بيت لحم: أرسل الأسير الفلسطيني علاء عبد الكريم وهو من مخيم الدهشة للاجئين ( 21 عاما ) ومسجون في السجن الإسرائيلي هولي كيدار بتهمة نشاطات الانتفاضة بعد أن حكمت عليه محكمة إسرائيلية بالسجن لمدة 14 عاما، أرسل برسالة مؤثرة إلى وكالة quot;معاquot; خاطب فيها مباشرة والدة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وأظهرت الرسالة جانبا إنسانيا مهما رغم قسوة الصراع الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وتعتبر هذه من المرات النادرة التي يخاطب فيها أسير فلسطيني والدة الجندي الإسرائيلي، حيث اعتاد الفلسطينيون الأسرى أن يتحدثوا بلغة عامة وباسم تنظيماتهم أو منظمة التحرير.

وهذا هو النص الحرفي للرسالة كما وصلنا:

تحية وبعد,,
السيدة شاليط،
آمل أن تصلك رسالتي بأسرع وقت وان تلقى اهتمامك أنا أسير أمني فلسطيني وأنا أشعر أن القدر وضعني مع ابنك في الوضع نفسه وأنا وجلعاد أسرى على خلفية الصراع بين شعبينا ولا أحد منا يستطيع أن يتنكر لدوره في هذا الصراع لأننا جنود ننفذ الأوامر ومرسلون من قبل شعبينا وقيادتينا.

المعاناة والأسر والألم هو الذي يوحدنا مع ابنك ، مع أن لكل واحد هدفا مناقضا لهدف الآخر.... وأمي وبعيدا عن كل الأسباب والنزاعات أيضا هي تنتظر وتقلق على ابنها وتمر بالحزن والالم نفسيهما اللذين تمرين فيهما الآن إلا أنها سبقتك بثلاث سنوات وتعرف أنها لن تراني إلا بعد 14 سنة فهكذا حكمت عليّ إسرائيل.

في رسالتي هذه أود أن أسألك بعض الأسئلة عن الأمل وعن فترة الأعياد وبدون جلعاد وعن الكتاب الذي وصلك انه على قيد الحياة, وأنه ينتظر العودة إليك وعن الليالي بدونه وهو بعيد عن حضنك , أنا أعرف وأقدر حزنك ولكني أسألك وألفت انتباهك إلى مشاعر أمي التي تعيش الظروف نفسها في وسط دائرة الألم ذاتها والفرق الوحيد أن العالم كله يعرفك ويعرف جلعاد ولا أحد يعرفني ولا يعرف أمي في هذا العالم الظالم..

أنا آمل أن تهتمي أنت بمشاعر أمي التي أًخذ ابنها منها, وابن 18 وأصبح الآن ابن 21 سنة في حينها وهي تعد الأيام وتصلي من أجل عودتي.

واعلمي أن جلعاد يشعر مثلي الآن ويفكر بك كما أفكر بأمي، ويتوقع منك أن تعملي لأجله كما تعمل أمي لأجلي ويرسل لك كل ثانية قبلات كما افعل أنا ومن هنا ومن الألم نفسه والمعاناة نفسهاوالمصير المشترك ويدفعك ويدفع أمي وباقي الأمهات إلى العمل من أجل أبناء لك لا يعيشوا المزيد من هذه المعاناة والعزلة والاضطهاد لذلك ومن موقعي داخل السجن أدعوك أن تأتي وتزوريني وتسمعي قصتي وقصة الأسرى التى توضع كشرط لإطلاق وعودة جلعاد وأنا أقترح أن تقيم أمهات الأسرى من الطرفين لجنة تدعو إلى إطلاق سراح الأسرى من الشعبين وبعيداً عن الصورة المسبقة والنمطية وبشكل إنساني أقوى من مشاعر الأعداء التي لم تأت لنا ولكم سوى بالألم وأنا آمل بصدق أن يعود جلعاد لك سالماً وأن أعود وباقي الأسرى إلى أهلنا.