كتب سمير عيتاني من بيروت: يتحدث الجيش الاسرائيلي عن ضرب 120 هدفا في لبنان، وتورد وكالات الانباء المحلية اسماء المناطق التي ضربت واعداد

القتلى من المدنيين، ترتفع حصيلة غارة الطيران الحربي على منطقة الشياح (شارع الحجاج) ليوم الاثنين الى 41 قتيلا، وبحسب مصادر الدفاع المدني فقد انتشل 50 جثة من تحت المباني المدمرة.

الاتصال بمدينة صور والمراسلين الحربيين في الجنوب يكاد يكون غير مجد صار الاتصال بالزملاء في المناطق الحدودية وفي كل المناطق الواقعة جنوب الليطاني للاطمئنان على احوالهم اكثر مما هو للحصول على المعلومات، الطيران الاسرائيلي فرض منع تجول بالنار، كل من وما يتحرك على الطرق يضرب مباشرة سواء بصواريخ الطيران النفاث او المروحي او طائرات التجسس من دون طيار او عبر القصف المدفعي. الجنوب تحت السيطرة؟ قطعا لا، المدنيون تحت رحمة الطائرات والجيش الاسرائيلي فقط.

بينما تتوارد الانباء من المناطق الحدودية عبر اكثر من طريقة وتتقاطع المعلومات لتشكل صورة اخرى. يتوغل الجيش الاسرائيلي مسافة ثمانية كيلومترات في العمق اللبناني، يصل الى مشارف القنطرة، وكما هي العادة يضرب حزب الله اليات هذه القوة ما ان تتربض في محيط القرية، القوات الاسرائيلية لا تدخل القرى مباشرة وحزب الله يضرب في اقل اللحظات توقعا.

ما تبقى من احدى مباني جنوب لبنان
وفي حين لا يستقر الجيش الاسرائيلي (الذي تجاوز عدد جنوده في لبنان عشرة الاف عنصر) داخل القرى او في العمق اللبناني ويخوض معاركه في شرق الجنوب اللبناني يبدأ اطلاق النار ضد جنوده مجددا في منطقة الطيبة، التي سبق ان وصل اليها منذ الايام الاولى للحملة البرية البطيئة التي يخوضها. الاشتباكات في الطيبة جدية هي الاخرى، اي انها مدمرة وفعلية، وليست من قبيل الضربات السريعة التي تصيب معنويات الجنود اكثر مما تصيب اجسادهم. ويواجه الجيش الاسرائيلي حقيقة سرعة حركة المقاومة وقدرتها على الضرب والايذاء اضافة الى تراجع معنويات جنود النخبة، كما بات يعلن في وسائل الاعلام الاسرائيلية وخاصة التلفزة العبرية.

وبعد 28 يوما من الحرب على لبنان تحت شعار ابعاد الخطر الصاروخي لحزب الله يصر حزب الله ليل الثلاثاء على استكمال ضرب كل مستوطنات الشمال الاسرائيلي بـ350 صاروخا، وهو اعلى رقم منذ بدء الحرب، ويضرب مجددا اليوم على مسافة 70 كيلومترا داخل اسرائيل، للاشارة الى نتائج quot;ضرب سلاح الصورايخ التابع للحزب هي صفرquot; لحد الساعة. بينما ترد اسرائيل بضرب quot;80 موقعا لحزب الله، اربعة منصات صواريخ، كهف يستخدم لاخفاء الصواريخ، 25 شارعا وطريقا، سبعة جسور اغلبها على نهر الليطانيquot;. بحسب الجيش الاسرائيلي.

الردود التي تبتكرها المقاومة لا تظهر اعلاميا، بفعل العديد من العوامل اهمها العزل الناري لمناطق الاشتباكات، حيث انتقل المقاومون الى ضرب اهداف داخل اراضي اسرائيل بعد شهر من بداية الحرب، وبالتالي تجاوزوا القتال الاعتراضي الى القتال الاستنزافي للجيش الاسرائيلي، كضرب موقع جل العلم عبر مجموعات خاصة للمقاومة والاشتباك مع حامية الموقع. اضف الى ذلك ما بات بحكم المؤكد ان مقاتلي حزب الله وخاصة التابعين للقوات المضادة للدروع قد اكشتفوا (او كانوا قد اكتشفوا قبل هذه الحرب) نقاط ضعف دبابات الميركافا، التي تشارك عدة اجيال منها في المعارك، مما كبد الجيش الاسرائيلي ما يفوق انتاج عامين من هذه الدبابات.

الا ان القوات العسكرية الاسرائيلية تحاول منذ ليل امس وضع نقاط تمركز متينة في عدة قطاعات من الجنوب اللبناني، من الشرق الى غرب الحدود وعلى مسافات تتراوح بين 2 كيلومتر الى 8 كيلومتر، مشكلة رأس جسر للانطلاق في حملة احتلال جنوب الليطاني، وهو ما ينتظر قرار مجلس الوزرء الاسرائيلي المصغر.