برلين: وجه الرئيس الالماني هورست كولر انتقادا حادا للمسار الاصلاحي الذي تنتهجه المستشارة أنجيلا ميركل يوم الجمعة قائلا إن على حكومتها بذل المزيد من أجل اعداد البلاد لمواجهة العولمة.
وفي تعليقات صريحة على غير العادة أدلى بها في مقابلة مع صحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج اليومية شكك كولر في قراري الائتلاف الذي تقوده ميركل بتمديد فترة اعانات البطالة للعمال الاكبر سنا وفرض حد أدنى للاجور في قطاع البريد.
وقال كولر وهو رئيس سابق لصندوق النقد الدولي والذي نادرا ما انتقد صراحة سياسات الحكومة في السنوات الاخيرة quot;كل خطوة أو خطوتين الى الامام تتبعها غالبا فيما يبدو خطوة الى الخلف.
quot;كنت امل في طموح أكبر للاصلاح. لم نبذل ما فيه الكفاية لتجهيز أنفسنا لفرص ومخاطر العولمة أو لتحديات أخرى مثل تراجع عدد سكاننا وارتفاع أعمارهم.quot;
وتعرضت ميركل لانتقادات في الشهور الاخيرة لموافقتها على مطالب شركائها في الائتلاف من الحزب الديمقراطي الاشتراكي بالتراجع عن اصلاحات لسوق العمل أدخلها سلفها جرهارد شرودر.
وانتقد كولر على نحو خاص قرار الحكومة تمديد أجل الاستفادة من اعانات البطالة للعمال الاكبر سنا قائلا ان هذا سينال على الارجح من جهود لتوفير فرص عمل جديدة.
وأضاف أن الحد الادنى الجديد لاجور موظفي البريد والذي تحدد عند ثمانية يورو (11.77 دولار) الى 9.80 يورو للساعة قد يفضي في نهاية الامر الى الاستغناء عن وظائف. ومن المتوقع أن يسري الاجراءان من أول يناير كانون الثاني.
وعين كولر في منصب الرئيس ذي الصلاحيات الشرفية الى حد كبير في مايو ايار 2004 وتعهد بأن quot;يخبر الالمان الحقيقةquot; بشأن الحاجة الى اصلاح الاقتصاد.
ومنذ ذلك الحين يتسارع باطراد معدل النمو في أكبر اقتصادات أوروبا حتى بلغ أعلى مستوياته في ستة أعوام عندما سجل 2.9 بالمئة في 2006 وهو التحسن الذي يعزوه خبراء الاقتصاد الى اعادة هيكلة جريئة في الشركات الالمانية ونمو عالمي قوي واصلاحات سوق العمل التي أدخلها شرودر.
وفي حين استفادت ميركل من هذا التحول الايجابي في الاقتصاد الا أنها تواجه اتهامات بالاخفاق في ارساء الاساس لتعاف أكثر استدامة من خلال اصلاحات هيكلية.
وقد يرتد هذا سلبا عليها مع تفاقم المخاطر التي يواجهها الاقتصاد الالماني من قبيل قوة اليورو ومتاعب أسواق المال الاميركية.