بلغراد: أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر الخميس، أن الحلف سيبقى في كوسوفو بعد تحديد وضع الإقليم الجديد، وذلك بعد تظاهرات مكثفة قام بها أخيرًا ألبان كوسوفو مطالبين بالإستقلال فورًا عن صربيا، مما أثار خشية من تجدد التوتر. وقال دي هوب شيفر للصحافيين بعد إجتماع مع الرئيس الصربي بوريس تاديتش إن أعضاء حلف شمال الأطلسي يدعمون إقتراحات اهتيساري (موفد الأمم المتحدة الخاص إلى كوسوفو مارتي). وسيبقى جنود الأطلسي، في إطار قوة quot;كفورquot; في كوسوفو لحماية سكانه.

وأعلن الرئيس الصربي من جهته أن أمن كوسوفو يمثل أهمية حيوية بالنسبة إلى نتيجة المفاوضات حول وضع الإقليم المستقبلي. وقال إنه لا بد من العمل بجدية على تجنب وقوع أي حادث في كوسوفو، مضيفًا: quot;نتوقع أن تستخدم كفور والأطلسي سلطتهما ورجالهما من أجل ضمان الأمن التام للسكان الصرب في كوسوفو خلال المرحلة المقبلة.

إلا أن الأمين العام للحلف لم يحدد المدة التي ستبقى فيها قوات الإطلسي منتشرة في كوسوفو بعد التوصل إلى تحديد وضعه. واعتبرت حركة حق تقرير المصير في كوسوفو خطة اهتيساري التي تنص على شكل واسع من أشكال السيادة بعد فترة محددة، غير كافية، مطالبة بالإستقلال الفوري. ونظمت الحركة أخيرًا تظاهرتين، جمعت كل منهما الآلاف من مواطني كوسوفو الألبان الذين يشكلون 90% من سكان الإقليم. وشهدت إحداهما في العاشر من شباط (فبراير) مواجهات مع الشرطة، قتل خلالها إثنان من المتظاهرين.

وأدخلت تعديلات بسيطة على خطة اهتيساري بعد مفاوضات أجريت في فيينا بين مسؤولين صرب وألبان من كوسوفو. إلا أن بلغراد رفضت الخطة قبل إجتماع قمة مقرر يوم السبت في العاصمة النمسوية بين قادة صربيا وكوسوفو. وقال ياب دي هوب شيفر إن الضمانة الوحيدة للأمن والإستقرار في البلقان هو الإندماج في المؤسسات الأوروبية الأطلسية، مضيفًا أن إنضمام صربيا إلى الشراكة من أجل السلام مؤشرٌ واضح ٌ(...) على أننا ننظر بجدية إلى هذه العملية.

وانضمت صربيا إلى quot;الشراكة من أجل السلامquot; التي يرعاها حلف شمال الأطلسي في كانون الاول (ديسمبر) 2006، من دون أن تتجاوب مع أحد شروط هذه العملية والمتمثل بتسليم الهاربين من العدالة إلى محكمة الجزاء الدولية في لاهاي. وقصف حلف شمال الأطلسي في آذار(مارس) 1999 صربيا لمدة 78 يومًا من أجل إرغام نظام سلوبودان ميلوسيفيتش على وقف القمع الذي كان يمارسه ضد الإنفصاليين الألبان في كوسوفو. ووضع الإقليم منذ ذلك الحين بإشراف الأمم المتحدة، بينما بدأت محاكمات في لاهاي لمسؤولي النظام الصربي السابق في جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.