واشنطن: تستعد الولايات المتحدة لمنافسة روسيا وأوروبا في مبيعات بمليارات الدولارات لطائرات مقاتلة وطائرات شحن وأسلحة للهند. وينظر المسؤولون الأميركيون إلى المبيعات للهند التي يبلغ حجم سوق السلاح المحتملة فيها نحو 40 مليار دولار تشمل نظم دفاع صاروخية كسبيل لتعزيز الروابط الاستراتيجية ودعم التعاون العسكري الثنائي كاجراء تحوطي ضد تزايد النفوذ الصيني.

وقال نيكولاس بيرنز ثالث أكبر مسؤول بوزارة الخارجية الاميركية quot;بالوصول الى الهند نراهن على ان مستقبل الكوكب سيعتمد على التعددية والديمقراطية واقتصاد السوق. وليس على التعصب والاستبداد وتخطيط الدولةquot; في اشارة فيما يبدو الى الصين الشيوعية. وأضاف في عدد نوفمبر/ديسمبر من صحيفة فورين افيرز quot;مشتريات كبيرة للهند من الولايات المتحدة. ستعتبر قفزة كبيرة للامام واشارة على التزام حقيقي بمشاركة عسكرية طويلة الامد.quot; واشار بيرنز نائب وزيرة الخارجية للشؤون السياسية على سبيل المثال الى 126 طائرة مقاتلة متعددة الاغراض تطلبها القوات الجوية الهندية في صفقة قد تصل قيمتها الى 10.2 مليار دولار تتطلع اليها واشنطن كخطوة أساسية لتعزيز الروابط العسكرية.

وستقدم ست شركات توريد مقاتلات من اوروبا وروسيا والولايات المتحدة عروضا مفصلة بحلول الثالث من مارس اذار. وتنافس لوكهيد مارتين كورب وبوينج الامريكيتان موردين من روسيا أكبر مورد للسلاح للهند خلال عقود الحرب الباردة التي سادها عدم ثقة بين الولايات المتحدة والهند. وتعرض روسيا طائراتها من طراز ميج-35 لتحل محل طائرات ميج القديمة التي تستخدمها الهند حاليا. ومن الطائرات المنافسة كذلك رافال التي تنتجها شركة داسو الفرنسية وايه.بي جيه.ايه.اس-39 جريبين التي تنتجها ساب السويدية ويوروفايتر تايفون من انتاج كونسورتيوم من شركات بريطانية والمانية وايطالية واسبانية.

والاسبوع الماضي وافقت بوينج ومقرها شيكاجو من حيث المبدأ على ارسال ما قيمته مليار دولار من منتجاتها لشركة هندوستان ايرونوتيك الحكومية (اتش.ايه.ال) على مدى عشر سنوات. وقالت بوينج في بيان انه بموجب الاتفاق الموقع يوم الخميس في نيودلهي فان توريدات المنتجات المتعلقة بالاسلحة ستبدأ بما بين عشرة ملايين و20 مليون دولار سنويا quot;تزيد في الحجم والتكوين مع ظهور فرص أعمال جديدة.quot; وتأمل بوينج في التمكن من الوفاء بحاجتها لتوفير منتجات تبلغ قيمتها نصف قيمة عقد الطائرات اذا فازت طائرتها اف/ايه-18 سوبر هورنت على منافسيها.

وقال جيم البو الرئيس التنفيذي لوحدة بوينج للنظم الدفاعية المتكاملة في حديث لرويترز على البريد الالكتروني ان بوينج أكبر مصدر في الولايات المتحدة ابرمت الصفقة لانها تبدو مجدية اقتصاديا ولانها تريد ان تشارك في صناعة الطيران الهندية. واضاف ان مشروعات اتش.ايه.ال لبوينج قد تشمل نظما فرعية لطائرات اف/ ايه-18 وسي-17 للشحن وبي-8 متعددة المهام وتشينوك الهليكوبتر للنقل الثقيل. وتعرض شركة لوكهيد ومقرها ماريلاند على الهند طائرتها المقاتلة الاكثر مبيعا اف-16 وهي على وشك ابرام صفقة بشأن ست طائرات شحن سوبر هركيوليز بقيمة مليار دولار. وستكون هذه أكبر صفقة عسكرية تبرمها الهند مع الولايات المتحدة.

وعلى المدى الاطول تقول لوكهيد انها تتوقع فرصا لبيع نظم قيادة وسيطرة وصواريخ باتريوت الاعتراضية ذات القدرات المتطورة-3 ونظم الصواريخ الموجهة هلفاير ولونجباو المضادة للدبابات واسلحة حديثة اخرى. وفي وقت سابق هذا الشهر مهدت مجموعة عمل حكومية امريكية رفيعة المستوى الطريق أمام لوكهيد وبوينج الموردين الاول والثاني على التوالي لوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) من حيث قيمة العقود الرئيسية لتوريد تكنولوجيا رادار حديثة للهند في اطار عروضهما لبيع طائرات مقاتلة.

وقال اللفتنانت جنرال المتقاعد بالقوات الجوية جيفري كولر الذي عمل حتى أغسطس اب كبير مسؤولي المبيعات بالبنتاجون وهو الان مستشار لمجلس الاعمال الاميركي الهندي quot;العلاقات تطورت بأسرع من المتوقع.quot; واعلنت ثلاث شركات أميركية أخرى هي نورثروب جرومان وجنرال دايناميكس وريثيون خطوات كذلك لدخول السوق الهندية.

لكن الشركات الاميركية تواجه صراعا كبيرا مع روسيا التي لديها العديد من الصفقات القائمة بالفعل والعلاقات العميقة مع المؤسسة الدفاعية الهندية. ويقول جويل جونسون خبير التجارة الدفاعية الدولية في مجموعة تيل وهي شركة استشارية مقرها فرجينيا انه نتيجة لمثل هذا الارتباط الوثيق quot;تتوخى واشنطن الحذر الشديد فيما يتعلق بالكشف عن التكنولوجيا الحساسة.quot;