الياس توما من براغ: أعلن رئيس الحكومة التشيكية ميريك توبولانيك اليوم في مؤتمر صحافي عاجل دعا إليه أن الولايات المتحدة طلبت رسميا مساء أمس من تشيكيا البدء بمحادثات بخصوص نصب رادار أميركي خاص بقاعدة الاعتراض الصاروخية التي تريد الولايات المتحدة إقامتها في أوروبا. واعتبر توبولانيك الذي حصلت حكومته أمس على ثقة البرلمان بفضل انسحاب نائبين من الحزب الاجتماعي المعارض من جلسة البرلمان لترجيح كفة نواب أحزاب الائتلاف الحاكم أن نصب هذا الرادار في تشيكيا سيكون مكسبا لها وانه شخصيا سيدعم نصبه على الأراضي التشيكية.

وتقول وكالة الأنباء التشيكية إنه تم مساء إعلام الرئيس التشيكي بالطلب الأميركي كما تم إخطار رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الشيوخ بذلك وأيضا إعلام ييرجي باروبيك رئيس أقوى أحزاب المعارضة في البرلمان الحزب الاجتماعي الديمقراطي .

واعترفت وزيرة الدفاع التشيكية فلاستا باركانوفا أن مسألة نصب الرادار هي مسألة حساسة بالنسبة إلى المواطنين ولذلك رأت أنه من الضروري التعامل مع الطلب الأميركي بعيدا عن أي إيديولوجية . ورأت أن إقامة الرادار سيزيد امن تشيكيا ولذلك دعت إلى التفكير بالطلب الأميركي بشكل جدي ومسؤول .

ولم يتضح بعد في ما إذا كان الطلب الأميركي هذا من تشيكيا يعني عمليا أن الأميركيين قد اختاروا بولندا لإقامة القاعدة الصاروخية الاعتراضية لان تصريحات المسؤولين الأميركيين المختلفين والتشيك كانت قبل عدة اشهر تتحدث عن إمكانية نصب الرادار في الأراضي التشيكية ووضع القاعدة في بولونيا المجاورة .

ويتضح من بيان أصدرته وزارة الخارجية السلوفاكية أن واشنطن قد طلبت من بولندا الموافقة على وضع القاعدة في أراضيها إذ ورد في بيان للخارجية تسلمت quot; إيلاف quot; نسخة منه قبل قليل ان الولايات المتحدة قد أعلمت رسميا بولندا وتشيكيا بأنها قررت بناء الأنظمة الخاصة بالقاعدة في الدولتين وان سلوفاكيا التي تعتبر تشيكيا وبولندا والولايات المتحدة دولا حليفة لها ترى بان هذا القرار يستهدف تحسين الوضع الأمني في أوروبا وفي المجال الاورو اطلسي .

وتحظى مسألة إقامة القاعدة في تشيكيا برفض واسع من قبل المواطنين التشيك وأيضا بمواقف اقرب إلى الرفض منها إلى القبول من قبل العديد من الأحزاب السياسية التشيكية مثل الحزب الاجتماعي والشيوعي والخضر على عكس موقف الحزب المدني الذي يترأسه رئيس الحكومة الذي يدعم بقوة إقامة هذه القاعدة في تشيكيا. وعلى خلاف الموقف السلبي من إقامة القاعدة فان عدة استطلاعات للرأي أشارت مؤخرا إلى أن اغلب التشيك لا يعترضون على وضع الرادار فقط في الأراضي التشيكية.

ويتوقع أن تثير هذه المسألة نقاشا ساخنا أيضا بين السياسيين فيما سيسعى الحزب الشيوعي الذي يرفض بقوة أي شكل من أشكال التواجد العسكري الأميركي في تشيكيا إلى تنظيم العديد من الفعاليات في الشارع للتعبير عن رفضه لنصب الرادار .