في فلسطين: الأخوة يأكلون معاً في البيت ويتقاتلون في الشارع

غزة بين الحصار الإسرائيلي وحصار المسلحين

دعوة لإنجاح مبادرة مكة وهدوء حذر في غزة

بهية مارديني من دمشق-غزة: أعلن خالد مشعل رئيس لحركة المقاومة الاسلامية حماس مساء اليوم ان حماس ستقدم كافة عوامل الانجاح للقاء المزمع عقده بين مشعل و محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية في مكة المكرمة. وقال مشعل في مؤتمر صحفي quot;ان اللقاء الذي جمعه بدمشق مععباسكان خطوة على طريق تقريب المواقف على الساحة الفلسطينيةquot;، مشيرا الى quot;أن سورية كانت تدفع الجميع باتجاه التوافقquot; .

وشدد ان حركة حماس ستقدم كل عوامل الانجاح للقاء المزمع عقده مع عباس الثلاثاء في مكة المكرمة ، نافيا وجود اي تدخلات على الساحة الفلسطينية ، محذرا من أن الخطر الوحيد هو من التدخلات الأميركية والاسرائيلية .

وشدد مشعل ان الحوار الفلسطيني هو وحده السبيل لمعالجة الخلافات وتعزيز الوحدة والشراكة الوطنية ، وطالب بوقف فوري للاقتتال الذي اعتبره سلوكا استثنائيا بين فتح وحماس وحقن الدماء وقال quot;نريد أن نحقن الدم الفلسطيني سريعا ، وقناعتنا ان الدم الفلسطيني محرم لاينبغي اراقته الا في مقاومة الاحتلال ، فالمعركة الحقيقية الوحيدة هي ضد الاحتلال quot;.

ونوه مشعل الى quot;ان فلسطين بحاجة الى جهود الجميع وهي أكبر من اي فصيل أو جماعة وهي بحاجة لطاقة الجميعquot; ، واوضحquot; ان الأمة العربية والاسلامية تعلق امالا كبيرة على الصمود الفلسطينيquot; .

وفيما يتعلق بما يتعرض له المسجد الاقصى المبارك والمخطط الاسرائيلي بهدم طريق المغاربة دعا مشعل جميع الفلسطينيين الى quot;حركة شعبية جماهيرية شاملة للدفاع عن الاقصى ومواجهة كافة المخططات الصهيونية استباحة وتدنيس الحرم القدسي الشريف quot;. واكد مشعلquot; ان الشعب الفلسطيني الذي فجر انتفاضة الاقصى قادر بما لديه من مخزون وطني على الدفاع عن أرضه وعرضه ومقدساته ومشروعه الوطنيquot; .

التوتر مستمر في غزة

في غضون ذلك، فشل قادة حركتي فتح وحماس في فرض وقف كامل لاطلاق النار في قطاع غزة حيث سجلت خروقات اليوم الاحد مع تبادل الحركتين الاتهامات بانتهاك الاتفاق الاخير للتهدئة التي اعلنت السبت برعاية مصرية. ورغم التوصل الى وقف جديد لاطلاق النار مساء السبت، افادت مصادر امنية وشهود عيان ان الاشتباكات بين انصار حركتي فتح وحماس استمرت ليل السبت الاحد حتى الصباح في مناطق عدة من مدينة غزة.

ودارت الاشتباكات في احياء عدة من المدينة خصوصا قرب المقر العام للاجهزة الامنية (السرايا) ومقر الامن الوطني وفي محيط مقر الرئاسة الفلسطينية.
وامتدت الاشتباكات الى مقربة من مقر الامن الوقائي في حي تل الهوى غرب مدينة غزة. ويسمع في المدينة دوي انفجارات من فترة الى اخرى فيما خلت الشوارع من الحركة واغلقت بعض المحال التجارية وسط استنفار لمقاتلي الطرفين. وسمع اطلاق نار في مدينة غزة بعد الظهر، رغم عدم تسجيل مواجهات كما حدث خلال الايام الثلاثة الماضية.

وافاد شهود عيان ان المسلحين من الجانبين ما زالوا على اسطح المباني السكنية العالية كما لا تزال الحواجز التابعة لقوات امن الرئاسة والامن الوطني منتشرة في محيط المقرات الامنية بغزة.

وقال عبد الحكيم عوض الناطق الرسمي باسم حركة فتح وعضو في الغرفة المشتركة مع حماس quot; انه تم الافراج عن 11 محتجزا واحد من حماس وعشرة من فتح، وسيتم الافراج عن الباقي خلال الساعات القادمةquot;.واوضح quot;لا زال عدد كبير من المختطفين 33 من حماس و22 من فتح ونعمل على انهاء هذا الموضوع خلال ساعات قادمة، ستبذل الجهود من اجل اخلاء سراحهمquot;.

وبالنسبة الى المباني التي يعتليها مسلحون، قال عوض quot;شكلنا فريقين لمراقبة هذه الابراج التي يعتليهها مسلحون من حماس والقوة التنفيذية، وتلك التي يعتليها عناصر من الاجهزة الامنية وحركة فتح. للاسف ان عناصر كتائب القسام رفضوا اخلاء الابراج وقالوا ان لديهم قرار بعدم اخلاء اي برج، واحيل هذا الامر الى الوفد المصري والى قياديي الجانبين لحل هذه العقبةquot;.

