منظمة مجاهدي خلق تدخل على الخط وتواجه بغضب رسمي
سياسيون عراقيون ينقلون خلافاتهم الى بروكسل
فمنذ ثلاثة ايام تشهد بروكسل نزاعا بين سياسيين عراقيين مشاركين في أيام خصصها البرلمان الاوروبي للقضية العراقية في ندوة تم توجيه الدعوة للمشاركة فيها الى قياديين سنة تحدثوا عن اضطهاد طائفتهم في العراق وتعرض المنتمين اليها إلى القتل والاختطاف والتهجير والى شيعة رافضين التدخل الايراني في شؤون بلادهم والعملية السياسية برمتها .. وقد حضرها لاحقا وفد يمثل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية الشيعي الذي رفض اعضاؤه طروحات الوفود الاخرى مؤكدين ان جميع مكونات الشعب العراقي هي ضحايا للعمليات الإرهابية . وقد تحدث في الندوة رئيس جبهة التوافق السنية عدنان الدليمي داعيا الأوروبيين إلى دعم العراق في محنته الحالية وتقديم الأفكار التي من شأنها المساعدة على وقف أعمال العنف و المساعدات الانسانية للشعب العراقي إضافة إلى حث إيران على إيقاف تدخلاتها في العراق. ويرافق الدليمي وفد برلماني وسياسي كبير يضم أعضاء مجلس النواب خلف العليان وصالح المطلق وظافر العاني والشيخ خالد البرع أحد كبار عشيرة الدليم السنية واللواء الركن علي خليفة احد كبار ضباط الجيش العراقي السابق . وكشف قادة جبهة التوافق العراقية وجبهة الحوار الوطني العراقي بزعامة صالح المطلك وعدد من النواب العراقيين والهيئة العراقية للشيعة الجعفرية عن تدخلات النظام الايراني وجرائم فرق الموت التابعة لهذا النظام والحلول المطروحة للخروج من الأزمة الراهنة في العراق. وأعلن قادة التيارات السياسية العراقية هذه أن الحل للأزمة العراقية يكمن في منع النظام الايراني من التدخل في شؤون العراق الداخلية ومساندة منظمة مجاهدي خلق الايرانية معتبرين المنظمة الممثل الحقيقي للشعب الايراني في العراق. ثم تحدثوا عن ضرورة إلغاء قانون اجتثاث البعث و تعديل كل الدستور وشككوا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة و نتائجها و دعوا الأوروبيين الى التدخل بشكل أكبر في شؤون العراق وعدم تركه ينهار حسب ما قالوا .ودعا صالح المطلك البرلمان الاوروبي الى التدخل لإنهاء ما قال إنها ممارسات طائفية للحكومة العراقية مشيرا الى ان وزارة الداخلية الحالية مكونة من الميليشيات التابعة لايران وإن هذه المجموعات مندسة في الكثير من الوزارات الأخرى. ومن جهته طالب رضا الرضا رئيس الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية اوروبا بالتدخل قبل فوات الأوان. وقال ان الدول الاوروبية مطالبة بمحاربة ما اسماها الدكتاتورية الدينية في العراق مثلما تجري محاربة التهديدات النووية للنظام الايراني . وحذر من انه اذا لم يتم الوقوف بوجه هذا النظام والدفاع عن العراق فسوف يمد أذرعه كالسرطان ليشمل المنطقة برمتها.وقد شارك هؤلاء الساسة مع ممثل المجلس الوطني للمقاومة الايرانية المعارض في مؤتمر صحافي في بروكسل قالوا فيه إن المحتل الرئيس للعراق هو النظام الايراني quot;الذي احتل العراق من بغداد حتى الفاو ونشر فرق الموت الارهابية في عموم البلادquot; كما اشاروا. وعرض محمد المحدثين رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس قائمة تتضمن أسماء 31690 من عملاء النظام الايراني في العراق . وزعم ان عدداً من هؤلاء يحتلون مناصب سياسية مهمة في العراق وهم يعتبرون من السلطات الرسمية وفي المستويات العليا في العراق الا أنهم لايزالون يتقاضون رواتب شهرية رسمياً من النظام الايراني . واوضح ان بعض الساسة الحاضرين تحدثوا عن الميليشيات وما تسببه من المشاكل في حين أن الجميع لديه ميليشيات مؤكدا ان من بين الحضور عددا ممن هو يرأس ميليشيا متهمة بممارسة العنف ضد المدنيين. وقال ان الائتلاف العراقي الموحد صدق الشعارات التي ينادي بها من أن العراق لكل العراقيين بكل ألوانهم وأعراقهم و طوائفهم و الجميع فيه متساوون في الحقوق والواجبات مؤكدا ايمانه بتقاسم السلطة والثروات. وابلغ مصدر عراقي عليم quot;إيلافquot; ان زيارة الشخصيات السنية الى بروكسل نظمها عضو البرلمان الأوروبي البرتغالي الجنسية باولو كاساكا بالتعاون مع منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة والتي يدعمها بقوة وزار مقرها في العراق قبل فترة بالتنسيق مع بعض القوى التي شاركت في المؤتمر. ففي مؤتمره الصحافي في بغداد قال الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية الدكتور علي الدباغ ان منظمة مجاهدي خلق بدأت بالتدخل في الشأن الداخلي العراقي وإن وجودها في العراق غير مشروع اضافة الى انها مصنفة دوليا كمنظمة ارهابية .واكد ان مجلس الوزراء العراقي قد وجه بتصفية هذه المنظمة من خلال لجنة شكلت في تموز quot;يوليوquot; الماضي . واشار الى ان حكومته خيرت المنظمة بين العودة الى إيران أو الانتقال الى بلد آخر . وقال ان الأمر متروك لهم وقد اعطوا حرية الخيار بين ان يرجعوا الى بلدهم ايران او ان تقبلهم دولة اخرى quot;نحن في العراق لدينا من المشاكل والظروف الصعبة التي لا تسمح لنا بايوائهمquot; . وأوضح الدباغ ان افراد هذه المنظمة يتجاوزون القانون العراقي باتصالهم مع المسؤولين وهذا لا يجوز مشيرا الى ان وجودها في العراق بحسب معاهدات جنيف وهم اعطوا فرصة لترتيب اقامتهم في بلد ثان غير العراق . وأكد أن الدستور العراقي لا يسمح بإيواء أي جماعة ارهابية .. وهذه المنظمة مصنفة كجماعة إرهابية وهناك تحذير لها بضرورة الالتزام بالمعايير القانونية خلال وجودها في العراق.
