اعتدال سلامه من برلين: بشكل ملفت للنظر هاجم السفير الاميركي السابق في المانيا من الحزب الديمقراطي ريشارد هولبروك الادارة الاميركية واتهم الرئيس جورج بوش بانه اوقع بلاده في حربين لم تنتهيان بعد.ففي حديث له مع صحيفة برلينية وصف هولبروك الرئيس بوش بانه من دون شك رئيس حرب وهذا ما سيسجله التاريخ عنه. فخلال سنوات حكمه ال6 حتى الان ورط الولايات المتحدة في حربين لن ينتصر فيهما، مما سبب عجزا ضخما في الميزانية العامة وشرخا عميقا في الوطن، وهذه تركة مخيفة وثقيلة جدا.
وبالنسبة له لم تكن استراتيجية بوش الجديد في العراق وعزمه ارسال 21 الف جندي اضافي وعدم الاخذ بتقرير هملتون بيكر الاميريكة مفاجئة، فهو توقع ذلك وراهن مع صديق له على الف دولار بان الرئيس سوف يرسل جنودا اضافيين الى العراق وكسب الرهان.
واعاد سبب عدم استغلال بوش اخر فرصة له من اجل تحسين صورته في العالم الى عناده، فهو انسان لا يحبذ الاعتراف بان نتائج قراره خاطئة، ولو قبل بالانسحاب التدريجي من العراق وبوضع مبادرة دبلوماسية للحل الازمة هناك لكان الامر مختلفا الان.
واعتبر هولبروك قرار بوش الاخير بانه الاسوء منذ عام 1970 حين امر الرئيس نيكسون بدخول كمبودجيا، فهو لا يحظى الى الان بدعم الشعب الاميركي ولن يكتب له النجاح، ولو اراد تغيير الوضع في العراق لكان عليه ارسال اعداد اكثر بكثير من الجنود.
وينظر السفير هولبروك الى الوضع في العراق بعين التشاؤم ويعتقد ان سيناريوهين سوف يتحكمان بمصيره يوكما الاول تقسيمه خلال سنوات القليلة القادمة. وسيحكم جنوب شرق العراق دكتاتور شيعي خاضع لايران ويمكن اطلاق اسم شيعستان على هذه المنطقة والغرب سيكون من حصة السنة وكل الملل الاخرى ويتحول الى غرب مشتعل كما كان الحال في اميركا والشمال سيكون كيانا كردستانيا نصف مستقل.
وفي السيناريو الثاني لا يستعبد السفير وضعا خطيرا جدا يفجر حربا بين الاتراك والاكراد في الشمال، فبسبب كركوك الغنية بالنفط سوف تسيل الدماء.
وحسب وجهة نظر هولبروك على المستشارة الالمانية انجيلا ماركل انتقاد سياسية واشنطن في العراق بشكل واضح ومن المهم بمكان ان تلعب المانيا في هذا السياق دورا لانها تتراس حاليا الاتحاد الاوروبي والدول الصناعية ال8.
وكما يتردد من المتوقع ان يعين هالبروك الضالع بالسياسية الخارجية في مركز مرموق في حال فوز الحزب الديمقراطي بالانتخابات الرئاسية عام 2008 في الولايات المتحدة.