كابول: سيطر نحو 300 من مقاتلي طالبان على منطقة باكوا النائية في ولاية فرح غرب أفغانستان اليوم الاثنين بعد ان اقتحموا عاصمتها الصغيرة وأجبروا القوات الحكومية على الخروج منها، حسب حاكم الولاية. وبذلك تصبح منطقة باكوا الثانية التي تسقط في ايدي طالبان بعد بلدة موسى قلعة في ولاية هلمند والتي سيطروا عليها قبل اكثر من اسبوعين.

وصرح محي الدين خان حاكم الولاية لوكالة فرانس برس quot;لقد سيطر مقاتلو طالبان على المنطقة. وانقطعت الاتصالات بيننا وبين اتباعنا في تلك المنطقةquot;. ولم يكشف خان عن تفاصيل عما اذا كانت عملية السيطرة على المنطقة تمت بعد قتال وما اذا كان ذلك قد اسفر عن ضحايا. وقال قائد الشرطة سايدو خان لوكالة فرانس برس ان رجال الشرطة الذين فروا من المنطقة وصلوا الى مقر القيادة.

واضاف quot;لقد سيطر مقاتلو طالبان على المنطقة. وبدأت قواتنا تصل من المنطقة وقد وصل عدد منهم فعلاquot;. الا انه لم يكشف المزيد من التفاصيل. وكان مقاتلو طالبان سيطروا في السابق على عدد من المناطق في افغانستان، الا ان القوات الاجنبية التي تساعد الحكومة الافغانية تمكنت من طرد المتمردين منها بسهولة.

الا ان مسؤولا حكوميا طلب عدم الكشف عن هويته قلل من أهمية الاستيلاء على المنطقة. وقال quot;كما تعلمون فان باكوا منطقة نائية. ولا توجد قوة شرطة مناسبة هناك. ومن السهل السيطرة على تلك المنطقةquot;. واضاف quot;ان الاستيلاء على مثل تلك المنطقة لا يشكل تهديدا استراتيجيا لكنه يمنح الاعداء تغطية اعلاميةquot;.

وذكرت القوة الدولية للمساعدة على احلال الامن في افغانستان (ايساف) من كابول انها ستتحرك اذا طلبت منها الحكومة ذلك. وقالت المتحدثة باسم ايساف الكولونيل انجيلا بيلنغز quot;نحن هنا لندعم الحكومة الافغانية، ولن نتخذ اي خطوة الا بناء على طلبها. لقد رأيتم طالبان تفعل ذلك عدة مرات من قبلquot;.

وزعم يوسف احمدي الذي يقول انه المتحدث باسم طالبان ان المحاولات التي قامت بها السلطات والشرطة لاستعادة المدينة لم تنجح، مشيرا الى ان مقاتلي طالبان اسروا 22 شرطيا. واضاف quot;لقد قمنا بهجوم الليلة الماضية. وفرت السلطات والشرطة من المنطقة. ولم يحدث قتال. ولكن هذا الصباح اعادت الشرطة مهاجمتنا ولكننا نصبنا لهم كمينا قبل ان يتمكنوا من الوصول الى المنطقة. وألقينا القبض على 22 شرطيا اما الباقون ففرواquot;.

وكان مئات من عناصر طالبان سيطروا على بلدة موسى قلعة التي تبعد نحو 150 كلم عن باكوا في الثاني من شباط/فبراير الجاري، بعد ان تغلبوا على قوة ضعيفة من الشرطة واخرجوا وجهاء القبائل المسؤولين عن البلدة من مكاتبهم. وقتلت قوات ايساف اثنين من زعماء طالبان الذين قادوا عملية الاستيلاء على المدينة في هجمات دقيقة، الا انها لم تتمكن من اخراج المتمردين من البلدة.

وتقول قوة ايساف والجيش الافغاني إن بامكانهم استعادة المدينة بسهولة، ولكنهم ينتظرون الضوء الاخضر من الحكومة التي ترغب في التفاوض على حل خوفا على حياة المدنيين. وطلبت الحكومة من القوات البريطانية العاملة تحت مظلة ايساف في هلمند البقاء خارج منطقة موسى قلعة بناء على طلب وجهاء القبائل الذين يعتقدون ان بامكانهم اخراج طالبان منها.

وشنت حركة طالبان الدينية المتطرفة تمردا بعد اشهر من الاطاحة بها من الحكم في اواخر 2001 على يد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
ولم تتمكن القوات الدولية التي تضم اقوى جيوش العالم من إخماد التمرد وإحلال الاستقرار في افغانستان التي تحاول اقامة نظام ديمقراطي والخروج من نحو ثلاثة عقود من الحرب. وبلغ التمرد ذروته العام الماضي حيث قتل اكثر من 400 شخص معظمهم من المتمردين، ويتوقع ان يشهد عام 2007 تمردا بالشدة نفسها.