كراكاس، القاهرة:تمكن هوغو شافيز الذي اعيد انتخابه امس لولاية ثالثة رئيسا لفنزويلا، من الارتقاء الى مكانة المحرر الجديد لاميركا اللاتينية في وجه الولايات المتحدة بعد مسار عسكري انقلابي وثوري.ومن مميزات شافيز البالغ من العمر 52 سنة قدرته على تبديل مظهره ومنطقه بسهولة لافتة فيظهر مرة في لباس المظليين ومرة اخرى في بدلة انيقة، ويستعير عبارات لماو تسي تونغ وهو يرفع صليبا ويحمل بعنف على quot;الامبراطورية الاميركيةquot; التي يبيعها نصف انتاجه النفطي.ويقول شافيز المدافع عن حقوق الفقراء quot;من اجل القضاء على الفقر، يجب اعطاء السلطة للشعبquot;.ويروق لهذا الاب لاربعة اولاد الذي سبق وطلق زوجتين ان يقول عن نفسه انه quot;متزوج من الوطنquot; وهو يندد بنبرة المبشرين الملهمين بquot;طريق الرأسمالية التي تقود الى الجحيمquot;، مؤكدا ان quot;المسيح لكان صوّت للثورةquot;.

ويطل شافيز كل يوم احد على المواطنين مباشرة عبر برنامج تلفزيوني مطول بعنوان quot;آلو سيدي الرئيسquot;، كما يهوى المنابر الدولية والمداخلات الصاخبة وقد تميز في ايلول/سبتمبر 2006 بوصفه الرئيس الاميركي جورج بوش في الامم المتحدة بquot;الشيطانquot; من جملة انتقادات اخرى لا تقل حدة.ويوضح الكاتب البرتو باريرا في سيرة للفتنانت-كولونيل السابق بعنوان quot;شافيز بدون اللباس العسكريquot; ان quot;فورته الكلامية هي تكتيك عسكري يقوم على الاستفزازquot;.ويشير الى ان quot;البعض يشدد على صفات الزعامة لديه والبعض الاخر يرى فيه روحا تبشيرية او شعبوية جموحة لكن لا يمكن لاي كان انكار الكاريسما التي يتمتع بهاquot;.ولم يكن شيء يبشر بمثل هذا المسار لهذا الهجين الذي امتزجت في عروقه دماء سوداء وبيضاء وهندية.

ولد هوغو شافيز في 28 تموز/يوليو 1954 في ساباتينا في ولاية باريناس في منطقة من السهول الشاسعة في وسط البلاد وكان والده استاذا متواضعا وتولت جدته تربيته. وفي سن السابعة عشرة التحق بالكلية العسكرية في كراكاس حيث اكتشف في نفسه طموحات غذتها صحيفة تشي غيفارا واسطورة سيمون بوليفار صانع الاستقلال الوطني.وقال الرئيس نفسه واصفا بداياته quot;كان هوغو شافيز عند انتسابه (الى الكلية العسكرية) فتى ريفيا يطمح لان يصبح لاعب بيسبول. وبعد اربع سنوات تخرج ضابط صف سلك الطريق الثوريquot;.

وبرز شافيز المعجب بالثورة الكوبية والذي يعتبر فيدل كاسترو بمثابة quot;ابquot; له، بمساندته محاولتي انقلاب عام 1992 على حكومة كارلوس اندريس بيريز الغارقة في الفساد.واكتشف شعب فنزويلا في الرابع من شباط/فبراير من تلك السنة وجهه الغليظ الملامح حين ظهر على شاشات التلفزيون لاعلان استسلامه.ثم فشلت محاولة انقلابية ثانية في تشرين الثاني/نوفمبر فيما كان شافيز قابعا في السجن وقد اطلق سراحه بعد سنتين تحت ضغط شعبي.

انشأ الحركة من اجل الجمهورية الخامسة وفاز في الانتخابات الرئاسية في كانون الاول/ديسمبر 1998 محققا نتيجة غير مسبوقة بلغت 56% من الاصوات. وفاز بعد ذلك في كل الانتخابات الوطنية بفارق مريح.وفي السنة التالية نظم استفتاء شعبي اقر تعديلا دستوريا اصبح اسم البلاد بموجبه quot;جمهورية فنزويلا البوليفاريةquot;.ونجح شافيز في وضع حد لاربعين عاما من نظام يحكمه حزبان وتهيمن عليه المصالح النفطية.ابعد عن السلطة في انقلاب نظمه اصحاب العمل في نيسان/ابريل 2002 غير انه عاد الى سدة الرئاسة بعد يومين وسط تظاهرات شعبية عارمة وتمكن من التغلب على اضراب عام ضخم بدأ في كانون الاول/ديسمبر واستمر ستين يوما.وتجدد هذا التأييد الشعبي لشافيز عام 2004 في استفتاء على اقالته برفض 60% من المواطنين، ما اعتبر هزيمة مؤلمة للمعارضة.

ويحظى شافيز بتأييد الاحياء الفقيرة بفضل اقامته شبكة من المراكز الاجتماعية المعروفة بquot;البعثاتquot; يمولها من العائدات النفطية، في مقابل النخب التي تكن له عداءً شديدا وقد نشر المقربين منه في كل مفاصل الدولة وادخل المزيد من الراديكالية الى نظامه داعيا الى اعتماد quot;اشتراكية خاصة بالقرن الواحد والعشرينquot;.وعلى الصعيد الخارجي، عزز روابطه بدول quot;محور الشرquot; المعادية لواشنطن بحسب تعبير الرئيس الاميركي جورج بوش.وعلى الرغم من ان شافيز ينفي سعيه quot;لاقامة دكتاتوريةquot;، الا انه حذر المعارضة من انها لن تعود quot;ابدا الى السلطةquot; فيما لا يتصور ان يتخلى هو نفسه عن الرئاسة قبل 2021 على اقل تقدير، في الذكرى المئوية الثانية لآخر المعارك الكبرى ضد العرش الاسباني في فنزويلا.

الاخوان المسلمون يهنئون الرئيس الفنزويلي

من جهة ثانية هنأ الاخوان المسلمون، اكبر قوة معارضة في مصر، اليوم الاثنين الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز باعادة انتخابه، وحيوا مواقفه الداعمة quot;لقضايا الامة العربية والاسلاميةquot;. وقال المرشد العام للاخوان المسلمين في رسالة وجهها الى شافيز وتم توزيعها على الصحافيين quot;يسعدني ان اهنئكم على فوزكم الكبير في انتخابات الرئاسة وحصولكم على تأييد غالبية الشعب الفنزويليquot;.

واضاف عاكف quot;نحن في مصر والعالم الاسلامي نقدر مواقفكم الشجاعة في نصرة قضايا الامة العربية والاسلامية وعلى رأسها القضايا الفلسطينية واللبنانية والعراقية ووقوفكم في وجه الطغيان الاميركي ومحاولات السيطرة على العالم، ونأمل ان تستمر تلك المواقف في فترة رئاستكم المقبلةquot;. واعيد انتخاب شافيز باكثر من ستين في المئة من الاصوات بحسب النتائج الرسمية.