سمية درويش من غزة: تعيش تل أبيب في حالة من الحيرة والإرباك ازاء استمرار الخلافات الحادة بين زعامات الدولة العبرية ، وذلك عقب فشل الجيش الإسرائيلي الذي يشن عمليات عسكرية واسعة في الجنوب اللبناني لليوم السادس والعشرين من تحقيق أي من الأهداف التي حددتها حكومة أيهود اولمرت عشية إعلانها الحرب.

وقد كبد حزب الله اليوم الجيش الإسرائيلي خسائر بشرية فادحة، حيث قتل 12 جنديا إسرائيليا، وأصيب خمسة آخرون في قصف بصواريخ الكاتيوشا على شمال إسرائيل، في وقت تتواصل في جنوب لبنان المعارك الضارية بين الطرفين.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، ان حزب الله تمكن من دك قلب إسرائيل بأكثر من ثلاثة آلاف صاروخ منذ بدء الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان منذ 26 يوما.

وقد هاجم كتاب ووزراء في إسرائيل ، حكومة اولمرت بسبب فشل القوات المختارة للجيش الإسرائيلي تحقيق أي انتصار حتى اللحظة على الحزب ، موضحين بان الصواريخ الإسرائيلية أسقطت ورقة التوت عن تل أبيب ، وعرتها أمام وسائل الإعلام بعدما حصدت نيران الحرب أرواح أطفال ونساء أبرياء بلبنان ، ودمرت المنازل فوق ساكنيها دون المس بقدرة حزب الله العسكرية.

وتحاول حكومة اولمرت التعامل مع سياسة المد والجزر لطمأنة الشارع الإسرائيلي الذي بات مخنوقا تحت الأرض خشية من صواريخ حزب الله ، وعدم إثارته على الحكومة الوليدة ، حيث قال احد وزراء تل أبيب ، بان الجيش الإسرائيلي سيبقى في قطاع من جنوب لبنان لحين وصول القوات الدولية وتوليها زمام الأمور ، في حين عبر بنيامين بن العيزر وزير الدفاع الإسرائيلي السابق ، عن خيبة الأمل التي أصابت الدولة العبرية بعد 25 يوما من الحرب ضد لبنان ، ومواصلة منظمة حزب الله قصفها للأراضي والمدن التي تسيطر عليها إسرائيل.

وقال اليهودي صاحب الأصول المغربية بكل صراحة ، بان إسرائيل ذهلت من عدم قدرة الجيش على إخضاع حزب الله بسرعة وسلاسة وبشكل قاطع ، موضحا بان الحكومة الإسرائيلية لم تعتقد أن ذلك سيستمر كل هذا الوقت ، وأن يكون لحزب الله نفس طويل بهذا الشكل.

وكانت تل أبيب ، قد اعتمدت في إعلان حربها على لبنان على تقارير وكالة الاستخبارات اليهودية ، في حين بدأت المعارك الخفية تدور في المطابخ الأمنية المصغرة ، والاعتراف بفشل أقوى جهاز امني بالحصول على معلومات دقيقة حول ترسانة حزب الله العسكرية.