أسامة مهدي من لندن : أعلن مسؤول أمني في مدينة الموصل العراقية الشمالية أن السلطات قد أعادت اليوم 42 سجينًا من الفارين من سجن بادوش في المدينة البالغ عددهم 142 سجينًا، بينما أكد مصدر رسمي أن بين الهاربين نجلي برزان ووطبان التكريتي الأخوين غير الشقيقين للرئيس العراقي السابق صدام حسين في حين تبنى عملية إطلاق المسجونين تنظيم ما يسمى quot;دولة العراق الإسلاميةquot; .

وقال نائب قائد شرطة نينوى العميد الركن محمد عبد العزيز الوكاع أن قوات الحدود العراقية ألقت اليوم القبض على 42 سجينًا من الذين هربوا من السجن الثلاثاء، بعد أن إقتحم مسلحون السجن الواقع شمال غرب الموصل (375 كلم شمال بغداد) ونجحوا بتهريب 140 سجينًا منه بعد إشتباكات ضارية مع قوات الأمن .

وأوضح العميد الوكاع أن غالبية الذين ألقي القبض عليهم اليوم، هم من جنسيات عربية مشيرًا إلى أن عملية الضبط تمت خلال محاولة الفارين التسلل إلى الأراضي السورية .
ولم يقدم نائب قائد الشرطة تفاصيل أخرى في تصريحه لوكالة أصوات العراق . لكن مصدرًا في شرطة نينوى أوضح أن أجهزة الشرطة والجيش العراقية تساندها مروحيات أميركية تقوم بعمليات مسح شاملة للقرى القريبة من سجن بادوش وباتجاه الحدود السورية، بحثًا عن السجناء الفارين. وأكد أن من بين السجناء الفارين كل من نجل برزان التكريتي ونجل وطبان التكريتي الأخوين غير الشقيقين لرئيس النظام العراقي السابق صدام حسين. وأشار إلى أنه لم يتم القبض عليهما حتى الآن.

ومن جهته قال هشام الحمداني مسؤول الملف الأمني في محافظة نينوى: quot;كانت لدينا معلومات إستخباراتية تشير إلى أن ابو عمر البغدادي الذي يعرف بأمير الدولة الإسلامية في العراق ومسلحين آخرين قدموا قبل حوالى شهر وأقاموا في إحدى القرى القريبة من منطقة بادوش (20 كلم شمال غرب الموصل) ومعهم قنابل تحمل غازات سامةquot;.

وقد أعلن تحالف مجموعات مسلحة سنية بزعامة تنظيم القاعدة في العراق يطلق على نفسه اسم quot;دولة العراق الإسلاميةquot; في بيان الأربعاء على الإنترنت تبنيه تحرير أكثر من 150 سجينًا في الموصل .

وقال: quot;قام ليوث كتيبة (...) باقتحام السجن وتم فك أسر أكثر من 150 من الأسرى بين مهاجر وأنصاريquot; ... حيث يطلق وصف مهاجر عادة على مقاتلين أجانب. ووعدت المجموعة بنشر تفاصيل هذه العملية التي قالت إنها تطلبت التخطيط والدراسة وجمع المعلومات.

ويتبع سجن بادوش وزارة العدل العراقية، وهو أحد السجون الشديدة التحصين. ويعد ثاني أكبر سجن في العراق بعد سجن أبو غريب في ضواحي بغداد . وكان السجن يأوي في كانون الثاني (يناير) الماضي 1200 سجينًا بينهم مئة أجنبي عربي، أغلبهم مدانين في قضايا الإرهاب. وكان قد تم توقيف المدير السابق للسجن ونائبه في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، بعد فرار أيمن سبعاوي ابراهيم الحسن، ابن الاخ غير الشقيق للرئيس الراحل صدام حسين منه في التاسع من الشهر نفسه .

وقال مصدر مسؤول في غرفة عمليات شرطة نينوى أمس إن خللاً موجودًا في الأجهزة الأمنية الخاصة بحماية السجن، ساعد على قيام المسلحين بإقتحامه أمس وتهريب 140 سجينًا. وأوضح هشام الحمداني عضو مجلس محافظة نينوى ورئيس اللجنة الأمنية في المجلس إن المهاجمين إستخدموا قنابل يدوية تحتوي على مادة مخدرة واستطاعوا السيطرة على أربعة من قاعات السجن. وأضاف ان أجهزة الأمن الخاصة بالسجن إشتبكت مع المهاجمين ممّا أدى إلى مقتل ستة من السجناء وإصابة إثنين آخرين نتيجة إستخدام المسلحين الأسلحة الخفيفة خلال الهجوم. وأشار إلى أن عدد الفارين من السجن يبلغ أكثر من 140 سجينًا من بينهم 70 سجينًا يحملون جنسيات عربية وأجنبية ممن تم الحكم عليهم في قضايا إرهابية .