اخذ بزمام الامور وتوجه لمقابلة ادريس ديبي
بعد قضية الممرضات البلغاريات ساركوزي يتصدر الواجهة في تشاد


ساركوزي يغادر تشاد مصطحبا المحتجزين

ساركوزي يتوقف في مدريد لانزال المضيفات الاسبانيات

نجامينا: على غرار ما جرى في ملف الممرضات والطبيب البلغار اخذ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بزمام الامور الاحد وتوجه الى تشاد لمقابلة نظيره ادريس ديبي قبل ان يعود من هناك مصطحبا سبعة اوروبيين تم الافراج عنهم لدى وصوله. وبعد ان كثف منذ بداية الاسبوع المكالمات الهاتفية مع نظيره التشادي قام ساركوزي صباح الاحد بزيارة مفاجئة الى نجامينا حيث كان ديبي في استقباله.

ورافقت ساركوزي الوزيرة الفرنسية المنتدبة لحقوق الانسان راما ياد التي كانت تتابع الملف الشائك عن كثب في غياب وزير الخارجية برنار كوشنير الذي كان يقوم بجولة في آسيا ثم تركيا.

وفي الوقت الذي وطأت فيه قدما ساركوزي ارض تشاد اعلن قاض تشادي الافراج عن الصحافيين الفرنسيين الثلاثة والمضيفات الاسبانيات الاربع.و بعد زيارة غير متوقعة استمرت ثلاث ساعات الى تشاد، عاد الرئيس الفرنسي الى اوروبا مع الصحافيين الثلاثة ومضيفات الطيران الاسبانيات الاربع اللواتي اعادهن الى بلادهن.

واعتقل الصحافيون الثلاثة مع المتطوعين الفرنسيين الستة في جمعية quot;آرش دو زويquot; في 25 تشرين الاول/اكتوبر في ابيتشي شرق تشاد عندما كانت الجمعية على وشك نقل 103 اطفال الى فرنسا على متن طائرة.

واعتقل الصحافيون الثلاثة مع المتطوعين الفرنسيين الستة في جمعية quot;آرش دو زويquot; في 25 تشرين الاول/اكتوبر في ابيتشي شرق تشاد عندما كانت الجمعية على وشك نقل 103 اطفال الى فرنسا على متن طائرة.

وفي المجموع تمت ملاحقة 21 شخصا بينهم تسعة فرنسيين وسبعة اسبان وطيار بلجيكي واربعة تشاديين في تلك العملية الفاشلة. ومنذ بداية الاسبوع تدخل نيكولا ساركوزي شخصيا بحثا عن حل لهذه الازمة مكثفا الاتصالات الهاتفية مع ادريس ديبي. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التشادي الاحد طلب ساركوزي محاكمة الفرنسيين الستة المتبقين من اعضاء ارش دي زوي في فرنسا وليس في تشاد حيث يواجهون الاشغال الشاقة بين خمس وعشرين سنة واصفا العملية بانها quot;مغامرة مؤسفةquot;.

واكد ان القضية quot;لا علاقة لها بانتشار القوات الاوروبية عند الحدود (التشادية) والسودانquot; مضيفا ان العلاقات بين فرنسا وتشاد quot;جيدةquot; وان انتشار القوات الاوروبية يجري quot;بدعم كامل من الدولة التشاديةquot;.
واعتبر متخصصون في العلاقات الفرنسية الافريقية ان نجامينا التي ابدت استيائها من وصول تلك القوات حاولت quot;استغلالquot; هذا الملف لتعزيز موقفها لدى الراي العام التشادي والمنطقة.
وتحدث عدة قضاة تشاديون الاحد عن خضوعهم quot;لضغوط سياسية قويةquot; وندد بعضهم طالبين عدم كشف هوياتهم quot;بانتهاك استقلال القضاءquot;. واوضح مصدر قضائي ان اوامر الافراج جاءت quot;من قمة الدولةquot; التشادية.

احد الصحافيين الفرنسيين

وفي فرنسا طلبت المعارضة الاشتراكية بالقيام quot;بمهمة اعلاميةquot; برلمانية حول تلك القضية بعد الاشارة الى احتمال quot;استغلالquot; ديبي الملف. ويشبه تدخل ساركوزي الدور البارز الذي لعبه في تموز/يوليو من اجل التوصل الى الافراج عن خمسة ممرضات وطبيب بلغار كانوا معتقلين في السجون الليبية منذ 1999.

ولم يتوجه شخصيا في تلك القضية الى ليبيا لمرافقة البلغار الستة الى صوفيا تاركا المجال امام زوجته التي انفصل عنها مؤخرا سيسيليا وذراعه الايمن كلود غيان. الا ان ساركوزي زار طرابلس في اليوم التالي للتوقيع على اتفاق تعاون في المجال النووي المدني مع ليبيا. واثارت القضية انتقادات حول كثافة تحرك ساركوزي منذ انتخابه في ايار/مايو وجدلا حول ما قد يكون منحه للزعيم الليبي معمر القذافي quot;مقابلquot; عملية الافراج.

من جانبه دان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الاحد العملية التي قامت بها في تشاد جمعية آرش دو زوي وصفا نشاطها الانساني بانه quot;مشؤومquot; واكد ان على القضاء التشادي quot;اولاquot; ان يقرر ما يجب ان تؤول اليه القضية.وخلال مشاركته في برنامج الاذاعي المتلفز quot;الموعد الكبيرquot; على اذاعة اوروبا 1 وتي.في5 في فرنسا، دافع كوشنير عن اجهزة وزارته التي قال انها quot;فعلت ما استطاعتquot; للتبليغ عن نشاطات آرش دو زوي.

وتحدث وزير الخارجية الذي كان يلتزم الصمت في تلك القضية حتى الان عن quot;حكاية مؤسفةquot; وقال انها quot;حكاية نشاط انساني منحرفquot;. واكد كوشنير الذي كان اول من دعا لمبدا quot;حق التدخلquot; الانساني عندما اسس منظمة اطباء بلا حدود، ان الجمعية انتهكت quot;القواعد الاساسيةquot; لا سيما quot;احترام الاخرquot;.وقال ان على quot;القضاء التشادي اولا ان يقررquot; مصير الفرنسيين الملاحقين بتهمة خطف اطفال او التواطؤ في تشاد.

واضاف quot;عندما ترتكب جريمة والعبارة ليست قاسية، في بلد ذي سيادة فليس للقضاء الفرنسي ان يتدخل. قد يشارك ويمكنه بعد ذلك باكبر قدر من الليونة والشرعية الممكنة ان يتكفل بالقضية اذا سمحت البلاد المعنية بذلكquot;.

وفي رد على سؤال حول توجه ساركوزي شخصيا الى تشاد لاستعادة الصحافيين الفرنسيين والمضيفات الاسبانيات قال كوشنير quot;هذا طبعهquot; مضيفا quot;يجب التعود على هذه الحركية (...) انه رجل يحب المجازفة وسيجازف بمزيد من المخاطر، هذا يعجبنيquot;.