فالح الحمراني من موسكو-الياس توما من براغ: اكدت روسيا رفضها مشروع الممثل الخاص لسكرتير عام الامم المتحدة مارتي اهتيساري الذي ينطوي ضمنا على استقلال كوسوفو. وقال المندوب الروسي في اجتماع في المجلس الدائم لمنظمة التعاون الاومن الاوربي فلاديمير فورونكوف ان روسيا لن تشاطر quot;فكرة عدم وجود خيار اخر لكوسوفو غير الاستقلالquot; منوها بان روسيا لن تسمح بطرح المشروع على مجلس الامن الدولي.

وكان المجلس قد استمع اليوم لتقرير اهتيساري في اجتماع عقده في جنيف.واوضح فورنوكوف ان فكرة نقل المشروع الذي وصفه بالوحيد الجانب على الامم المتحدة وتجاهل مصالح احد الاطراف في اشارة الى صربيا محتوم عليه بالفشل. وبراي المندوب الروسي ان تطور الاحداث وفق المشروع سيخلق بؤرة للتوتر. واعتبر ان مثل هذا تنفيذ هذا القرار ويالضد من ارادة الشعب الصربي ستكون غلطة تاريخية وتؤجج النزاعات الاقليمية الاخرى quot; اراد واضعوا المشروع هذا ام لايريدواquot;.

مفاوضات صربية البانية حاسمة غدا في فيينا

هذا و يعود المفاوضون الصرب والألبان غدا إلى طاولة المحادثات لإجراء محادثات حول الترتيب السياسي المستقبلي لإقليم كوسوفو الواقع جنوب صربيا لكن الألبان الذين يشكلون أكثر من 90% من سكانه يريدون الانفصال التام عن صربيا من جهة كما أن الإقليم يخضع من جهة أخرى لإدارة مدنية دولية وأطلسية عسكرية منذ عام 1999 .
و ستختلف محادثات فيينا غدا عن سابقاتها في أن اقتراحات الوسيط الدولي مارتي اهتساري التي طرحها الشهر الماضي على قيادات بلغراد وبرشتينا ستشكل الأساس لها وفي أنها ستكون في حال إخفاقها الأخيرة وبالتالي نقل ملف كوسوفو من المنطقة البلقانية إلى مجلس الأمن الدولي .
وقد سبق اهتساري الذي كان رئيسا لبلده فنلندة بدء المفاوضات بالقول بأنه لا يؤمن بحدوث معجزة في هذه المحادثات غير انه يحرص على إعطاء فرصة للحوار الذي قد يسفر عن شيء جديد ما من أفكار يمكن له أن يقدمها إلى مجلس الأمن الدولي الشهر القادم أما نائبه البيرت روان فقد اعترف صراحة بأنه لا ينتظر التوصل إلى حل وسط .
ويعود مصدر التشاؤم في إخفاق المحادثات الجديدة لكون المواقف التي صدرت عن قيادات الطرفين الصربي والألباني بشان خطة اهتساري لا تزال تتسم بالتنافر الكبير .
ويقول رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا بان الوفد الصربي سيكون غدا بناء للغاية لكنه سيعترض على كل المواقف التي تنتهك بها سيادة صربيا الواردة في اقتراحات اهتساري التي تقتطع خمسة عشر بالمئة من مساحة صربيا في إشارة إلى مساحة الإقليم .
وفي توضيح أكثر دقة للاعتراضات الصربية على خطة اهتساري يقول عضو الوفد الصربي التفاوضي ألكسندر سيميتش بان وفد بلاده سيرفض أن تقوم أجهزة الإقليم بمراقبة حدود كوسوفو ويرفض أن يكون للإقليم قوات مسلحة أو أن يبرم اتفاقات دولية أو ينضم للمنظمات دولية أو أن يكون لكوسوفو نظاما دستوريا قانونيا كاملا لا تكون له صلة بالنظام الدستوري لصربيا .
وتتنافر بطبيعة الحال اللاءات الصربية هذه وغيرها مع المنطلق الذي يدخل فيه فريق ألبان كوسوفو محادثات الغد والذي يتمحور في أن الإقليم لم يعد جزءا من صربيا وفي أن لا خيار بالنسبة للألبان سوى الاستقلال .
وحسب رئيس حكومة الإقليم أغيم تشيكو فان صربيا لا تزال تعيش في الماضي وان مسالة كوسوفو منذ عشرة أعوام أصبحت مشكلة أوربية ودولية وليست صربية على حد قوله .
وبالتوازي مع هذا التنافر في المواقف الصربية الألبانية تسود على المستوى الدولي حالة من عدم التجانس بين الغرب وروسيا حتى الآن بشان مستقبل الإقليم فالغرب يدعم خطة اهتساري التي تمهد عمليا لاستقلال الإقليم فيما تتحفظ عليها موسكو وتحذر من أن انفصال كوسوفو سيخلق مشاكل خطيرة للبلقان وأوروبا
وحسب وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف فان بلاده ستؤيد قرار الأمم المتحدة بشان كوسوفو فقط في حال توصل بلغراد مع ألبان كوسوفو إلى اتفاق بخصوص مقترات اهتساري مما يعني في الترجمة العملية أن بلاده لن تدعم قرارا في مجلس الأمن يعترف باستقلال الإقليم لان مثل هذا الأمر حسب قيادات موسكو يمكن أن يشكل سابقة دولية تستغلها بعض الأطراف للعمل بها في مناطق أخرى في العالم
مشكلة كوسوفو مع تضاءل الآمال بالتوصل إلى حل وسط في فيينا ينتظر أن تصبح موضوعا دوليا ساخنا الشهر القادم عندما تنقل إلى مجلس الأمن .