سلطان القحطاني من لندن
وعلى الرغم من أن الأمير الفيصل قد تقبل اعتذار محدثه بهدوء شديد إلا أنه قرر أن يوفد إبن عمه سفير المملكة لدى بلاط سانت جيمس، الأمير محمد بن نواف، كي يلقي كلمته نيابة عنه خلال هذا المؤتمر السنوي الذي يتناوب البلدان على استضافته، ويعتبر ورشة عمل دبلوماسية مهمة في أجندتهما السياسية.
وبالنظر إلى الكلمة التي كان من المفترض أن يلقيها الفيصل فإنها تعتبر من أكثر الصيغ تشدداً في العالم العربي إزاء مؤتمر الخريف المقبل الذي ترعاه الحكومة الأميركية بغية دعم عملية السلام في الشرق الأوسط على وقع تهديدات غربية تشير إلى احتمال اللجوء إلى الحل المسلح في مواجهة مشروع إيران النووي.
ولا يبدو أن السعوديين متحمسون لحضور هذا المؤتمر دون الأخذ بضمانات كافية لما اصطلحوا على تسميته بـ quot;الحقوق الفلسطينيةquot; في مقابل حماس فاتر من قبل الحكومة الفلسطينية وترقب إسرائيلي بحثاً عن الجائزة الكبرى في هذا المؤتمر وهي السعودية.
يذكر أن وزير الخارجية البريطاني ديفيد مليباند تخلف عن اجتماع مقرر مع الوفد السعودي لقضاء وقته مع زوجته ومولودهما الجديد.
وأبدى مصدر رفيع في الوفد السعودي دهشته لهذا الاعتذار غير المتوقع من قبل الوزير البريطاني قائلاً في تصريح إلى quot;إيلافquot; حيث يقيم في فندق quot;دروشسترquot; : quot;كان بإمكانه أن يقضي ساعة واحدة لا أكثر كي يفتتح المؤتمر وبعدها يختار أن يمضي وقته مع من يشاءquot;.
ووصل إلى لندن مساء اليوم العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في زيارة لبريطانيا في مستهل جولة أوروبية.
وقال البيان، الذي نقلته وكالة الأنباء السعودية الحكومية، إن الجولة تهدف إلى quot;تطوير العلاقات الثنائية بين السعودية وهذه الدول، وسبل تعزيزها في المجالات كافة، إضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
والى جانب بريطانيا سيزور العاهل السعودي كلا من ايطاليا وتركيا وألمانيا. وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها لملك سعودي لبريطانيا منذ عشرين عاما.
وعلى الرغم من الاحتفاء الرسمي الذي يستعد مضيفوه البريطانيون لاستقباله به إلا أن موقف الصحافة البريطانية كان مختلفاً جداً، إذ كان عدوانياً منتقداً للملك ولطبيعة التعامل مع ملف حقوق الإنسان في المملكة.
ومن المحتمل أن يشهد موظفو السفارة السعودية في quot;ماي فيرquot;، حيث مساكن نخبة النخبة اللندنية، عدة تظاهرات ينظمها نشطاء في مجال حقوق الإنسان ومنظمات مكافحة الفساد.
التعليقات