سمية درويش من غزة: أعلن جهاز الأمن الوقائي احد القلاع الفتحاوية ، عن نجاحه بتحرير جميع المختطفين التابعين لحركة فتح والمحتجزين في منزل احد أعضاء المجلس التشريعي عن حركة حماس في شمال قطاع غزة ، في حين نجا مدير مكتب وزير الداخلية سعيد صيام ، من محاولة اغتيال فاشلة وسط غزة. وقال مصدر مسؤول في جهاز الأمن الوقائي ، بان قوة خاصة تابعة للجهاز تمكنت من الإفراج عن كافة المختطفين في منزل النائب فتحي حماد عن حركة حماس ، مشيرا إلى إن منزل الأخير تحول لسجن .وقد كشفت مصادر فلسطينية ، بان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، قرر تكريم القوة الخاصة من أفراد الأمن الذين تمكنوا قبل أيام من تحرير منصور شلايل احد قيادات كتائب شهداء الأقصى من أيدي خاطفيه التابعين لحماس ، مشيدا في السياق ذاته بالدور الذي يقوم به الأمن الفلسطيني لإعادة الهيبة والقانون في الساحة الفلسطينية.
إلى ذلك كشفت مصادر فلسطينية ، عن نجاة إبراهيم صلاح مدير مكتب وزير الداخلية , من محاولة اغتيال نفذها مسلحون مجهولون .وقد أطلق المسلحون نيران أسلحتهم على سيارة صلاح ، قبالة مقر بنك الإسكان في حي الرمال وسط مدينة غزة ، ما أدى إلى إصابة مرافقه بجراح وسط مدينة غزة.وقد أعلن مصدر أمني فلسطيني ، أنه تم إصدار أمر باعتقال أفراد الأمن الذين لم ينفذوا الأوامر العسكرية لإنقاذ العقيد محمد غريب ، والذي قتل قبل أسابيع بنيران القوة التنفيذية التابعة لوزير داخلية في مخيم جباليا .
وعلى خط مواز تكللت جهود الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، بالنجاح في الإفراج عن المخطوفين في خان يونس جنوب غزة ، حيث أكدت الجبهة الشعبية في بيان صحافي ، على أنه تم بذل جهودا حثيثة للوساطة بين حركتي فتح وحماس للإفراج عن المخطوفين من قبل الطرفين .وأكدت المنظمة اليسارية ، بأنها ستواصل جهودها من أجل رأب الصدع ووقف نزيف الدم الفلسطيني والخروج من المأزق الذي تعيشه الساحة من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية تجنب الشعب ويلات الاقتتال الداخلي.ودعت الجبهة ، الرئيس عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية ، وفتح وحماس إلى تغليب المصالح الوطنية العليا على المصالح الفئوية الضيقة، واتخاذ قرار جرئ وواضح بوقف شلال الدم الذي ينزف في قطاع غزة ،حفاظا على وحدة النسيج الوطني الفلسطيني. وحملت الجبهة الشعبية ، فتح وحماس سويا المسؤولية الكاملة عن إراقة هذه الدماء بوصفهما أصحاب القرار في كل ما يجري ، لاسيما وان حصيلة القتلى الذين سقطوا في موجة المعارك الدامية التي يغرق بها قطاع غزة منذ مساء الخميس الماضي إلى 32 قتيلا .
الجهود الفلسطينية لم تفلح بفك اسر سكان حي تل الهوى
على صعيد آخر حول مسلحو غزة حي تل الهوى الواقع على بعد 1.5 كم من مركز المدينة ، إلى مدينة أشباح بعدما فرضت أصوات الانفجارات المرعبة والنيران المشتعلة بين المسلحين ، حظر التجوال على السكان وأجبرتهم على البقاء داخل منازلهم التي طالها أيضا رصاص المسلحين .
ولم تفلح حتى اللحظة جهود الوساطات الداخلية والخارجية ، بلجم الفوضى العارمة في قطاع غزة ، وردع المسلحين عن ارتكاب المزيد من القتل العلني في الشوارع ، غير أن هناك تهديدات جدية من قبل الوفد المصري بمغادرة القطاع في حال لم توقف فتح وحماس حرب الشوارع المشتعلة.
ويعيش سكان حي تل الهوى الذي هرب البعض منهم الى أماكن أكثر أمانا على حياة أطفالهم ، في حالة من الرعب والخوف جراء شدة أصوات الانفجارات ، في حين لم يجد البعض الأخر مكانا آمنا من نيران المسلحين في قطاع غزة ، حيث تغرق كافة المناطق بالفوضى وعمليات النهب والسرقة التي فتح لها الاقتتال الداخلي الطريق.
وكشفت مصادر فلسطينية لـquot;إيلافquot; ، عن قيام مجموعة من المسلحين بنصب كمين لعضو المجلس البلدي عبد الرحمن بهجت من مخيم المغازي وسط قطاع غزة ، والاستيلاء على ما بحوزته من أموال، موضحة بان الأموال التي نهبت من المسؤول الفلسطيني كبيرة جدا ، لاسيما وان المستهدف لديه محل للصرافة.
وحرمت حرب الشوارع المتواصلة في حي تل الهوى سكانه من الخروج حتى لمحلات البقالة للتزود بالمواد الغذائية وحليب الأطفال الذي نفذ من منازلهم ، بينما غرق ليلة أمس بالظلام جراء قطع التيار الكهربائي عنه ، ولا يعرف ان كان هذا الانقطاع المفاجئ والمتواصل جاء نتيجة أعطال فنية ، أم استهداف إحدى المحولات الكهربائية من قبل مسلحين.
ويعتبر حي تل الهوى من أرقى أحياء مدينة غزة لقربه من شاطئ البحر ، كما ان مركز القرار الرئيس لجهاز الأمن الوقائي احد القلاع الفتحاوية في صدارة الحي ، وبجانبه مستشفى القدس الذي بناه وأسسه الراحل فتحي عرفات شقيق الرئيس الراحل ابو عمار ، وفي مقابله مبنى وزارة الداخلية التي يديرها سعيد صيام ، بالإضافة إلى مراكز تعليمية كثيرة .
ويقول أبو الوليد 54 عاما من سكان الحي ، بأنه اضطر للذهاب إلى مخيم الشاطئ حيث منزل عائلته الرئيس خشية من تأزم الأمور وتعريض حياة أطفاله للخطر ، بينما قالت ام محمد ، بان لديها أقارب في مناطق أخرى ولكنها تخشى الخروج من المنزل بسبب انتشار المسلحين بكثافة بالحي. أما المحامي جهاد أبو حسين فقال في اتصال هاتفي مع quot;إيلافquot; ، بأنه لا يوجد مكانا آمنا في قطاع غزة من نيران المسلحين ، مشيرا إلى كافة المناطق تشتعل فيها نيران الأسلحة .
وقد شهد الحي ذاته عدة معارك مسلحة بين أفراد الأمن الوقائي المحسوبين على فتح والعناصر المسلحة المحسوبة على حماس ، حيث سبق ان اتهم الوقائي عسكر حماس بقصف المقر بعدة قذائف أصابت حينها عدد من الموظفين.
التعليقات