أسامة مهدي من لندن : نقل سياسيون عراقيون خلافاتهم حول الأوضاع في بلدهم الى مقر البرلمان الاوروبي في بروكسل وقدموا عروضا متباينة حول هذه الاوضاع والجهات التي تقف وراء العنف الذي يضرب بها فيما دخلت منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة على الخط بتمويل وصول شخصيات سنية هاجمت الحكومة العراقية واتهمتها بالتغاضي عن ممارسات فرق الموت ردت عليها الحكومة بغضب مؤكدة أنها ستطرد اعضاء المنظمة من العراق .خلف العليان ومحمد المحدثين خلال مؤتمر بروكسل
وقال ان السنة يتعرضون الى القتل من قبل بعض الميليشيات وتواطؤ مسؤولين في الحكومة العراقية مع فرق الموت quot;التي تصول وتجول دون حساب أو عقابquot; كما اشار. وقدم وثائق وأفلام فيديو توثق الاعتداءات ضد أهل السنة في العراق عرضت على أعضاء الاتحاد الأوروبي للمرة الاولى . واضاف الدليمي في مداخلته قائلا quot;ان التطرف والتشدد اللذين نواجههما في العراق مصدرهما الأجانب خاصة النظام الايراني وانهم يريدون ترحيلنا من بغداد ولدينا أدلة عديدة ونطلب من الاوروبيين منع النظام الايراني من ذلكquot;.
وردا على ذلك حضر الى الندوة وفد من المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى في العراق حيث تحدث ممثله في هولندا حسين الخطيب مستغربا توجيه الدعوة الى هذا العدد الكبير من العراقيين الذين يمثلون مكونا واحدا هو السنة . واضاف ان الشعب العراقي بكل طوائفه يعاني اليوم الإرهاب و التهجير والقتل ولايمكن لوم طائفة بعينها بل القتلة هم أعداء الجميع حيث إن كل القوى السياسية العراقية تتحمل المسؤولية في وقف نزيف الدم العراقي و إيجاد الحل. واضاف انه يجب على من يبحث عن حل لأزمة العراق أن يتحاشى الخطابات المثيرة للمشاعر الطائفية والتي تؤدي الى تفاقم العنف وسقوط المزيد من الضحايا الأبرياء. وقال quot; لقد فوجئنا بوصف الدكتور عدنان الدليمي لنفسه بالطائفي في المؤتمر الذي عقد في تركيا مؤخرا و أود أن أسأل الدكتور الدليمي عن رأيه في الحادثة التي تم فيها تهجير عائلة شيعية لأحد أقربائنا من حي العدل و كان منزل العائلة قرب مقر الدليمي وعندما عاد رب الأسرة لأخذ حبوب الدواء لزوجته المريضة تم قتله على باب الدارquot;.
واشار المصدر الى ان منظمة مجاهدي خلق أنفقت مليوني دولار على سفر الوفود السنية ومشاركتها في مؤتمر بروكسل اضافة الى معونات مادية الى حركاتهم لكن لم تتسن معرفة موقف اعضاء الوفود من هذه المعلومات . وقال ان السلطات العراقية قد واجهت هذا التصرف من المنظمة بغضب شديد واعتبرته تدخلا في الشؤون العراقية الداخلية .
ويقيم حوالى اربعة آلاف ايراني بينهم اطفال ونساء ينتمون إلى المنظمة في معسكر اشرف الواقع قرب منطقة العظيم (70 كلم شمال شرق بغداد) في محافظة ديالى. وكانت المنظمة اتهمت مطلع الاسبوع ايران بإرسال ملايين الدولارات نقدا كل شهر الى العراق وتهريب أسلحة إليه مؤكدة وجود عناصر من فيلق القدس الايراني حاليا في العراق.
التعليقات