مقديشو: ذكر شهود عيان ومصادر طبية ان 12 شخصا على الاقل قتلوا وجرح حوالي ثلاثين آخرين مساء الاثنين اثر سقوط عدة قذائف هاون اطلقها مهاجمون مجهولون على عدد من احياء جنوب مقديشو. وكان سكان ذكروا ن خمسة اشخاص قتلوا في الهجمات التي اكدوا انها الاكثر كثافة منذ ان طردت القوات الحكومية بمساعدة الجيش الاثيوبي المحاكم الاسلامية من المدينة في نهاية كانون الاول(ديسمبر) الماضي.

وقال متحدث باسم مستشفى المدينة عبدي غاب quot;نقل 36 جريحا الى المستشفى توفي ثلاثة منهم بعد ذلك متأثرين باصاباتهمquot;. واوضح سكان في العاصمة ان اربعة اشخاص آخرين قتلوا باطلاق القذائف مما يرفع الى 12 عدد القتلى.

من جهته، اكد نائب وزير الدفاع صلاد علي جيله ان القصف استهدف مقار وزارة الدفاع والرئاسة والمستشفى العسكري واضاف ان quot;القوات الحكومية والقوات الاثيوبية الصديقة ردت باستهداف الارهابيين فقط الذين فتحوا النارquot; مشيرا الى ان quot;جنديا واحدا اصيب بجروح طفيفةquot;. وشن مسلحون هجوما بقذائف الهاون قرب مستشفى ديغفر (جنوب) الذي يستخدم قاعدة للقوات الاثيوبية ورد الجنود الاثيوبيون بقصف مدفعي بحسب شهود. وقال احد الشهود محمد نور حسن ان quot;المسلحين اطلقوا قذائف هاون قرب منازلنا لدى استهدافهم القاعدة الاثيوبية ورد الاثوبيون بالاسلحة الثقيلةquot;.

ومنذ هزيمة ميليشيات المحاكم الاسلامية في نهاية كانون الاول/ديسمبر ومطلع كانون الثاني/يناير التي كانت تسيطر على قسم كبير من وسط البلاد وجنوبها قتل عشرات الاشخاص معظمهم من المدنيين في مقديشو في هجمات. وتستهدف هذه العمليات القوات الحكومية الصومالية والجيش الاثيوبي الذي يدعم المؤسسات الصومالية الانتقالية. وتنسب هذه الهجمات في اغلب الاحيان الى عناصر الميليشيات الاسلامية الذين توعدوا بعد انسحابهم من العاصمة بشن حرب عصابات على الحكومة.

وتشهد الصومال التي يبلغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة، حربا اهلية منذ الاطاحة بالرئيس السابق محمد سياد بري في 1991. وتحاول الحكومة الانتقالية الصومالية التي شكلت في 2004 من دون جدوى فرض سلطتها على البلاد بمساندة القوات الاثيوبية.

وقرر الاتحاد الافريقي في 19 كانون الثاني/يناير ارسال قوة حفظ سلام الى البلاد لانها تفتقر الى القوات والعتاد والدعم المالي. ولم يحدد اي موعد بعد لبدء نشر القوة الافريقية في الصومال في حين توعد الاسلاميون الصوماليون بشن هجمات على قوات حفظ السلام في حال انتشرت في البلاد.

الاف السكان يفرون من مقديشو بسبب الهجمات

وفر الاف السكان اليوم الثلاثاء من مقديشو وقال سائق سيارة الاجرة مختار عباس ان quot;عدد الاشخاص الذين يفرون من مقديشو ازداد بشكل كبير الثلاثاء. انه امر سيء بالنسبة للناس لكنه جيد لناquot;. واضاف هذا السائق في اكبر سوق في العاصمة الصومالية quot;انهم ينتقلون الى القرى المجاورة الهادئة نسبيا. انه امر مروع ان تقتل برصاصة طائشةquot;.

وقالت عشا عثمان وهي ربة عائلة من سبعة اطفال ان quot;غالبية السكان يفرون الى منطقة لوير شابيل (جنوب العاصمة) لكني ذاهبة الى بيداوة (250 كلم شمال غرب مقديشو). اينما ذهبت في الصومال افضل من مقديشوquot;. واضافت ان quot;مقديشو واقعة في جزء منها تحت سيطرة مسلحين مستقلين واثناء الليل تبدأ المعركة على الارض بين القوات الصومالية الحكومية بمساعدة القوات الاثيوبية وبين نوع من حركة مقاومة اسلاميةquot;.

ويشكو بعض السكان من استحالة التنقل ليلا بسبب اعمال العنف. وقال احمد ادريس عفقالو من سكان العاصمة quot;اذا اصبتم بجروح او اذا جرح لكم قريب، فلا مجال للذهاب الى المستشفى ليلاquot;، مضيفا quot;تموت لانك ستنزف طيلة الليلquot;.

ومنذ سقوط المحاكم الاسلامية التي كانت تسيطر على جزء كبير من وسط وجنوب الصومال، في نهاية كانون الاول/ديسمبر وبداية كانون الثاني/يناير، قتل عشرات الاشخاص وخصوصا من المدنيين في مقديشو في هجمات. وتستهدف هذه العمليات ازعاج القوات الحكومية الصومالية والسلطات السياسية والجيش الاثيوبي الذي يدعم المؤسسات الصومالية الانتقالية.

وبحسب الحكومة الصومالية، فانها من عمل ميليشيات اسلامية هددت بشن حركة تمرد ضد السلطات. وتقول الحكومة ايضا ان حوالى ثلاثة الاف عنصر مسلح في ميليشيا اسلامية لا يزالون في العاصمة.