فاروق الشرع يتوجه الى القاهرة
خلف خلف من رام الله: قالت صحيفة يديعوت الإسرائيلية في عددها الصادر اليوم الأحد أنه في إطار تغيير السياسة السورية تجاه إسرائيل في أعقاب حرب لبنان أطلقت دمشق مؤخراً رسالة واضحة إلى القدس: quot;لن نحتمل مزيدا من الطلعات الجوية في سماء سوريا، مثل التحليقات التي قامت بها طائرات سلاح الجو فوق قصر الرئيس الأسد وأحدثت غارات وهمية فوق صوتية. إذا ما حصل هذا، فسنرد بالنارquot;.

وأضافت الصحيفة: quot;ويواصل التحذير السوري ما بدأته دمشق من تغيير للاتجاه بدأ في أثناء الحرب في لبنان قبل نصف سنة، حين وضع السوريون قيد التأهب العالي جدا منظومة صواريخهم. ونشر الجيش السوري قواته في انتشار وثيق على طول الحدود مع إسرائيل. وبعد الحرب جرى تحريك بعض من القوات إلى الخلف، ولكن الانتشار لا يزال معززا نسبياquot;.

وتقول يديعوت: وفي الآونة الأخيرة أجرى الجيش الإسرائيلي بعض المناورات في هضبة الجولان، مثل المناورة اللوائية للواء المظليين، وهذه الأعمال رفعت هي الأخرى حالة التأهب في الجانب السوري. وقد عاد الخيار العسكري إلى قاموس دمشق السياسي الأمر الذي وجد تعبيره في التصريحات السورية أيضا.
لا نوايا هجومية
ونفت أمس أوساط في الجيش الإسرائيلي تقرير وكالة الأنباء الفرنسية التي أفادت بان سوريا نقلت مئات بل وآلاف الصواريخ للمدى البعيد والمتوسط إلى منطقة الحدود مع إسرائيل. وحسب مصادر في الجيش الإسرائيلي فلم يلحظ أي تحريك للقوات خلف الحدود. وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه لا توجد أي معلومة عن نوايا هجومية للجيش الإسرائيلي.

ويتناول النفي الإسرائيلي تقرير وكالة الأنباء الفرنسية الذي استند إلى quot;مصادر عسكرية وحكومية في إسرائيلquot;. وحسب هذا التقرير فقد نصبت سوريا في أماكن مخفية على طول الحدود مع إسرائيل صواريخ في مدى إصابة المدن الكبرى في شمالي البلاد.

وقبل بضعة أسابيع أفادت quot;يديعوتquot; بأنه يتوفر في سوريا مخزون كبير من السلاح لحزب الله. ويدور الحديث عن ذخيرة إيرانية وسورية في حجم يتجاوز كميات السلاح التي كانت لدى حزب الله قبل حرب لبنان. وضمن أمور أخرى اشترى السوريون مؤخرا صواريخ مضادة للدبابات من إنتاج روسي متطور على نحو خاص، وزودت إيران سوريا بصواريخ شاطيء بحر من النوع الذي أصاب في الحرب بارجة سلاح البحرية.
وتقتبس وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر رفيعة المستوى في إسرائيل تقول انه quot;في الأشهر الأخيرة نصبت سوريا مئات وربما ألاف الصواريخ على طول حدودها مع إسرائيل. الكثير من الصواريخ مخبأة في مخازن تحت أرضية ومبانٍ مموهة لتخزين الصواريخ، بحيث يكون من الصعب جدا العثور عليهاquot;.

شبكة من الأنفاق المحصنة

وبزعم ذات المصادر الإسرائيلية، فقد بنت إسرائيل شبكة من الأنفاق المحصنة تحت الأرض على طول الحدود. معظم الصواريخ المنصوبة هي بقطر 220 ملم مع مدى نحو 70كم وكذا صواريخ 302ملم ذات مدى أكثر من 100كم. مدن مثل كريات شمونه، طبريا وحتى حيفا توجد في مدى هذه الصواريخ. وحسب المصادر الإسرائيلية هناك أيضا تخوف من أن تكون سوريا نصبت منصات صواريخ من نوع quot;فروغquot; ذات رؤوس متفجرة يصل وزنها إلى 550كغم وبمدى 70كم على مسافة نحو 40كم من الحدود الإسرائيلية.

وحسب المصادر، فان مثل هذا الانتشار المكثف للصواريخ المحصنة جديا يشكل quot;تهديدا استراتيجيا حقيقياquot; على إسرائيل. وفي الوقت الذي تجمع فيه سوريا معظم ترسانتها من صواريخ أرض - أرض بمدى بعيد في شمالي الدولة، فان قرارها نصب صواريخ على مسافة قريبة بهذا القدر من الحدود من شأنه ان يشير إلى أن سوريا تفكر بهجوم ضد إسرائيل، كما يدعي الخبراء.

أفرايم عنبار من معهد بيغن - السادات للدراسات الاستراتيجية يعتقد أنه quot;يحتمل أن يكون الأسد يعد نفسه لحرب بمستويات قوة منخفضة، نوع من الحرب التي تطلق فيها سوريا بعض الصواريخ نحو إسرائيل دون أن تحدث حربا شاملة مع إسرائيل. وقد استثمرت سوريا في السنوات الماضية في السلاح المضاد للطائرات، في الصواريخ، والقاذفات الصاروخية وفي الخنادق المحصنة.