الاستعداد لخطة الأمن بطرد 7700 عنصر فاسد
كتيبة في كل حي و30 الف نقطة سيطرة
طالباني لن يبحث بدمشق الأكراد وإنّما المتسللين الامير هاري سيخضع لتدريب مخصص للعسكريين في العراق المالكي خير الصدريين بين نزع السلاح والمواجهة
أسامة مهدي من لندن: كشف وزير الداخلية العراقي جواد البولاني عن طرد 7700 عنصر فاسد في قوات وزارته تمهيدا لتنفيذ خطة امن بغداد الاسبوع المقبل والتي ستطبق من خلال 40 الف عسكري يشكلون 13 فرقة تضم 41 لواءا و132 كتيبة وهي قوة كافية لوضع لواء واحد في كل منطقة ومسك 30 ألف نقطة وموقع سيطرة .. بينما يجري حديث لتحويل جيش المهدي التابع لرجل الدين مقتدى الصدر الى منظمة مدنية لتفادي ضربه في حين قالت القوات الاميركية انها تواصل التحقيق مع ايرانيين المقبوض عليهم في مدينة اربيل الشمالية بهدف إحباط الدعم اللوجستيكي للمجموعات المتطرفة التي تتأصل خارج العراق.
واشار وزير الداخلية الى ان وزارته تدخل بقوة الى الخطة الامنية بعد ان طهرت اجهزتها المختلفة من 7700 عنصر ممن وصفهم بالعناصر الفاسدة والمعيقة لخططها واهدافها. واضاف quot;يمكنني القول الان وبعد اشهر من العمل المتواصل في غربلة عناصر واعادة هياكل اجهزتها وابعاد العناصر التي يشتبه بولائها لجهات خارج الوزارة ان قواتنا وصلت الى درجة عالية من الجاهزية والكفاءة في اداء مهامها الامنية الوطنية وخوض معركة الخطة الامنية المقبلةquot;. واكد في تصريح لصحيفة quot;الصباحquot; البغدادية الصادرة عن شبكة الاعلام العراقي اليوم ان قوات وزارة الداخلية شهدت تطورا في ادائها تدريبا وعدداً وزيادة في تنسيق الاجهزة الامنية في ما بينها من جهة ومع القوات المتعددة الجنسيات من جهة اخرى فضلا عن الالتزامات التي تعهدت بها الحكومة امام الشعب بتبني خطط امنية كفيلة بتحقيق الاستقرار.
وقال البولاني ان ما يحصل من خلل امني يحمل بعدين احدهما جرمي يشكل 24 بالمائة من مجمل الاعمال المسلحة وهو مسيطر عليه من قبل الاجهزة الامنية والاخر سياسي ويشكل 76 بالمائة ويتحمل السياسيون مسؤوليته وعليهم ان يتحسسوا حاجات البلد الى الامن وان يبدو التعاون مع الحكومة والاجهزة الامنية للعمل على تجاوزه. واوضح ان هناك اجماعاً من الاطراف السياسية والدينية كافة على تفعيل القانون وحصر السلاح بيد الاجهزة الرسمية في سبيل انجاح الخطة الجديدة وعمل الحكومة.
وحول الاستراتيجية الاميركية الجديدة في العراق قال الوزير انها ليست بعيدة عن ستراتيجية الحكومة وتصوراتها حيث التقت في مضمونها بأكثر من نقطة نتيجة المشاورات والاتفاقات التي حصلت بين الجانبين على اختيار افضل السبل لتحقيق الامن . واوضح ان اهم مضامين هذه السبل هو حث دول الجوار على دعم العملية السياسية الجارية والحكومة العراقية الحالية مؤكداً ان من شأن هذا المحور ان يساعد كثيراً في تعزيز الامن بالبلاد لأن محاربة الارهاب تحتاج الى تعاون اقليمي ودولي، وقد تكون البيئة في دول الجوار اكثر ملاءمة من العراق للتطرف والارهاب اللذين سوف يشكلان تهديداً حقيقياً لهذه البلدان ما لم تبد التعاون المطلوب في هذا الصدد.
