القدس : اعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي ان رئيس هيئة الأركان الاسرائيلي الجنرال دان حالوتس شرح صباح اليوم امام اعضاء هيئة الاركان الاسباب التي دفعته الى الاستقالة اثر اخفاقات الحرب في لبنان. والجنرال حالوتس هو اعلى مسؤول يتخلى عن مهامه منذ الحرب والضغوط التي مارسها الرأي العام من اجل استقالة رئيس هيئة الاركان ورئيس الوزراء ايهود اولمرت ووزير الدفاع عمير بيريتس. وقد حملوا مسؤولية الاخفاقات التي واجهها الجيش الاسرائيلي في مواجهة حزب الله اللبناني. وقال الجنرال حالوتس خلال الاجتماع انه سيواصل ممارسة مهامه الى حين تعيين خلف له فيما يبدو نائبه الجنرال موشيه كابلينسكي الاوفر حظا. وبين المرشحين الاخرين هناك خصوصا غابي اشكينازي مدير عام وزارة الدفاع وبيني غانز قائد القوات البرية. وفي رسالة الاستقالة التي بعث بها الى اولمرت وبيريتس، اكد الجنرال حالوتس ان quot;حسه بمسؤوليتهquot; دفعه الى الاستقالة. من جهته عبر اولمرت عن quot;اسفهquot; اثر قرار الجنرال حالوتس كما قال مسؤول في مكتبه. وقالت الاذاعة العامة ان اولمرت حاول إقناع حالوتس بإرجاء استقالته في انتظار صدور نتائج لجنة التحقيق حول الحرب في لبنان. ويتوقع ان تنشر اولى نتائج تحقيق هذه اللجنة في مطلع شباط/فبراير. ووجهت وسائل الاعلام والرأي العام انتقادات شديدة للجنرال حالوتس واولمرت وبيريتس اثر العمليات التي شنت ضد حزب الله. وخلال الهجوم الذي شنه بين 12 تموز/يوليو و14 اب/اغسطس، لم يتمكن الجيش الاسرائيلي من منع إطلاق الصواريخ على شمال اسرائيل.
ويمثل رحيل اللفتنانت جنرال دان حالوتس ضربة جديدة لحكومة اولمرت التي تعرضت بالفعل إلى سلسلة فضائح سياسية.وقالت وزارة العدل إن الادعاء أمر يوم الثلاثاء بإجراء تحقيق جنائي في دور أولمرت في خصخصة ثاني أكبر بنك في اسرائيل في عام 2005 .وقال مسؤول في مكتب اولمرت إن رئيس الوزراء quot;سيتعاون تماماquot;.وأشار استطلاع للرأي نشرت نتائجه يوم الجمعة الى ان شعبية أولمرت تدنت الى 14 في المئة وان حزب كديما الذي يتزعمه سيفقد ثلثي قوته في الكنيست اذا جرت انتخابات.والاغلبية التي يتمتع بها حزب كديما في البرلمان تجعل من الصعب إسقاط الحكومة.
وطالب حزب ليكود اليميني وجماعات معارضة أخرى اولمرت بالاستقالة وإجراء انتخابات جديدة. وتشير أحدث استطلاعات للرأي الى ان حزب ليكود سيفوز بأغلب المقاعد في أي انتخابات.ويبحث مراقب حسابات الدولة في اسرائيل ما اذا كان اولمرت روج لمصالح اثنين من رجال الاعمال وصفتهما وسائل الاعلام بأنهما من الاصدقاء المقربين لاولمرت في صفقة بيع بنك ليئومي الحكومي في عام 2005 .
ولم يشتر أي من الرجلين البنك ونفى اولمرت الذي كان وزيرا للمالية في ذلك الوقت ارتكاب أي اخطاء.وأدى الهجوم على مقاتلي حزب الله اللبناني في شهري تموز /يوليو و اب / اغسطس الى إبعادهم عن الحدود الشمالية لاسرائيل لكنه فشل في استعادة جنديين اسرائيليين خطفا مما دفع كثير من الاسرائيليين الى المطالبة بإقالة كبار ضباط الجيش.
وسيواصل حالوتس تولي منصبه الى ان يعين رئيس جديد للاركان. وقال راديو اسرائيل انه يتوقع ان يقدم بيريتس اسم المرشح لشغل هذا المنصب الى الحكومة بحلول يوم الاحد. ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين في الوزارة للتعقيب.وقدم الجنرال الاسرائيلي المتقاعد دان شومرون في الاونة الاخيرة نتائج تحقيق أجراه في تنفيذ الحرب.وانتقد تقرير شومرون الذي نشر جزء منه في الشهر الماضي قادة الجيش الاسرائيلي على سوء التنظيم اثناء الحرب لكنه لم يصل الى حد دعوة حالوتس الى الاستقالة.وفي ذلك الوقت قال حالوتس انه سيبقى في منصبه وان كان اثنان من الجنرالات الذين خدموا في الجبهة الشمالية قدما استقالتيهما.
ويتوقع اذاعة ما يطلق عليه التقرير الموقت للجنة وينوجراد خلال اسبوعين واستقالة حالوتس يمكن ان تفرض ضغوطا على اولمرت وبيريتس ليقدما استقالتيهما.وقال النائب عن حزب العمل اوفير بينس باز لراديو الجيش quot;استقالة (حالوتس) لم يكن بالامكان منعها وأنا أرى بالتأكيد انه يجب ان تقدم استقالات اخرى.quot;وقتل نحو 1200 لبناني معظمهم من المدنيين و157 اسرائيليا معظمهم من الجنود في الحرب التي استمرت 34 يوما والتي اندلعت بعد ان خطف حزب الله اثنين من الجنود في هجوم عبر الحدود.وعين حالوتس في منصب رئيس الاركان في حزيران/ يونيو عام 2005 قبل فترة قصيرة من قيام إسرائيل بالانسحاب من قطاع غزة.
التعليقات