ولاحقا اصدرت حركتا فتح وحماس بيانا مشتركا اعلنتا فيه انه ابتداء من منتصف الليل (00،22 تغ) يتوجب على جميع المسلحين من الطرفين تنفيذ اوامر صدرت بضرورة اخلاء كل اسطح البنايات التي يتمركزون فيها.

واكد عوض ان quot;هناك تهدئة قياسا باليومين الماضيين وهناك تقدم، وكل الخروقات التي سجلت الاحد ناتجة عن اقامة الحواجز من قبل حماس وخروقات من قبل حماس واخبرنا الوفد المصري بذلك وهو يجري الاتصالاتquot;.

ومن جهته قال ايمن طه المتحدث باسم حركة حماس وعضو المكتب المشترك quot;اليوم قطعنا شوطا كبيرا في موضوع تثبيت التهدئة وحاولنا ان ننفذ ميدانيا على الارض وقامت اللجنة المشتركة بالنزول على الارض لتنفيذ الاتفاق وانزال المسلحين عن الابراج وازالة الحواجزquot;.واضاف طه quot;نتيجة للوضع الامني المتوتر وكثرة المسلحين تم تاجيل التحرك الى حين البحث عن الية جديدة. ولكن وقف اطلاق النار مثبت والكل ملتزم به مع ادراكنا ان هناك بعض الخروقات هنا او هناكquot;.

واكد طه quot;اننا استطعنا اليوم الافراج عن بعض المحتجزين الذين كانوا لدى القوة التنفيذية نحن نعمل على الافراج عن الباقين الموجودين لدى الاجهزة الامنية والموجودين لدى جهات اخرى والافراج عنهم والساعات القادمة ستشهد انفراجا في هذا الامرquot;.واكد طه quot;اليوم نشهد التزاما ملحوظا والواضح ان هناك تهدئة نسبية مقارنة بالايام التي سبقت ولكن لا تصل للتهدئة الشاملةquot;.

وقال توفيق ابو خوصة المتحدث باسم حركة فتح انه quot;المشكلة في حركة حماس ان القيادة السياسية غير قادرة على السيطرة على عناصرها في الميدان. هذه هي المشكلة الحقيقية حيث ان الاتفاق تم مع القيادة السياسية التي لم تتمكن من فرض الاتفاق والزام عناصرها بتطبيقه، حيث يعلنون جهارا بانهم في حل منه وللاسف الشديد عدم الالتزام هذا هو الذي يقود الى اشعال الساحةquot;.

من جهته قال اسماعيل رضوان المتحدث باسم حركة حماس quot;يبدو ان التيار الانقلابي لا تروق له حالة التهدئة ولا الاتفاقات التي يتم التوصل اليهاquot;، مضيفا quot;حتى اللحظة ليس هناك التزام من عناصر امن الرئاسة والاستخبارات التي تعتقل العشرات.. مالحواجز كما هي واعتلاء المنازل كما هيquot;.

من جهة اخرى افاد مصدر امني ان حوالي عشر قذائف هاون سقطت ليل السبت الاحد بعد الاتفاق على وقف اطلاق النار قرب مقري القوة 17 التابعة لامن الرئاسة والشرطة البحرية في محيط مقر الرئاسة في غزة.وافادت مصادر طبية فلسطينية اليوم الاحد ان عنصرين من امن الرئاسة الفلسطينية توفيا صباح اليوم متاثرين بجروح اصيبا بها الجمعة الماضي عندما هاجمت عناصر من كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، موقع تدريب تابعا للامن الرئاسي.

وكانت حركتا فتح وحماس اعلنتا في بيان انهما اتفقتا في الاجتماع الذي عقد في مقر البعثة المصرية في غزة بحضور وفد امني مصري على سحب المسلحين من الشوارع وانتشار الشرطة الفلسطينية والافراج عن المحتجزين. لكن بعد ساعتين على اعلان الاتفاق قتل عنصر في الامن الوطني وخطف آخر فيما اصيب عشرة فلسطينيين بجروح في قطاع غزة السبت. وارتفع بذلك عدد قتلى المواجهات بين الحركتين منذ الخميس الماضي الى 28 قتيلا اضافة الى اكثر من 250 جريحا.

ودلالة على استمرار التوتر، امهلت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس اليوم الاحد، حرس الرئاسة الفلسطينية الذين شاركوا بالهجوم على الجامعة الاسلامية بغزة مساء الخميس الماضي، ثلاثة ايام لتسليم انفسهم.واعتبر توفيق ابو خوصة ان quot;اصدار البيانات التحريضية والاستفزازية من قبل حركة حماس وكتائب القسام لا يمكن ان تساهم في تهدئة الاجواء بل تصب الزيت على النارquot;.

وكان مصدر امني اعلن ان الجامعة حوصرت بعد اطلاق قذائف هاون وقذائف صاروخية على محيط مقر الرئاسة الفلسطينية من داخل الجامعة.