واضاف ان الوزارة انجزت اهم مشاريع البنية التحتية وهو المشروع المروري لحصر قيود جميع المركبات الحكومية والاهلية وتوفير اكثر من ثلاثين خدمة ما بين تحويل ملكية المركبات وتثبيت لوحات التسجيل الدائمية ووضع ضوابط اخرى لحائزي هذه المركبات ومالكيها وفق احدث المواصفات والانظمة العالمية ليسهم هو الآخر بتحقيق الجانب الامني. واشار وزير الداخلية الى ان اللجان التي شكلت في الوزارة لضم قوة حماية المنشآت (FPS) رصدت خلال مدة ثلاثة اسابيع من عملها اكثر من 40 الف منتسب وهمي في هذه التشكيلات. وقال ان هذه اللجان مستمرة في عملها لاكمال اجراءات دمج هذه القوة مع الوزارة بعد تطهيرها واخضاع منتسبيها الى ضوابط التعيين المعتمدة، فضلا عن تشكيل لجنة خاصة للنظر في الرتب الوهمية التي منحت لهؤلاء المنتسبين .
132 كتيبة و30 الف نقطة تفتيش
وفي وقت يبدو ان عزم الادارتين في بغداد وواشنطن يتفق هذه المرة على انجاح خطة امن بغداد قال مراقبون انها الخيار الاخير لتحقيق الامن في العاصمة حيث يعتبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الستراتيجية التي اعلنها بوش تمثل رؤية مشتركة وفهما متبادلاً بين الحكومة العراقية والادارة الاميركية لافتاً الى ان كلا من الستراتيجية والخطة متطابقتان في اكمال احدهما الاخر. وسيقود عمليات تنفيذ خطة امن بغداد ضابط برتبة لواء هو عبود قنبر الذي عينه المالكي بمنصبه قبل ايام.
وينتظر ان تشهد الخطة الامنية في العاصمة العراقية التي يقطنها حوالي سبعة ملايين نسمة حضورا عسكريا كثيفا يؤدي مهامه دون تدخل او تأثير خارجي في اشارة الى القوات الاميركية. وستتألف القوات المنفذة لامن بغداد حوالي 40 الف عسكري يتشكلون ضمن 13 فرقة ضمن 41 لواء و132 كتيبة وهي قوة كافية لوضع لواء واحد في كل منطقة ومسك 30 ألف نقطة وموقع سيطرة. وتعطي الرؤية الشاملة للخطة في مناخها العسكري والدبلوماسي انطباعاً واضحا على انها كافية لمعالجة المشكلة العراقية التي تعاني من كثرة الاطراف المؤججة لها وخاصة المليشيات المسلحة.
ولم يحدد تاريخ بعينه بعد لانطلاق الخطة الا ان الاشارات عن موعد وصول مقدمات القوة الاميركية الجديدة التي قرر الرئيس الاميركي جورج بوش ارسالها الى بغداد وتضم 21 الف و500 عسكري والتدريبات التي تقوم بها قوات كردية شرق اربيل استعداداً للتوجه الى بغداد تدل على انها لن تتأخر اكثر من نهاية الشهر الحالي . ويتوقع مراقبون على الاوضاع الامنية ان تقوم العناصرالمسلحة الخارجة على القانون بردود افعال متشنجة قبل الشروع بالخطة وان تضطر الى البحث عن ملاذات آمنة في محافظات اخرى وهو ما يشكل محوراً خطيراً.
مليشيا الصدر وخطة امن بغداد
وفي مواجهة المعلومات التي تشير الى قرب توجيه القوات الاميركية ضربة عسكرية لمسلحي جيش المهدي التابع لرجل الدين مقتدى الصدر والبالغ عدد افراده حوالي عشرة الاف شخص حذر الشيخ حسن العذاري احد مساعدي الصدر من إقدام القوات الأميركية علي عملية كبري ضد جيش المهدي لأنها لن تكون في مصلحة القوات الأميركية ولا في مصلحة جيش المهدي كما قال.
ومن جانبه اشار عصام الموسوي احد مساعدي الصدر في النجف (160 كم جنوب بغداد) إن اجتماعا عقد بين المرجع الشيعي الاعلى اية الله السيد علي السيستاني والصدر قبل يومين تخللته مطالبة السيستاني للصدر بعودة كتلته إلي البرلمان والحكومة اللتين علق عضويتها فيهما مطلع الشهر الماضي احتجاجا على اجتماع المالكي مع بوش في عمان.
