الياس توما من براغ: أسندت وزارة الدفاع التشيكية لأول مرة منذ تأسيس تشيكوسلوفاكيا في عام 1918 وظهور الجمهورية التشيكية على الخارطة الجغرافية السياسية لوسط أوروبا كدولة مستقلة في عام 1993 لامرأة هي السيدة فلاستا باركانوفا. وقد جاء توليها هذا المنصب استنادا إلى اتفاق ائتلافي جرى التوصل إليه بين الحزب المدني الديمقراطي وبين حزبي الشعب والخضر واستنادا إلى ترشيح حزبها لهذا المصب وهو حزب الشعب / الاتحاد المسيحي الديمقراطي.

وأكدت السيدة باركانوفا بعد تسلمها منصبها في وزارة الدفاع كأول امرأة في هذا المجال بعد أن كان كل الوزراء التسعة الذين سبقوها في هذا المنصب منذ عام 1993 من الرجال انه طالما أن نسبة النساء في القوات المسلحة التشيكية تصل إلى 12 فانه لم يعد من المعاصرة حل قضايا الجنس أي رجل أم امرأة بالصلة مع منصب وزير الدفاع. وأوضحت أن قبولها بهذا المنصب جاء لان مؤسسة الجيش في تشيكيا تعمل بشكل جيد وان الجيش التشيكي يحظى بثقة كبيرة من قبل الناس غير انه بالمقابل يعاني من بعض المشاكل المستمرة في قطاع الميزانية ولذلك فان تولي هذا المنصب بالنسبة لها هو شرف وفي نفس الوقت تحدي.

وأكدت أنها تمتلك تصورا واضحا حول الوضع في الجيش لأنه سبق لها أن كانت عضوة في اللجنة التي أشرفت على خروج القوات السوفييتية من تشيكوسلوفاكيا بعد انهيار النظام الشيوعي ، كما كانت عضوة في لجنة الدفاع والأمن في البرلمان وساهمت في حل القضايا العسكرية الطابع أثناء التحضير للإصلاحات في القوات المسلحة كما قامت بعدة زيارات للقوات التشيكية العاملة في الخارج .وأكدت أنها تشعر بقوة بأهمية الجيش بالنسب لأمن تشيكيا وبالنسبة للسياسة الخارجية للدولة وان الجيش مؤسسة اجتماعية هامة لا يمكن للدولة ذات السيادة أن توجد من دونه.

وعبرت الوزيرة الجديدة عن تأييدها لوضع قاعدة صاروخية دفاعية أميركية في الأراضي التشيكية مؤكدة أنها تشعر بان وصول الصواريخ الطويلة الأمد إلى أيدي بعض الأنظمة يمثل خطرا حقيقيا وانه من الضروري التأكيد بأنه لا يوجد حل أخر لمواجهة هذا التهديد سوى نظام الدفاع الصاروخي الأميركي. ورأت أن إقامة القاعدة الأميركية في تشيكيا يمكن له أن يحمي الولايات المتحدة وأيضا جزءا كبيرا من أوروبا بما فيها جمهورية التشيك وان قبول إقامة القاعدة في تشيكيا سيكون مساهمة تشيكية كبيرة في توفير الأمن للتشيك وللدول المجاورة كما أن هذه القاعدة على الأرجح ستصبح عاجلا أم آجلا حسب رأيها جزءا من النظام الصاروخي الدفاعي لحلف الناتو.

يذكر أن السيدة باركانوفا تسلمت في السابق وزارة العدل وتحمل الدكتوراة في القانون وقد شغلت قبل تعيينها في وزارة الدفاع منصب رئيسة الكتلة النيابية لحزبها في مجلس النواب وتعتبر منذ عدة اشهر وفق استطلاعات الرأي المختلفة الأكثر شعبية بين السياسيين التشيك.