الياس توما من براغ: أنزلت الشرطة التشيكية اليوم نحو 1400 من عناصرها إلى وسط العاصمة براغ ولاسيما إلى الحي اليهودي والمناطق المجاورة له لمنع وقوع أعمال عنف محتملة بعد ظهر اليوم بسبب إعلان تنظيم شبابي يوصف بأنه متطرف يحمل اسم quot; الديمقراطيون الوطنيون الشباب quot; انه سيكسر منع بلدية براغ له من تنظيم مسيرة داخل الحي اليهودي وإعلان تجمعات يهودية ومنظمات معادية للنازية عزمها النزول إلى الشوارع للتصدي لهم .

وقد نصح رئيس قسم مكافحة المجموعات المتطرفة في الشرطة التشيكية ييرجي كوبيشني الناس بعدم المشاركة في المسيرات المعادية للمتطرفين وترك الأمر للشرطة معتبرا أن منع المتطرفين من الاستمرار في مسيرتهم بالقوة من قبل الناس سيكون عملا غبيا لان الخطر يتهددهم في هذه الحالة ليس فقط من جانب الراديكاليين وإنما أيضا من جانب رجال الشرطة في حال وقوع مواجهات .

وفيما منعت سلطات الحدود التشيكية الليلة الماضية عدة عناصر من الراديكاليين الأجانب من دول مجاورة من دخول تشيكيا قال مدير شرطة براغ بيتر جيلازكو إن الشرطة لديها معلومات عن تجمعات يقوم بها راديكاليون بالقرب من لايبزيغ ودرسدن في ألمانيا وأنهم قد يتحركون في اللحظات الأخيرة نحو براغ غير انه اعترف بالمقابل أن الشرطة ليست لديها إشارات قوية أن مجموعات متطرفة كبيرة تتجه نحو براغ .

وتؤكد الناطقة الصحافية باسم شرطة براغ ايفا بروجوفا أن الشرطة اليوم مستعدة بشكل كامل للتطورات المنتظرة في الساعات القادمة وأنها تمتلك العدد والعتاد الكافي في الشوارع مشيرة إلى أن الشرطة في البداية ستدعو الراديكاليين في حال تجمعهم إلى فض اجتماعهم أما في حال رفضهم فسيتم استخدام وسائل الإكراه القانونية في إشارة إلى استخدام القوة ضدهم .

ويصادف غدا ذكرى ما يسمى بالليلة الكريستالية التي قام فيها الألمان في برلين في عام 1938 بقتل عشرات اليهود وسوق نحو 30000 ألف منهم إلى معسكرات الاعتقال كما تقول المصادر التاريخية الأوروبية ولذلك رأت التنظيمات اليهودية ومعها العديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية التشيكية ان الهدف من هذه المسيرة ليس الاحتجاج على الحرب على العراق كما أعلن التنظيم الشبابي وإنما ترهيب اليهود وإثارة البغض والكراهية تجاههم .

وقد أعلن العديد من النواب وقيادات الأحزاب السياسية المختلفة من اليمين واليسار على حد سواء إضافة إلى ممثلي مختلف الطوائف الدينية الأخرى في براغ عن رفضهم لهذه الخطوة للتنظيم الشبابي الراديكالي مؤكدين أنهم سيشاركون أيضا في الوقوف بأجسادهم بوجه هذه المسيرة.

وقد ناشد الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس أيضا الهيئات المسؤولة في بلاده للعمل على منع تنفيذ هذه الفعالية التي وصفها بأنها غير مقبولة لا سياسيا ولا أخلاقيا .