بوتين يلتقي الصحافيين وأصداء إيجابية لزيارته إلى السعودية

لافروف يناقش العراق وإيران مع أعضاء مجلس الأمن

وزراء الداخلية العرب يعتمدون الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب

اجتماع اللجنة الرباعية الجمعة بواشنطن

غضب في إسرائيل لعدم استقبال بيرز بشكل رسمي

موسكو: طال انتظار مسلمي روسيا لزيارة رئيس الدولة الروسية للمملكة العربية السعودية مهد الإسلام وموطن مقدساته الرئيسية. لذا فلم يكن لنبأ زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المرتقبة للمملكة العربية السعودية إلا أن تبعث الفرح في قلوبهم.

إن كل القضايا المعاصرة التي يعيشها بلدنا والعالم بأسره قريبة إلى الأمة الإسلامية البالغ تعدادها أكثر من عشرين مليون نسمة في روسيا. وفي الوقت نفسه نعتبر أنفسنا جزءا لا يتجزأ من الأمة الإسلامية العالمية ونشعر بصلتنا بها وبالوشائج التي تربطنا بكل أخوتنا في الدين في جميع أرجاء العالم. أما المملكة العربية السعودية فهي ستبقى على الدوام قبلة لمسلمي العالم بأسره بمن فيهم مسلمو روسيا.

إننا ندرك معنى وأهمية لا الاتصالات بين رجال الدين الإسلامي فحسب بل وتطوير العلاقات بين بلدينا العظيمين في شتى الميادين: الاقتصادية والسياسية والثقافية والتعليمية والتربوية.

وفضلا عن ذلك ترتدي هذه الزيارة أهمية خاصة بالنسبة لمسلمي روسيا لأنهم يعلقون عليها آمالهم بأنها سوف تساعد على تغيير ذلك الموقف المتحامل من المملكة العربية السعودية الذي نشأ عند قسم من المواطنين الروس بما في ذلك بسبب المواد المتحيزة ضدها التي نشرتها بعض وسائل الإعلام، خاصة، في التسعينات.

لا ننسى أبدا أن المملكة العربية السعودية كانت في مقدمة البلدان التي أقامت علاقات التعاون مع الاتحاد السوفيتي ويرى مسلمو روسيا بشرى طيبة في ذلك النهوض الذي تعيشه اليوم من جديد العلاقات بين بلدينا. والأزيد من ذلك، إذ نحرص على مواصلة التعاون الثنائي لأنه يساعد على تعزيز علاقاتنا بالعالم الإسلامي والتطوير والازدهار للأمة الإسلامية في روسيا.

إن تاريخ العلاقات بين مسلمي روسيا والسعودية والعالم العربي برمته هو تاريخ الاتصالات التي تتوسع باستمرار والمشاريع ذات الاهتمام المشترك.

فقد شهد الخريف الماضي وحده سلسلة من اللقاءات عقدت في جامع موسكو مع عدد من الأمراء السعوديين وزعيم الأغلبية البرلمانية اللبنانية سعد الحريري ورئيس الرابطة العالمية للدعوى الإسلامية الدكتور تسخيري والأمير السعودي نواف بن فيصل بن فهد بن عبد العزيز آل سعود، والزعماء الروحيين والسياسيين من البلدان العربية والإسلامية. وكانت كل هذه اللقاءات شأنها شأن نشاط مجلس المفتين في روسيا مخصصة لتعزيز العلاقات الدينية والثقافية والإنسانية داخل بلدنا ومع العالم الإسلامي.

وتمثل أمام مجلس المفتين في روسيا اليوم إلى جانب مهام التربية والتثقيف مهمة بالغة الأهمية ألا وهي بناء مجمع جديد تابع لجامع موسكو يضم أيضا مركزا لنشر الاعتدال في الإسلام. ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا جامع موسكو بأنه quot;مسجد رئيسيquot; في روسيا جمعاء. وقد أكد الرئيس قراره بتأييد مشروع بناء المجمع الجديد التابع للجامع. بيد أن الوعد بالمساعدة من جانب السلطة لم يترجم حتى الآن إلى الواقع العملي.

ويقدم مسلمو روسيا قدر إمكانهم الدعم لبناء الجامع ولكن تنفيذ هذا المشروع متعذر بدون المساعدة الجدية. وترى القيادة الروحية لمسلمي روسيا إمكانية إنجاز المشروع الضروري كل الضرورة لأتباع الدين الإسلامي بمساعدة أخوتنا في الدين في البلدان الأجنبية. وبإمكان هذا المشروع أن يغدو رمزا للتعاون والتعاضد فيما بيننا.

وعلى أي حال نعلق الأمل على أن تفتح زيارة الرئيس بوتين القادمة للمملكة العربية السعودية صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين بلدينا وبين روسيا والعالم الإسلامي عامة.


بقلم: رئيس مجلس المفتين في روسيا المفتي الشيخ راوي عين الدين