تجارب اوروبا في حفظ السلام لا تبشر بالخير
معوقات إرسال قوات دولية الى لبنان
وكانت مهمة القوة تنحصر في التحقق من انسحاب اسرائيل واعادة ارساء السلام والامن الدوليين ومساعدة حكومة لبنان على quot;ضمان عودة سلطتها الفعالة في المنطقةquot; لكنها لم تحقق ايا من هذه الاهداف.
بل ان بعضا من الفرق الاوروبية في القوة تحولت الى اداة في القتال بين اسرائيل وحزب الله في منتصف الثمانينيات متكبدة خسائر في اطار الهجمات التي كانت تنفذها مجموعات تدعمها سوريا وايران.
ويرى بعض الدبلوماسيين ان من المفترض ان يدق هذا التاريخ نواقيس الخطر في المجالس الاوروبية التي تدرس الان دعوات لارسال القوة فيما تتفاقم التوترات بين الغرب وايران بخصوص برنامجها النووي.لكنهم يقولون ان كفة الحرص على تفادي اشتعال الصراع في الشرق الاوسط والرغبة في لعب دور سياسي اوروبي اكبر في عملية السلام بين العرب واسرائيل قد ترجح امام هذه المخاوف.
وانسحبت اسرائيل من لبنان عام 2000 لكن بعثة الامم المتحدة اثبتت انها ما عادت قادرة على ايقاف هجمات حزب الله على الدولة اليهودية منذ ذلك الحين.واوضح حزب الله انه لا يعتزم القاء سلاحه بشكل طوعي وثبت ان الحكومة اللبنانية الضعيفة غير قادرة على نشر جيشها على الحدود الجنوبية.لذا فان مسألة من سينزع سلاح المقاتلين او ما اذا كان بامكان مقاتلي حزب الله التعايش سلميا الى جانب قوة جديدة مثلما كان الحال مع قوة الامم المتحدة لا تزال بحاجة الى اجوبة.
وقال رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي ان من الضروري ارسال قوة لا يقل عدد افرادها عن عشرة الاف ويكون تفويضها اكثر قوة من تفويض بعثة جنوب لبنان التي وصل عدد افرادها الى الفي جندي من الصين وفرنسا وغانا والهند وايرلندا وايطاليا وبولندا.
واقر موقع القوة على الانترنت بفشل مهمتها قائلا quot;رغم منع قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان من تحقيق اهداف تفويضها فان القوة فعلت اقصى ما بوسعها للحد من الصراع والمساهمة في ارساء الاستقرار في المنطقة وحماية سكان المنطقة من اسوأ اثار العنف.وللاوروبيين مثل الامم المتحدة سجل متباين في جهود حفظ السلام بمناطق الصراع في العالم.
فالكثيرون يتذكرون مراقبي الاتحاد الاوروبي ذوي السترات البيضاء الذين كان يطلق عليهم سخرية لقب (رجال الايس كريم) والذين قاموا بمحاولة يائسة لوقف القتال بين الصرب والكروات في يوغوسلافيا السابقة عام 1991.او حتى الجنود الاوروبيين في قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة الذين علقهم البوسنيون الصرب عام 1995 على جسور واستخدموهم كدروع بشرية بعد ثلاثة اعوام من محاولة المحافظة على تدفق المساعدات الانسانية خلال حرب البوسنة.
او محققي منظمة الامن والتعاون في اوروبا في مركباتهم البرتقالية اللون الذين حاولوا بلا طائل ان يوقفوا حملة امنية صربية على الالبان في كوسوفو في عامي 1998 و 1999.واثبتت التجربة ان الاتحاد الاوروبي يحقق نجاحا اكبر في مجال حفظ السلام بعد ان يوقع جميع اطراف الصراع على معاهدة ويلتزمون بتنفيذها مثلما حدث عندما تولى الاتحاد قيادة بعثة حفظ السلام التابعة لحلف شمال الاطلسي في البوسنة أو عندما ارسل مراقبين للاشراف على وقف اطلاق نار في اقليم اتشيه الاندونيسي.
كما ارسل الاتحاد فريقا من المراقبين بموافقة اسرائيل الى المعبر الوحيد بين مصر وقطاع غزة على الرغم من ان هذا الفريق لم يستطع ان يمنع قادة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الحاكمة من ادخال مبالغ ضخمة من الاموال عبر الحدود.
وفي ظل مدى تفاقم الصراع بين اسرائيل وحزب الله والجماعات الفلسطينية واعمال العنف التي تجري في العراق والخلاف بين الدول العربية المدعومة من الغرب وبين سوريا وايران والتوتر بسبب طموحات ايران النووية فان الاجواء اللازمة لانجاح مهمة قوة حفظ سلام على الحدود اللبنانية تبدو ملبدة بالغيوم.
التعليقات