محمد الخامري من صنعاء: رفضت الحكومة اليمنية الرد على الهجوم الحاد من قبل الصحف الكويتية الأهلية والذي تضمن إساءات بالغة وأوصاف غير لائقة بالقيادة والحكومة والشعب اليمني على خلفية الموقف اليمني من إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين ، مشيرة على لسان مصدر مسؤول في الحكومة بأن حكومة الجمهورية اليمنية لن تنجر إلى ردود الفعل والدخول في مهاترات من أي نوع في ظل الظروف الحالية التي تعاني فيها الأمة العربية من انقسامات وأزمات تهدد مستقبلها.

وأضاف المصدر في تصريحات رسمية quot;إن ما نحتاجه اليوم هو العمل على رأب الصدع وتجاوز الخلافات والحفاظ على وحدة الصف العربي والتضامن العربي لمواجهة المخاطر التي تحيق بهquot;.

وكانت الصحافة الكويتية قد نشرت خلال الأيام الماضية سلسلة من التصريحات منسوبة لبرلمانيين كويتيين شديدة اللهجة ضد الرئيس علي عبد الله صالح ووصفه بأوصاف quot;غير لائقةquot; بسبب موقفه من إعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الذي نفذ فيه حكم الإعدام يوم عيد الأضحى المبارك حيث قال النائب مسلم البراك quot;ها هو صالح يقول : إن إعدام صدام فيه إهانة للعرب ، ونحن نقول : إنها إهانة لكل حاكم قمع شعبه وذهب إلى مزبلة التاريخ .. ليبقى أيتام صدام من هؤلاء الحكام ينتظرون مصيرهم الأسود quot;.

وكانت الصحافة الكويتية نشرت منتصف تشرين الثاني quot;نوفمبرquot; الماضي عقب مؤتمر المانحين الذي عقد في العاصمة البريطانية لندن وشاركت فيه الكويت بوفد رفيع المستوى مكون من وزيرا الخارجية والمالية وعدد من المسؤولين الكويتيين إلا أنها لم تقدم شيئاً من المنح والهبات باستثناء 200 مليون دولار كقروض ميسرة فقط ، نشرت مقالات وتصريحات حادة تجاه اليمن على خلفية الحديث عن الاستياء اليمني من الكويت ، حيث نشرت جريدة الرأي العام مقالا للكاتب محمد الوحيشي هاجم فيه اليمن بقسوة وطالب حكومته بمسح اليمن تماما من قائمة الدول الصديقة كي تتعلم معنى الاستياء على أصوله ، مشيراً إلى أن مساهمة الكويت بمائتي مليون دولار كقروض ميسرة لليمن تعني أن المبلغ خرج ولن يعود لخزينة الكويت أو ذهب مع الريح.

وأضاف المقال أن اليمن ليست الدولة الوحيدة التي تنظم قصائد الهجاء فينا حتى قبل أن تغسل يديها من خيرات السفرة الكويتية، مقارناً ذلك بالرئيس العراقي الأسبق صدام حسين ورئيس الحكومة العراقية الأسبق إياد علاوي الذي قال انه شكر كل مَن في الأرض والبحر والجو وتناسى الكويت خوفا من ردة فعل الشارع العراقي.

وقال الكاتب أن الكويت جاءت في مرتبة متأخرة في استفتاء أجري مؤخرا في مصر عن الدول الأحب للشعب المصري برغم أن الجالية المصرية في الكويت هي الأكثر.

من جانب آخر استنكر عددٌ من النواب في مجلس الأمة إعلان الكويت خلال اجتماع الدول المانحة لليمن بتقديم قروض ميسرة قيمتها 200 مليون دولار. وقال النواب في تصريحات لصحيفة الأنباء الكويتية تعليقاً على مشاركة الكويت في مشاريع استثمارية واقتصادية وزراعية من خلال صندوق التنمية quot;إن أبناء الشعب الكويتي أولى من غيرهم بخيرات بلادهم في ظل عدم استجابة الحكومة للدعوات النيابية لإسقاط القروض والتخفيف عن المواطنينquot;.

من جانبه اعتبر النائب مسلم البراك أن اليمن وجهت للكويت لطمات كثيرة يُفترض أنها كفتنا لإغلاق الباب في وجهها ، وتساءل البراك quot;ما مدى قناعة الكويت بأن يكون هناك نادٍ للدول المانحة لليمن وهي من دول العالم الثالث نخرها الفسادquot;. وأضاف quot;هل سيقوم وزير المالية بإعلان الأرقام التي ستوضح نسبة العجز التراكمي؟ ، ونحن مؤمنون بأن وزير الخارجية يعرف تماما الأدوار التي لعبتها اليمن ضد الكويت وشعبها لكنه سعى quot;للملمةquot; تلك المواقف خشية أن تسبب له الحرج، وسياسة الإقراض هذه عبارة عن نزيف مادي تتعرض لها الدولةquot;.

أما عضو مجلس الأمة النائب حسين مزيد فقد وصف سياسة الحكومة في عملية إقراض اليمن بأنها quot;عمياء ودليل على استمرار عدم وجود الرؤية الواضحة ، مشيراً إلى انه من العيب أن تواصل الحكومة مواقفها السلبية تجاه مواطنيها في حين أنها تكون أكثر إيجابية بمواقفها مع الدول التي كانت لها مواقف سلبية ومشينة تجاه الكويت وشعبها وتحديدا أثناء الاحتلال العراقي. واختتم مزيد حديثه بالقول quot;نحن نرفض هذه السياسة العمياء ونؤكد أن أهل الكويت أحق بثروات بلادهم من غيرهم، ويجب ألا ننسى التاريخ ونطويه مع الزمنquot;.