وكشفت مصادر عراقية مطلعة عن توجهات جديدة لمقتدى الصدر بتحويل جيش المهدي الى منظمة مجتمع مدني كما هو حال منظمة بدر التابعة للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية والعمل في سياق اللجان الشعبية لحماية مناطقها عبر التعاون المباشر مع الاجهزة الامنية.
وكانت مصادر حكومية مطلعة قد اكدت ان الصدر قد طرح تصوراته لتحويل جيش المهدي الى منظمة مدنية في مشروع واسع عنوانه quot;المشروع الوطني لتحويل جيش المهدي الى منظمة مجتمع مدني تنحصر خدماته في تقديم المساعدة والخدمات للمؤمنينquot;.
وكشف الشيخ ضياء الدين الفياض القيادي في منظمة بدر وعضو مجلس النواب عن قائمة الائتلاف العراقي الموحد معلومات عن خطة قدمها الصدر الى السيستاني لتحويل جيش المهدي الى منظمة مجتمع مدني. واوضح الفياض ان دور اللجان الشعبية التي تشرف عليها منظمته والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية سينحصر في تنفيذ الخطة الامنية على مراقبة المناطق الموجودة فيها.واضاف ان هذه اللجان تتشكل من اهالي المنطقة باختلاف اطيافهم وطبقاتهم الاجتماعية وتكون معرفة للاجهزة الامنية، بهدف التعاون معها لتحديد الغرباء والدخلاء على مناطقهم وايجاد سبل حمايتها من اية عمليات ارهابية او اجرامية وبالتنسيق مع الاجهزة الامنية.
التطورات الامنية
قالت القوات الاميركية في بيان ارسل الى quot;ايلافquot; اليوم إن قوات التحالف ستستمر في التحقيق في نشاطات خمسة إيرانيين تم اعتقالهم في إربيل الخميس الماضي حيث أسفر عن التحقق الجاري بأن لهؤلاء الخمسة علاقات مع الحرس الثوري الإيراني ndash; قوات القدس. واشارت الى انه من المعروف عن هذه القوات بأنها تمول و توفر الأسلحة و تقنية صناعة العبوات الناسفة و التدريب للمجموعات المتطرفة التي تحاول زعزعة استقرار حكومة العراق و الهجوم على قوات التحالف. وقالت أن الجهود ستستمر في استهداف كل من يخالف القانون أو يهجم على قوات التحالف أو يحاول في يشوه سمعة حكومة العراق. واوضحت ان العديد من المسؤولين العراقيين قد اشاروا الى أن المبنى الذي تم القبض فيه على الإيرانيين الخمسة بأنه مكتب ارتباط إيراني ولكن لا تتمتع هذه القنصلية بالحصانة الدبلوماسية و ذلك حسب ما قاله مسؤولون من العراق و الولايات المتحدة.
وحسب ما قاله مسؤولون لدى قوات التحالف quot;إن قوات التحالف ستستمر في العمل على إحباط الدعم اللوجستيكي للمجموعات المتطرفة التي تتأصل خارج العراق كما تنص على ذلك سياسة الولايات المتحدة وتعتبر هذه المبادرة جزء من خطة واسعة المجال هدفها دعم الحكومة العراقية و حماية الشعب العراقي و طلب الإسناد من الدول المجاورة ومع العلم بأن لهذه الخطة جانب دبلوماسي أيضاَ.
ومن جانب اخر قالت القوات ان اربعة متمردين قد قتلوا وتم الأستيلاء على مخباء أسلحة في مداهمة للقوات العراقية بمدينة تلعفر الشمالية. وقد تعرضت القوة لنيران أسلحة خفيفة في المدينة أثناء المداهمة وتم الأشتباك مع المتمردين. العملية نفذها جنود من الوحدة سي للفصيل الثالث التابع لفوج الخيالة الرابع وقد شملت الأسلحة المستولى عليها قاذفة قنابل صاروخية، قاعدة إطلاق 12 أر بي جي ، و 2 هاونات عيار60 ملم . وقد تم تدمير جميع هذة الأسلحة بواسطة خبراء المتفجرات.
التعليقات