برلين: تبقى قضية المرأة، ليس فقط في المغرب ولكن في الأقطار العربية عموما، محكا لكل تطور حقيقي نحو الديمقراطية. الباحثة المغربية صورية موقيت تعالج أسباب غياب المرأة المغربية عن مواقع صنع القرار في كتاب صدر لها بالألمانية.

يظل إقبال المرأة على العمل السياسي في المغرب كما في بقية الدول العربية ـ الإسلامية ضعيفا مقارنة بإقبال الرجل. فالسياسة كانت وما تزال نشاطا محصورا إلى حد كبير على الرجال، لكن حركات التحرر الوطني ساهمت في تسييس المرأة وتحويلها من مجرد موضوع للسياسة إلى فاعل سياسي، كما أن تضافر عناصر موضوعية أخرى، وعلى رأسها التعليم وخروج المرأة إلى العمل وظاهرة التمدن المتسارعة، كلها عوامل ساهمت في هذه الصيرورة.

عوائق اقتصادية واجتماعية جمة
فمنذ استقلال البلاد وحتى سنة 2004، لم يتجاوز عدد النساء اللواتي دخلن البرلمان الأربعين. فمازالت المرأة أقلية في البرلمان ومهمشة إلى حد كبير مقارنة بالحجم الديموغرافي للنساء داخل المجتمع وبالنظر إلى عدد النساء المنتميات إلى الأحزاب السياسية. وهو أمر يسري على كل البرلمانات العربية، التي لا يتجاوز التمثيل النسوي فيها أربعة في المائة، مقابل ثمانية في المائة في البرلمانات الإفريقية وعشرة في المائة في برلمانات أمريكا اللاتينية وثلاثين في المائة في برلمانات الدول الاسكندينافية.

الالتزام السياسي للنساء: خطوة نحو تغيير الثقافة السياسية

وتُقيم الباحثة المشاركة السياسية للنساء المغربيات بصورة ايجابية رغم استمرار حضور quot;ثقافة المخزنquot; والثقافة الدينية داخل المجتمع، وتخلص إلى أن الالتزام السياسي والمشاركة السياسية للنساء المغربيات ساهما في انتشار نسبي لثقافة الحوار داخل المجتمع المغربي.

وتبقى قضية المرأة، وليس فقط في المغرب ولكن في الأقطار العربية عموما، محك لكل تطور نحو الديمقراطية، نقطة تقاطع بين قيم التقليد وقيم الحداثة، أو بين الماضي والمستقبل، وامتحان لقدرة كل مجتمع على الانفتاح أكثر نحو الداخل: المرأة، كما الخارج: الآخر.