ابوظبي: اكد الفريق الشيخ سيف بن زايد ال نهيان وزير الداخلية ان الإرهاب لا يعد ظاهرةً جديدةً على البشرية فهو ظاهرة قديمة قِدَمَ التاريخ وان النظام العام عبارة عن حلقات متكاملة ومترابطة تتعلق بالجوانب الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية والأمنية. وقال الشيخ سيف بن زايد في كلمة له لدى افتتاحه صباح اليوم المؤتمر السنوي الثاني عشر تحت عنوان quot;النظام الامني في منطقة الخليج العربي ... التحديات الداخلية والخارجيةquot; والذي ينظمه مركز الامارات للدراسات والبحوث الاسترتيجية تحت رعاية الفريق اول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة ويستمر حتى السابع من الشهر الجاري، قال quot;انه يقع على عاتق الأجهزة الأمنية تحديات ومسؤوليات ضخمة ومنها تنظيم وتطوير تلك الأجهزة داخلياً وهيكلياً بما يتواكب مع التطور الاقتصادي والثـقافي والاجتماعي والسياسيquot;.

وقال الشيخ سيف بن زايد quot;من القاعة التي تحمل اسم المغفور له والدي الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رحمه الله نستلهم دروسا وانطباعات عن الانسان ودوره في هذه الحياة ورسالته على سطح هذا الكون باعتباره المنجز الاساسي بما وهبه الله من قدرات وامكانيات مكنته من الابداع والعطاء وهي صفات يتميز بها عن غيره من المخلوقات وان الخالق عز وجل كما منح الانسان العديد من الخصال والصفات الحميدة وعناصر الخير جعل فيه ايضا بعض الخصال السيئة وعناصر الشر وان بعضا من هذه الخصال السيئة قادت وادت الى بروز آفة الارهاب التى نعانى ويعاني منها العالم بأسرهquot;.

وضرب الشيخ سيف بن زايد مثالا بموقف للشيخ زايد خلال حرب البوسنة والهرسك عندما امر قواتنا المسلحة بالذهاب الى هناك للإشراف على عمليات حفظ السلام والامن حيث واجهت تلك القوات اشكالية تقديم المساعدات لكافة الاديان والاطياف الموجودة الا ان الشيخ زايد اكد في رده على قائد قواتنا المسلحة هناك ان الله خلق البشرية كافة ونحن مسخرون لخدمة الناس كافة ودون تمييز او تفريق بين الاديان والاعراق فالناس سواسية وهذه مبادئ يجب ان يتعامل بها الناس في حياتهم اليومية وبذلك لن نحتاج الى مؤتمرات حول الارهاب الذي يعاني منه العالم.

وقال الشيخ سيف بن زايد ان مفهوم الارهاب يحتوي على تفاصيل وتعريفات كثيرة اختلف على تسميتها العديد من السياسيين في العالم /فالارهاب بشكل عام لا يعد ظاهرة جديدة على البشرية فهو قديم قدم التاريخ واول مظاهره كانت جريمة قتل قابيل لاخيه هابيل حيث كانت مأساة مروعة قتل فيها سدس سكان الارض بالمفهوم النسبي مشيرا الى ان الجهل وقلة الوعي والادراك كانا وراء دوافع واسباب تلك الجريمة كما هو الحال عليه في ايامنا هذه /فكلما زاد الجهل ازداد الخطأ وتقع الخطايا تبعا لذلك.

واضاف الشيخ سيف بن زايد ان النظام العام عبارة عن حلقات متكاملة ومترابطة تتعلق بالجوانب الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية والامنية. وقال ان الاجهزة الامنية تحمل على عاتقها تحديات ومسؤوليات ضخمة ومنها التنظيم والتطوير داخليا وهيكليا بما يتواكب مع التطور الاقتصادي والثقافي والاجتماعي والسياسي.

واردف وزير الداخلية quot;لقد حقق الشرق الأوسط بشكل عام والخليج العربي بشكل خاص تغييراً نوعياً مقارنةً بالوضع العام قبل خمسة عقود فقد كان تطور المؤسسات والجهات الحكومية متناغماً ومتوازياً في جميع الجوانب والمجالات خاصةً في الجانب الاقتصادي خلال العقد السابق إلا أن الجانب الأمني لم يكن مواكباً لهذا التطور في القطاعات الحكوميةquot;.

وأشار الشيخ سيف بن زايد quot;إننا في أمس الحاجة إلى الالتفات لتطوير الأجهزة الأمنية وتفاصيل هياكلها لنواكب هذا التطور النوعي الحاصل في الأجهزة الإدارية للدولة العامة والخاصة وأحد التحديات التي تواجه الأجهزة الأمنية هو رسم الاستراتيجيات ووضع الآليات وتحديد الأهداف وتطوير الهياكل التنظيمية مما ينتج عنه وضوح في الرؤية والنهج في كافة المستويات القيادية والإدارية والوظيفية المختلفة وان انجاز ذلك يضمن الوصول الى الترابط المطلوب بين كافة الوحدات التنظيمية ومن خلال هذه الالية المحكمة والمنطقية تستطيع المؤسسة التفاعل مع القطاعات الامنية على مستوى الدولة تمهيدا لبناء اتصال فعال مع القطاعات الامنية على مستوى العالم باعتبار ان الجريمة باتت تحمل الصبغة العالمية حيث لا يخفى على احد ان عدة عوائق تقف امام تفعيل او تسريع التنسيق الامني بين مختلف دول العالم والتى لا زلنا نعمل على ازالتها من خلال تقريب وجهات النظر المختلفةquot;.

وأضاف الفريق الشيخ سيف بن زايد ال نهيان ان من التحديات الأمنية الأخرى التطور السريع في نوعية الجريمة وآليات وقوعها حيث يستفيد الخارجون على القانون من التطور التقني المعاصر ولذلك يجب على الأجهزة الأمنية مواكبة هذا التطور أو بالأحرى التفوق في مجال استخدام هذه التقنيات الحديثة والمعاصرة في سبيل مكافحة الجريمة والوقاية منها.

وقال quot;لا بد من الاهتمام بالتطوير الإداري الشرطي والأمني وتبني مفاهيم جديدة ومعاصرة في تطبيق العمل الشرطي من خلال احتواء وتبني أساليب متقدمة وإمكانيات متطورة خلافاً للمنهاج الأمني والشرطي التقليدي مما سيؤدي حتماً إلى تطوير آليات التعاون المشترك بما يضمن النجاح للجميع في مواجهة التحديات الداخلية والإقليمية والدولية على حد سواءquot;.