كراكاس:ادى الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز اليساري والمعارض بقوة للولايات المتحدة اليوم الاربعاء اليمين الدستورية لولاية رئاسية جديدة من ست سنوات يريد ان تتمحور حول اشتراكية quot;مسيحية وماركسية لينينيةquot; مجازفا بذلك بخوض مواجهة مع النخبة السياسية المحلية والولايات المتحدة.وقد اقسم شافيز اليمين وهو يرتدي بزة وربطة عنق ويزنر نفسه بالوشاح الرئاسي الثلاثي الالوان الاصفر والاحمر والازرق، امام الجمعية الوطنية واعدا ببناء quot;نظام اجتماعي اقتصادي وسياسي جديدquot; في فنزويلا.

وقال شافيز امام البرلمان quot;اقسم على الدستور العظيم، وبالمسيح، الاشتراكي الاكبر في التاريخ، بانني لن ادع يدي ولا روحي تستكين وساكرس حياتي وليالي لبناء الاشتراكية الفنزويليةquot;.وردد شعار الثائر الارجنتيني الكوبي الشهير ارنستو quot;تشيquot; غيفارا quot;الوطن، الاشتراكية او الموتquot;.وقبل ادائه القسم توجه الرئيس الفنزويلي بسيارة مكشوفة الى مدفن العظماء (بانتيون) لوضع اكليل من الزهر امام ضريح quot;المحررquot; الاميركي الجنوبي سيمون بوليفار بطله ومرشده.

واستبق خطابه امام البرلمان الاثنين بسلسلة اعلانات اثارت الضجة مثل تأميم قطاعات عدة وتبني قانون يمنحه صلاحيات مميزة وتعديل الدستور من اجل quot;تعزيز الاشتراكيةquot;.والى قيادات الكاثوليك الراغبة في لقائه لكي يوضح مشروعه الخاص بquot;اشتراكية القرن الحادي والعشرينquot;، اوصى شافيز بالغوص في كتابات لينين وماركس وفي الانجيل.وقال شافيز ان quot;المحركات الخمسةquot; التي سيبنى عليها quot;العصر الاشتراكي الجديدquot; هي اصدار قانون-اطار يمنحه سلطات خاصة، واصلاح الدستور، واعلان يوم للاخلاق، وتوزيع quot;هندسيquot; للسلطة، عبر اعادة تقسيم المناطق والبلديات، وquot;توسيع السلطةquot; الشعبية عبر انشاء اكثر من 20 الف مجلس بلدي وفي الاحياء بحلول نهاية 2007.

الى ذلك، اعلن شافيز اليوم الاربعاء انه سيقدم مشروع تعديل دستوري يسمح بتجديد الولاية الرئاسية بشكل غير محدود.وقال في هذا الصدد اثناء حفل اداء القسم quot;نحن بصدد صياغة الاقتراح لاعادة انتخاب الرئيس بشكل غير محدودquot;. لكنه اضاف quot;اذا رفضت غالبية الشعب (هذا المشروع) فساكون اول من سيصفق لهquot;.ويبدو ان شافيز يعتزم اجراء هذا التعديل الدستوري اقتناعا منه بانه يحتاج الى عشرين سنة على الاقل لتغيير البلاد.
اما بالنسبة للتأميم، فقد اعلن شافيز الاثنين نيته في ارجاع quot;ملكية جميع وسائل الانتاج الاستراتيجيةquot; الى الدولة، مؤكدا ان quot;كل ما جرى تخصيصه سيؤممquot;.

ويأتي في المصاف الاول قطاع الكهرباء خصوصا الشركة الخاصة التي تزود بالتيار حوالى مليون شخص في كراكاس وقطاع الهاتف ومنه شركة كانتف.وقد اثارت اعلانات شافيز quot;قلقا كبيراquot; لدى الولايات المتحدة المستهدفة بهذه التدابير لان شركتي الكهرباء والهاتف كانت تسيطر عليهما رؤوس اموال اميركية. وذكر المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو شافيز بان عمليات quot;التأميم لها تاريخ طويل حافل بالاخفاقاتquot;، معتبرا انه quot;يوم تعيسquot; للفنزويليين.

كذلك لم يوفر شافيز المعارضة بقيادة حاكم ولاية زوليا النفطية مانويل روزاليس واوساط الصناعيين الذين كانوا يأملون بالحوار البناء لمناسبة هذه الولاية الرئاسية الجديدة (2007-2013). وكان روزاليس ترشح ضد الرئيس المنتهية ولايته في انتخابات الثالث من كانون الاول/ديسمبر لكن شافيز فاز عليه بغالبية 63% من الاصوات.فبتنديده بالاقلية المتنفذة او quot;الاوليغارشيةquot; التي وصفها بquot;القشدة المثيرة للقيء والنتنةquot;، اثار شافيز المخاوف من عودة سياسة الاستقطاب للسنوات بين 2002 و2005 والتي شهدت محاولة انقلاب فاشلة ضد الرئيس في نيسان/ابريل 2002 واضرابا نفطيا كبيرا مطلع 2003 واستفتاء يرمي الى تقليص ولايته في 2004 خسرته المعارضة.
وقد حذر روزاليس من جهته من ان الحكومة quot;في طريقها الى نظام ماركسي شيوعي... لكننا لن نسمح بذلكquot;.

ولطمأنة الشعب، اكد مقربون من الرئيس ان شافيز quot;لا يسعى سوى الى القيام بثورة في نظام الملكية الخاصة في اطار ديموقراطي محض بدون تكرار التجربة السوفياتيةquot;.لكن القطاع الخاص يسوده القلق وبورصة كراكاس سجلت تراجعا بنسبة تقارب 19% امس الثلاثاء فيما ارتفع الدولار ليصل سعره في السوق السوداء الى 4100 بوليفار، اي حوالى ضعف السعر الرسمي (2150 بوليفار).