على تطوير برنامج نووي، وتهديدات رئيسها احمدي نجاد لسلام المنطقة، ودفع الجانبين الأسرائيلي والفلسطيني للتفاوض والعودة لخارطة الطريق، والخلافات بشأن التجارة العالمية، وتطوير الأمم المتحدة لمواجهة تحديات العالم الجديدة ، والحرب على الارهاب. وعلمت quot;إيلافquot; ان دور الأمم المتحدة في تشكيل موقف عالمي موحد لمكافحة الارهاب وايجاد اتفاقيات قانون دولي تحت مظلة المنظمة الدولية للتدخل الاستباقي في مناطق التوتر وانتهاكات الديموقراطية، لتجنب اندلاع الارهاب وانسكابه الى مناطق واسعة، ستكون موضوع محاضرة بلير غدا الجمعة.

واضافت مصادر داوننغ ستريت انها المحاضرة الثالثة والأخيرة في سلسلة محاضرات بدأها الزعيم البريطاني قبل شهرين، الأولى في لندن والثانية في العاصمة الأسترالية كانبرا في الشهر الماضي والثالثة غدا في واشنطن. وكان بلير رسم استراتيجية مبدأ التخل الاستباقي من جانب الامم الليبرالية الديموقراطية للمحافظة على الحكومات الشرعية المنتخبلة وايضا من اجل الحيلولة دون وقوع المجتمعات في العالم الثالث فريسة للارهاب بسبب تراجع الديموقراطية. وسترتكز محاضرة الغد على دور ألامم المتحدة وتطوير مؤسساتها والقانون الدولي لمجابهة هذا التحدي. ورغم ارتفاع الأصوات في بريطانيا للمطالبة بالانسحاب من العراق، وتناقص شعبية كل من الرئيس بوش رئيس الوزراء بلير، الذي تراجع التأييد الشعبي لحزبه العمالي الحاكم الي نسبة اقل من شعبية المحافظين المعارض لأول مرة منذ خمس سنوات، فإن مسالة سحب القوات او تحديد جدول زمني لن تعلن خلال اليومين اثناء المحادثات.

لكن استراتيجية الخروج ودعم رئيس الوزراء الجديد نور المالكي في موقفه، الذي وصفه بلير ب quot;الصارمquot; ضد الارهاب سيتصدر أجندة المحادثات حسب مصادر داوننغ ستريت، وذلك في اطار التقديرات البريطانية للموقف الامني في العرق في ضوء زيارة الزعيم البريطاني لبغداد يوم الاثنين. وكان الزعيم العراقي المالكي بحث مع نظيره البريطاني مسألة النفوذ الايراني في جنوب العراق، وضرورة التعامل معها، وتوظيف المالكي علاقاته الطيبة مع طهران لتقليل التوتر في جنوب العراق والذي ادى الى ارتفاع الخسائر في صفوف القوات البريطانية هناك. وكان المالكي وعد بلير بارسال وفد عراقي رفيع المستوى الى البصرة والتوصل لاتفاق مع زعماء المليشيات والأطراف المختلفة. وايضا الحصول على تطمينات ايرانية في هذا الشأن.

وسيطرح بلير على بوش مساء اليوم مسألة ترتيب انسحاب القوات البريطانية على مراحل تبدأ خلال الأشهر القادمة بتسليم ألاقاليم الهادئة للعراقيين في حالة تمكن الجيش العراقي من السيطرة امنيا عليها. وسيبحث الزعيمان مسألة الباقة التي يمكن تقديمها الى ايران ضمن محادثات من اطراف متعددة وضمانات اميركية بتحسين العلاقات وتقديم حوافز اقتصادية في حال قبول ايران مبادرة الأوروبيين . وتمثلت بوادرها في خطاب السكرتير العالم للأمم المتحدة كوفي أنان الاسبوع الماضي في جامعة طوكيو، بتقديم مفاعلات الماء الخفيف الأوروبية لايران. وسيلح بلير على واشنطن بضرورة زيادة دورها الديبلوماسي في أزمة الشرق الأوسط بين الفلسطينين والاسرائيليين، والتنسيق مع أوروبا ومصر للضغط على حماس للاعتراف باسرائيل ونبذ العنف والعمل تحت مظلة استراتيجية الرئيس محمود عباس، في مقابل عودة اسرائيل لخارطة الطريق بدلا من خطة الانسحاب المنفرد من الضفة الغربية التي يطرحها رئيس الوزراء السرائيلي ايهود اولمرت، وقبلها الرئيس بوش بشروط تضمن حقوقا أكبر للفلسطينيين.

وستحتل نزاعات التجارة العالمية جانبا مهما من المحادثات، خاصة في مسألة قلق ألاوروبين من تزايد اجراءات الحماية الأميركية التي تعرقل حرية التجارة، وايضا تطوير الأمم المتحدة، وعدد من المواضيع الأخرى تشمل أزمة دارفور واحتمال دعم حلف الأطلسي لقوات الاتحاد الافريقي، وتطورات الوضع في افغانستان.