محمد الخامري من صنعاء : قال السفير اليمني لدى السعودية محمد محسن الأحول أن عدد الأطفال الذين تم ضبطهم خلال العام الماضي بلغ 900 طفل مشيراً إلى أن ظاهرة تهريب الأطفال والتسول تؤثر على المقيم اليمني في السعودية. وقالت مصادر يمنية رسمية أن اللجنة اليمنية السعودية المشتركة في مجال الشئون الاجتماعية اعتمدت الآلية التنفيذية لمذكرة التفاهم بين البلدين الموقعة العام الماضي خلال اجتماعات مجلس التنسيق اليمني السعودي في المكلا والتي تتضمن إجراء دراسة ميدانية مشتركة بين البلدين الشقيقين بالتعاون مع منظمة اليونيسيف حول مشكلة تهريب الأطفال اليمنيين إلى السعودية.

وتهدف الدراسة إلى تشخيص المشكلة واقتراح حلول عملية لمكافحتها والقضاء عليها. وأكد وكيل وزارة الشئون الاجتماعية والعمل علي صالح عبد الله وهو رئيس الجانب اليمني في اللجنة المشتركة أن الجانبين اليمني والسعودي اتفقا على إجراء مجموعة من الدراسات الاجتماعية المشتركة بين البلدين حول قضايا استغلال الأطفال وتهريبهم.

كما تم الاتفاق على آلية تنسيق مشتركة وسليمة لاستقبال الأطفال الذين يتم ترحيلهم من المملكة إلى اليمن حتى تتخذ السلطات اليمنية الإجراءات اللازمة التي تكفل الرعاية لهؤلاء الأطفال وضمان عدم عودتهم بأي طريقة إلى المملكة. وكانت أجهزة الأمن اليمنية أعلنت أواخر العام الماضي إحباط عملية تهريب عدد من الأطفال اليمنيين إلى المملكة العربية السعودية عبر الحدود البرية بمحافظة صعده quot;270 كلم شمال صنعاءquot; وموت طفلة في التاسعة من عمرها خلال عملية التهريب.

وكان وفد يمني يمثل اللجنة الفنية لمكافحة تهريب الأطفال والمكون من وزارة الداخلية والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة والسلطتين المحليتين في أمانة العاصمة ومحافظة حجة باعتبارها حدودية مع المملكة، إضافة إلى مندوب عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل قد توجه مطلع حزيران quot;يونيوquot; الماضي إلى العاصمة السعودية الرياض للقاء نظيره السعودي وبعض المختصين لإقرار وثيقة تفاهم وتعاون مشترك لمكافحة عمليات تهريب الأطفال اليمنيين عبر الحدود بين البلدين والتي تضمنت رؤية يمنية للتعاون اليمني السعودي للحد من ظاهرة تهريب الأطفال عبر الحدود بالإضافة إلى تنفيذ برامج خاصة لرعاية وإعادة تأهيل الأطفال ضحايا التهريب بشكل يضمن عدم وقوعهم ضحايا التهريب مجدداً وكذا تبادل المعلومات بشأن الظاهرة.

وكانت دراسة خاصة عن تهريب الأطفال اليمنيين إلي السعودية نفذتها منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة (اليونيسيف) عام 2004 ذكرت أن حوالي 74% من الأطفال اليمنيين يجدون مكان شغل بمجرد وصولهم إلي السعودية وأن %35 فقط منهم يعثرون علي سقف يحتمون به، بينما تعيش البقية أي حوالي 65% في الشوارع.وقالت إن الأطفال اليمنيين الذين يقعون في أيدي حرس الحدود السعودي ومعاونيهم، يتعرضون للابتزاز حتي من بعض أعوان حرس الحدود وأن من يسقط منهم بين أيدي قوات الأمن السعودي فيتعرض بدوره إلي مختلف أنواع الضرب وسوء المعاملة كما يُحرم البعض منهم من الحصول علي العلاج الضروري.

وكانت السعودية مد رحّلت خلال العام الماضي أكثر من 153 ألف مواطن يمني بينهم 9815 طفلا، بذريعة دخولهم الأراضي السعودية بطريقة غير شرعية، فيما تم التوصل إلي اتفاق يمني سعودي يقضي بوقف السعودية لبناء عازل حدودي علي شريطها الحدودي مع اليمن مكون من أنبوب خرساني ضخم، محشو بالاسمنت في أجزاء منه وساتر رملي في أجزاء أخري، وذلك للحيلولة دون إمكانية الحركة البشرية بين جانبي الحدود، والذي كانت الرياض شرعت في بناء جزء كبير منه من جهة الحدود اليمنية الشمالية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2004، وجاء اتفاق إيقاف بناء هذا الجدار الحديدي العازل الذي يمتد لنحو 75 كيلو مترا مقابل اتفاق يتضمن تنسيق الجهود الثنائية والأنشطة المشتركة لمراقبة الحدود بغرض منع التهريب بين الجانبين كذلك عمليات التسلل ، ووقع وزيرا داخلية اليمن والسعودية حينها علي محضر يهدف إلي رفع آليات التنسيق في الجوانب الأمنية علي الحدود والعمل المشترك لضمان سلامة وامن واستقرار البلدين، وتعزيز السيطرة المشتركة علي الحدود بينهما.

وكان وفدٌ يمنيٌ رفيع المستوى يمثل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل زار الأسبوع الماضي المملكة العربية السعودية في إطار تبادل الخبرات والاطلاع على التجارب الناجحة في كلا البلدين ومناقشة البعد الاجتماعي بين البلدين وظاهرة تهريب الأطفال اليمنيين إلى السعودية لأغراض التسول وكذلك تبادل الخبرات والتجارب في عدد من المجالات مثل رعاية الأحداث ورعاية المرأة والطفل وتطوير الجمعيات الخيرية وتنمية المجتمعات المحلية والأسر المنتجة ورعاية المعوقين والأيتام.