أسامة مهدي من لندن : اعلنت وزارة الدفاع العراقية ان معارك شهدتها مناطق وسط بغداد بشارع حيفا اليوم اسفرت عن قتل 30 مسلحا واعتقال 27 اخرين بينهم 3 مصريين وسوداني فيما قتل جنديان اميركيان في الاشتباكات التي شاركت فيها قوات عراقية واميركية تساندهم 3 مروحيات بينما دانت هيئة علماء المسلمين السنية هذه العمليات وقالت ان القوات استخدمت ما تملك من أسلحة البطش والتدمير من قصف بقذائف الهاون وصواريخ الطيران .
وقال المستشار الاعلامي في وزارة الدفاع محمد العسكري ان العمليات العسكرية مستمرة حتى تطهير مناطق وسط بغداد من المسلحين نافيا ان تكون هذه بداية لخطة امن بغداد المنتظرة . واضاف في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم ان عمليات اليوم اعتمدت على معلومات استخبارية وجاءت سريعة ومباغتة فاجأت المسلحين . واشار الى ان المسلحين كانوا مجهزين بقنابل وأسلحة ومواد لصنع القنابل. واوضح ان تصاعد عمليات تفجير السيارات الاخيرة في العاصمة تهدف الى رفع معنويات المسلحين الذين يتلقون ضربات موجعة في مناطق مختلفة من البلاد .
ومن جهتها اشارت القوات الاميركية في بيان الى quot;ايلافquot; الى ان جنود من الجيش العراقي والفرقة متعددة الجنسيات في بغداد باشروا عملية أمنية مخطط لها مسبقا صباح هذا اليوم في شارع حيفا . وقالت ان جنود من اللواء الاول من الفرقة السادسة في الجيش العراقي وعناصر من لواء الشرطة الوطنية العراقية الخامس وأفراد من فريق اللواء القتالي الثاني , فرقة الخيالة الاولى وفريق لواء سترايكر القتالي الثالث , فرقة المشاة الثانية قد بدؤا عملية quot;ضربة فأس الهنود الحمر11quot; في شارع حيفا وتنفيذ غارات مستهدفة لتعطيل نشاط الميليشيات غير الشرعية ومساعدة قوات الامن العراقية على استعادة سيطرتها في المنطقة . واوضحت ان هذه المهمة ليست عملية مخصصة لأستهداف المتمردين السنة فقط ولكنها تهدف أيضا الى عزل كل المتمردين بسرعة واسترجاع السيطرة على هذا الموقع المهم وسط بغداد .
واعلنت القوات الاميركية ان اثنين من قوات المارينز قتلا خلال الاشتباكات واشارت الى ان الخطة تقضي بابقاء وحدات عسكرية في المناطق التي يتم اخراج المسلحين منها بدلا من الانسحاب منها والسماح بوقوعها مجددا في قبضة المسلحين المناهضين للوجود الاميركي.
وقد شوهدت المروحيات الامريكية تحلق في سماء المنطقتين وسمع دوي الاسلحة الثقيلة خلال الاشبتاكات. وقال شهود إن المعارك دارت قرب مقبرة الشيخ معروف وان قناصة امريكيين قد اتخذوا مواقع لهم على اسطح المباني.
ونقل عن ناطق باسم وزارة الثقافة العراقية جبار المشهداني قوله إن جنودا اميركيين وعراقيين اقتحموا احدى المباني التابعة لوزارته في شارع حيفا في الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي وامروا الموظفين بالتوجه الى دورهم واتخذوا مواقع لهم في المبنى.
وكانت منطقة شارع حيفا مسرحا لقتال عنيف في الاسبوع الماضي تكبد المسلحون على اثره 50 قتيلا بينما شهدت منطقة الفضل قتالا عنيفا الثلاثاء اندلع اثر اسقاط طائرة هليكوبتر تعود لاحدى الشركات الامنية الامريكية ومقتل ركابها الاربعة.
واثر هذه العمليات دانت هيئة علماء المسلمين السنية المعارضة للعملية السياسية هذه العمليات العسكرية وقالت انه نتج عن هذا العدوان وقوع أعداد من الشهداء والجرحى وتدمير المنازل على رؤوس أصحابها .
واضافت في تصريح صحافي لها انه بسبب استمرار القصف وانتشار القناصة على أسطح البنايات العالية وفرض حصار على هذه المناطق لم يتم معرفة عدد الضحايا والمصابين ولا مقدار الخسائر التي سببتها . وطالبت المنظمات الإنسانية والدولية بالعمل على quot;ايقاف عمليات الإبادة والتصفيةquot; هذه .. وفيما يلي نص التصريح :
تصريح صحفي
يتعرض الأهالي في شارع حيفا ببغداد والمناطق المحيطة به (الشيخ علي والمشاهدة والفحامة) لحملة إبادة وتصفية تقوم بها قوات مشتركة من الحكومة والاحتلال.
فقد قامت هذه القوات الإرهابية بعد منتصف الليلة الماضية بهجوم وحشي على هذه المناطق مستخدمة ما عندها من أسلحة البطش والتدمير من قصف بقذائف الهاون وصواريخ الطيران ولا يزال هذا الوضع مستمراً حتى ساعة إعداد هذا التصريح.
وقد نتج عن هذا العدوان وقوع أعداد من الشهداء والجرحى وتدمير المنازل على رؤوس أصحابها حتى تحول ليلهم ونهارهم إلى جحيم لا يطاق وكأنهم داخل حرب بين جيوش جرارة.
وبسبب استمرار القصف وانتشار القناصة على أسطح البنايات العالية وفرض حصار على هذه المناطق لم يتم معرفة عدد الضحايا والمصابين ولا مقدار الخسائر التي أصابتهم.
وتأتي حملة الإبادة هذه متواصلة مع الهجمات التي شنتها تلك القوات على هذه المناطق منذ بداية هذا الشهر في إشارة واضحة إلى طبيعة ما يعرف بالخطة الأمنية الجديدة والإستراتيجية التي يعزم أصحابها على توفير الأمن والطمأنينة والرفاهية للعراقيين وفق تلك المقاييس والسياسات الاستبدادية الجبانة.
إن قسم الثقافة والإعلام في هيئة علماء المسلمين إذ يدين هذه الجرائم والانتهاكات الغادرة فإنه يضع المنظمات الإنسانية والدولية ووسائل الإعلام من أصحاب الضمائر الحية في العالم أجمع أمام هذه المأساة ويوصل إليهم مناشدة أهالي تلك المناطق لإيقاف حملة الإبادة والتصفية بحقهم ووضع نهاية لمعاناتهم علها تجد بينهم من يستجيب لها من منطلق دينه أو إنسانيته.
قسم الثقافة والإعلام
5 محرم 1428 هـ
24/1/2007 م
التعليقات