مثلت زيارة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود إلى الإمارات نموذجاً لتبادل الزيارات بين أفراد العائلة الواحدة، اذ ان مثل هذه الزيارات ليست بحاجة إلى إعداد مسبَق, ويمكن أن تحدث في أي وقت. وعادةً ما تكون الزيارات بين أعضاء دول مجلس التعاون حسب البروتوكول, ولذلك تعطي انطباعاً ببرودة المشاعر. لكن الزيارات غير الرسمية مثل الزيارة التي قام بها الأمير سلطان تعمل على تقوية الروابط الأخوية وتزيح كل العقبات من طريق العلاقات الثنائية. وذلك حسبما قال الكاتب أحمد الجار الله من صحيفة عرب تايمز.

تُعد الزيارات غير الرسمية أكثر أهمية وأعلى شأناً من تلك الرسمية التي ترتبط بمواعيد أو مناسبات معينة. وينبغي أن يتكرر تبادل مثل هذه الزيارات الأخوية بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي. وبالسير على هذا النهج, لن تسنح الفرصة لحدوث أي سوء تفاهم بينهم, ولن تتمكن الاستنتاجات الخاطئة من الاستحواذ على تفكير أيٍ منهم. وتزداد الحاجة إلى الزيارات غير الرسمية بين أعضاء دول المجلس في الوقت الذي تجتاحهم موجة الإرهاب ونوايا البعض التي لا تضمر الخير لأبناء دول الخليج.

وأضاف الجار الله أنه على الرغم من أنه لم يصدر أي تصريح رسمي عن زيارة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود إلى الإمارات, إلا أن زيارته جعلت القلوب صافية وكان لها أثر إيجابي على مشاعر الشعبين, وهذا أهم بكثير من توقيع المعاهدات. نحن بحاجة إلى مثل هذه الزيارات الأخوية بين قادة دول مجلس التعاون لضمان استعدادنا للتحديات الكبرى مثل خطة الشرق الأوسط الجديد, والانضمام إلى مصاف الديمقراطيات المتقدمة مع المحافظة على عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية.

وفي هذه الفترة الحاسمة, ينبغي على قادة دول مجلس التعاون ألا يقعوا فريسة للمكائد التي ينصبها أولئك الذين يريدون نشر بذور الشقاق بينهم ويحاولون إبعادهم عن بعضهم. إن زيارة الأمير سلطان التي أكدت جميع هذه المعاني نشرت الدفء في قلوبنا. ونأمل أن تصبح مثل هذه الزيارات عادةً لدى قادة دول المجلس للتأكيد على الروابط الأخوية بينهم وحماية المنطقة من أي أذى.

ترجمة سامية المصري