القدس: اتهم بنيامين نتنياهو زعيم المعارضة اليمينية في اسرائيل رئيس الوزراء ايهود اولمرت يوم الاثنين بالسماح لحركة حماس بتعزيز قاعدتها الجماهيرية وسط الفلسطينيين والعمل على تقويض حصار غربي مفروض عليها لحثها على المشاركة في محادثات السلام. وجاء وابل الانتقادات من نتنياهو الذي لا يخفي رغبته في العودة الى رئاسة الحكومة مرة أخرى بعد ان وقعت حماس اتفاقا للتحالف مع حركة فتح الاكثر اعتدالا الاسبوع الماضي وهو ما يأمل الفلسطينيون أن يجعل حكومتهم القادمة تحظى بالقبول الكامل لدى الغرب.

وقال نتنياهو للصحفيين quot;بسبب تردده وضعفه وارتباكه فان رئيس الوزراء يقوض دولة اسرائيل والاسوأ أنه يقوض أسوار العزلة التي كانت مبنية باحكام حول حماسquot; في اشارة لعدم رفضه صراحة وفورا الاتفاق بين فتح وحماس. وبموجب الاتفاق لتشكيل حكومة وحدة الذي وقعته حماس وفتح الخميس تحدث الفلسطينيون عن احترام الاتفاقيات السابقة المبرمة مع اسرائيل لكن لم تبد اي اشارة الي ان حركة حماس الاسلامية ستذعن للمطالب الغربية لنبذ العنف والاعتراف باسرائيل.

وابلغ اولمرت نوابا بالبرلمان الاسرائيلي انه بحاجة لتقييم اين يقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس زعيم حركة فتح وquot;شريك السلامquot; مع اسرائيل بعد توقيعه الاتفاق مع حماس. ونقلت القناة الاولى بالتلفزيون الاسرائيلي عن مصادر سياسية قولها ان نتنياهو يعتبر ان اولمرت الذي تأثرت قيادته بالفعل بحرب لبنان التي لم تحسم العام الماضي لم يتبق امامه غير اشهر قليلة قبل ان تتهاوى شعبيته ويضطر لاجراء انتخابات مبكرة.

واتهم اولمرت نتنياهو امام لجنة الدفاع والشؤون الخارجية بالبرلمان بمساعدة حماس دون قصد على تحويل نفسها من ميليشيا محلية في غزة تعتمد على التبرعات الى لاعب رئيسي في الشرق الاوسط يحظى برعاية جهات مثل ايران. ونقل مسؤول اسرائيلي عن أولمرت قوله quot;هذا هو الرجل الذي دعم حماس وأحياها. انه هو من أفرج عن الشيخ (أحمد) ياسين ومنح حماس فرصة النجاح بفضل الاعمال السخيفة التي حدثت عندما كان رئيسا للوزراء.quot;

وكان اولمرت يشير الى اطلاق نتنياهو سراح الشيخ أحمد ياسين مؤسس حماس ومرشدها في عام 1997 لاسترضاء الاردن بعد الفشل الذريع لعميلين اسرائيليين في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في عمان. ومن غير المقرر اجراء انتخابات برلمانية قبل عامين لكن استطلاعا للرأي أجرته صحيفة هاارتس الشهر الماضي خلص الى أنه في حال اجراء انتخابات جديدة فان حزب كاديما بزعامة أولمرت سيفوز باثني عشر مقعدا فقط من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 في مقابل 29 مقعدا لحزب ليكود بزعامة نتنياهو.

وكان نتنياهو قد انسحب من حكومة رئيس الوزراء السابق أرييل شارون في عام 2005 بعد وقت قصير من قيام اسرائيل بسحب المستوطنين والجنود من غزة. وقال نتنياهو ان مثل هذه الخطوات الاحادية ستدعم حماس وهو توقع أثبت صحته على ما يبدو فوز الحركة في الانتخابات. وعلق أولمرت خطة منذ ذلك الحين لاعادة الانتشار في الضفة الغربية المحتلة التي يريدها الفلسطينيون بالاضافة الى غزة لاقامة دولتهم عليها.

ومن المتوقع ألا يعلن اولمرت موقفه من ائتلاف حماس وفتح على الاقل حتى لقائه المقرر الاسبوع المقبل مع عباس ووزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس.