اعتدال سلامه من برلين: اوقعت تناقضت في اقوال مدير المخابرات السرية الالمانية BND الحالي ارنست اورلاو مع اقوال موظفين من نفس الدائرة استمعت اليهما لجنة التقصي البرلمانية بشأن قضية التركي والمعتقل السابق مراد كورناس في حيرة، لكن اللجنة بانتظار الاستماع الى اقوال وزير الخارجية فرانك فلتر شتاينماير الذي كان المنسق للشؤون المخابراتية في ديوان المستشارية. و كان الموظفان اجتماعا بالتركي بعد اقل من عام من اعتقاله في غوانتانامو، وحسب تقريرهما تأكد لهما بعد التحقيق معه بانه لا يشكل اي خطر ولا علاقة له باي تنظيم خطير، عدا عن ذلك تركاه والامل بالافراج عنه وعودته الى المانيا قريبا.

لكن حسب قول اورلاو توفرت معلومات بانه كان يريد الالتحاق عندما سافر الى باكستان بمجموعة اسلامية متطرفة كما وان سفره بعد ايام قليلة من حادثة الحادي عشر من ايلول للالتحاق بمدرسة لتعليم القرآن تقع على الحدود الافغانية الباكستانية امر مثير للشكوك فهذه المنطقة ليست منطقة سلمية. واضاف اورلاو ان الشكوك التي اثيرت حول كورناس بانه ينتمي الى تنظيم اسلامي عسكري في بريمن اثبتته اقوال اشخاص في محيطه وقبل كل شيء اقوال والدته لكن عتم عليها فيما بعد.

وفيما رفض اوغست هانينغ المدير السابق لدائرة المخابرات السرية الالمانية الذي استمعت اللجنة الخاصة لاقواله تحميل الحكومة السابقة اي مسؤولية لبقاء التركي اكثر من اربعة اعوام في معتقل غوانتانامو وعدم العمل لاطلاق سراحه، اكد على عدم وجود اي عرض اميركي من اجل اطلاق سراح التركي ان من الجانب السياسي او دائرة المخابرات السرية الاميركية ان سابقا او لاحقا. وخلال اجتماعه في ال29 من شهر تشرين الاول( اكتوبر) عام 2002 مع منسق الشؤون المخابراتية في ديوان المستشارية ووزير الخارجية شتانيماير تم الاتفاق على عدم السماح للتركي بالعودة الى المانيا اذا ما اطلق سراحه من غوانتانامو.

الى ذلك نفى اولارو وهانينغ الاقوال الاميركية بان الادراة الاميركية قدمت عرضا لبرلين من اجل اطلاق سراح التركي بل اكدا على عدم تسلمها اي عرض رسمي اميركي ورغم ذلك تم مناقشة خلال اجتماع تشرين الاجراءت التي يجب اتخاذها اذا ما افرجت الولايات المتحدة عنه. ومن اجل صيانة الامن القومي تقرر ارساله الى تركيا وطنه الاصلي فهو لا يحمل الجنسية الالمانية. وبراي هانينغ الموقف الالماني من كورناس ليس السبب في بقائه اكثر من اربعة اعوام في المعتقل.

لكن معلومات مخابراتية تقول ان الولايات المتحدة الاميركية حاولت استغلال التركي كورناس لصالحها، فمقابل الافراج عنه باكرا بحجة عدم ثبوت اي تهمة ضده رغم كل شكوكها التي حامت حوله ارادت ان يكون رجلها في المانيا. الا ان المانيا كما يبدو ادركت الامر وعملت على قطع الطريق عليها. ولقد احضر كورناس الى المانيا عقب الافراج عنه نهاية شهر آب( اغسطس) عام 2006 على متن طائرة عسكرية اميركية الى المطار العسكري الاميركي في رامشتاين.