قلق دولي من فرض حال الطوارىء في باكستان

الصين قلقة للوضع لدى حليفها الباكستاني

واشنطن: اعتبرت الولايات المتحدة ان اعلان حال الطوارىء في باكستان الذي قرره الرئيس الباكستاني برويز مشرف quot;مخيب جدا للامالquot; رغم ضغوطاتها المتكررة لكي يحترم ابرز حليف لها في الحرب ضد الارهاب العملية الديموقراطية.وقال البيت الابيض في بيان quot;هذا الاجراء مخيب جدا للامال. على الرئيس مشرف احترام وعده باجراء انتخابات حرة وسليمة في كانون الثاني/يناير والتخلي عن منصبه كقائد للجيش قبل ان يؤدي اليمين الرئاسية مجدداquot;.واضاف البيت الابيض quot;ينبغي على كل الاطراف المعنيين سلوك طريق الديموقراطية سريعا وسلمياquot;.

من جهتها عبرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اثناء مشاركتها في اسطنبول في مؤتمر دول جوار العراق، عن اسفها لاعلان الرئيس مشرف اعلان حال الطوارىء ودعته الى العودة عن قراره.وقال الناطق باسم الخارجية شون ماكورماك quot;نريد ان يلتزم الجنرال مشرف بتعهداته ونحثه على القيام بذلك على الفورquot;.لكن في الوقت الراهن يبدو ان ضغوطات واشنطن لم تؤثر على مشرف في ما يسجل نكسة جديدة للدبلوماسية الاميركية من حيث قدرتها على ضبط احد حلفائها الاستراتيجيين في الحملة ضد الارهاب.

وقالت رايس للصحافيين على هامش مؤتمر اسطنبول ان quot;الولايات المتحدة كانت واضحة بالنسبة لواقع انها لا تدعم الاجراءات الخارجة عن الدستور لان هذه الاجراءات ستجر باكستان خارج الطريق نحو الديموقراطية والنظام المدنيquot;.واضافت رايس quot;مهما حصل، سندعو الى عودة سريعة للنظام الدستوري. وسندعو الى احترام التعهد باجراء انتخابات حرة ونزيهة وسندعو الى الهدوء بين الاطرافquot;.

وتحاول الولايات المتحدة منذ اشهر اقناع الرئيس الباكستاني الذي تنتهي ولايته رسميا في 15 تشرين الثاني/نوفمبر الامتناع عن فرض حال الطوارىء والدعوة كما هو مرتقب الى انتخابات مطلع العام 2008.

وكانت واشنطن قلقة منذ فترة طويلة ازاء تردد الجنرال مشرف في اعتماد اجراءات تعزز الديموقراطية في البلاد رغم اعتمادها بقوة عليه في مكافحة عناصر القاعدة وطالبان في باكستان وافغانستان المجاورة.وتدخلت رايس شخصيا في مطلع اب/اغسطس لدى الجنرال مشرف لاقناعه بالعدول عن اعلان حال الطوارىء. واتصلت به مرتين وبعد عدة ايام من التردد وافق على طلبها. لكن الضغوطات هذه المرة يبدو انها لم تؤثر عليه.

وقد فرض مشرف حال الطوارىء السبت في باكستان مبررا اقدامه على هذه الخطوة بالتمرد الاسلامي في البلاد وبان قسما من السلطة القضائية يتدخل في شؤون السلطة التنفيذية.وهذا الاجراء يؤثر على الانتخابات التشريعية المقررة في كانون الثاني/يناير 2008 وهو استحقاق يعتبر محطة مهمة لعودة الديموقراطية الى البلاد.واعلان حال الطوارىء يبدد الامال ايضا بان تؤدي المحادثات التي بدأت من اجل تقاسم السلطة الى نتيجة. وكانت واشنطن تدعم هذه العملية التي كان يفترض ان تؤدي الى ان يصبح مشرف رئيسا مدنيا للبلاد بعد التخلي عن منصبه كقائد للجيش والى تولي رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو رئاسة الحكومة.

من جهة اخرى، اعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية السبت ان الولايات المتحدة لا تنوي على الفور تعليق مساعدتها العسكرية الى باكستان بعدما فرض الرئيس الباكستاني حال الطوارىء.وقال المتحدث باسم الوزارة جف موريل quot;في هذه المرحلة، لا يؤثر اعلان (الرئيس مشرف) على مساعدتنا العسكرية للجهود التي تبذلها باكستان في مكافحة الارهابquot;.