الخرطوم: أثارت تصريحات المبعوث الامريكى للسودان أندرو ناتسيوس والتي أشار فيها إلي أن الأجواء بين الشمال والجنوب quot;مسمومةquot; ، ردود فعل متباينة فى الخرطوم.
وقال محللون سياسيون فى استطلاع لمراسل /شينخوا/ بالخرطوم إن هذه التصريحات لا تستند على معطيات واقعية، الا أنهم أقروا بالصعوبات التى تواجهها عملية تنفيذ اتفاق السلام الشامل.
وقال الاعلامى السودانى المعروف النجيب آدم قمر الدين إن هذه التصريحات تترك انطباعا سالبا حول سير عملية تنفيذ الاتفاق ، وليس من المصلحة مثل هذا الاعلان عن الخلافات فى هذا التوقيت.
واستبعد استنتاجات ناتسيوس حول نذر العودة مرة أخرى للحرب، وقال quot; القناعات الراسخة لطرفى الاتفاق تؤكد على عدم الاستعداد للعودة للمربع الاول ، كما ان الإتفاقية حوت فى بنودها ما يكفى باقناع الجميع بعدم العودة للحربquot;.
وأقر بوجود عقبات تعترض تنفيذ اتفاق السلام الشامل ، الا أنه وصفها بأنها عقبات quot;طبيعيةquot; ، وقال quot; هناك عقبات معلومة ومعروفة للجميع ، ولكنها طبيعية كون ان الاتفاقية جاءت بعد مخاض عسير لتنهى صراعا طويل الأمد ، كما أنها جاءت بعد جهد طويل ، ومن الطبيعى ان يحتاج تنزيلها لأرض الواقع الى قدر كبير من الجهد والصبرquot;.
من جانبه، قال المحلل السياسى عبد الله آدم خاطر ان الخلافات بين طرفى اتفاق السلام الشامل quot;المؤتمر الوطنى والحركة الشعبيةquot; ليست بالحدة التى صورها المبعوث الامريكى، مضيفا أن هناك اختلاف فى ثقافة التعاطى مع مثل هذه القضايا ، لان العقلية الأميركية تستنتج دائما نهاية حتمية لمثل هذه الخلافات ، وقد افترض ناتسيوس هذه النهاية وهى العودة الى الحرب ، ولا اتوقع ان هذا الافتراض صحيحا.
ورأى أن طرفى اتفاق السلام الشامل يحتاجان للسلام رغم الخلافات، وقال quot; المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية شريكان بموجب اتفاق السلام الشامل ولا يمكنهما التخلى عن هذه الشراكة وهما يحتاجان للعمل معا وتثبيت السلامquot;.
وكانت وزارة الخارجية السودانية قد إستنكرت تصريحات اندرو ناتسيوس المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للسودان التي أشار فيها إلي أن الأجواء بين الشمال والجنوب في غاية التوتر وتنذر بإندلاع الحرب بين الشريكين.
وقالت في بيان لها إن تصريحات المبعوث الأميركي وما توصل إليه من إستنتاجات حول العلاقة بين الشريكين لا تعدو كونها quot;وصفا غير دقيقquot; وquot;إنطباعاتquot; ينقصها السند المنطقي لمآلات العملية السلمية في جنوب السودان ، الأمر الذي لا يساعد في تضييق هوة الخلاف حول بعض القضايا التي هي مثار بحث بين الطرفين حاليا.
ودعت الخارجية المبعوث الأميركي ناتسيوس وغيره من المبعوثين والشركاء والأطراف ذات الإهتمام بالشأن السوداني ومسيرة السلام في السودان إلي توخي الدقة والموضوعية في تعاطيها مع عملية السلام والنأي بنفسها عن إرسال الإشارات الخاطئة والمربكة والإلتزام بالتفويض الممنوح لها في مهمتها بالبلاد والتي تستدعي التقريب والمساعدة والوساطة والنصح وليس التهويل والمبالغة مما يؤثر سلبا في مجمل أجزاء السلام التي تسود البلاد.
وأكدت الوزارة تمسك حكومة الوحدة الوطنية فى السودان بالسير قدما في تنفيذ بنود إتفاقية السلام الشامل مشيرة إلي أن التنفيذ بالفعل سار بصورة جيدة في أكثر من 90 فى المائة من بنود الإتفاقية وهو ما لم يشر إليه المبعوث ناتسيوس.
وشددت على أن ما تبقي من قضايا خلافية ما يزال الطرفان يعملان بجد وهمة علي تجاوزها عبر الحوار ومن خلال اللجان التي تجمعهما لهذا الغرض.
وكان المبعوث الامريكى ناتسيوس قد أشار في مؤتمر صحفي بالخرطوم يوم السبت الماضي في ختام زيارته للبلاد والتي إستمرت 10 ايام زار خلالها جنوب السودان الي أن الأجواء بين الشمال والجنوب في غاية التوتر وتنذر بإندلاع الحرب بين الشريكين وذلك لإتساع الهوة وإنحسار الثقة بين الطرفين بسبب عدم تنفيذ إتفاقية السلام الشامل بالصورة المطلوبة.