الرياض: ما لفت انتباهي الأسبوع الماضي خبران يتعلقان بدولة الإمارات العربية المتحدة، يفيد أولهما أن متحف اللوفر سيمنح حق استعمال اسمه لمتحفٍ في أبو ظبي مقابل 520 مليون دولار، كما سيقوم بتأجير بعض من معارضه الفنية وتقديم خدماته الإدارية التقنية مقابل 747 مليون دولار.

الخبر الآخر ينبئ عن انتقال المقار الرئيسية العالمية لشركة هاليبرتون إلى دبي. ففي حين تُبقِي معظم طاقمها في هيوستن في مكتب تكساس ويظل الاندماج القانوني للشركة في الولايات المتحدة ويستمر اسمها مُدرَجاً على قائمة سوق نيويورك للأوراق المالية، فإنها ستضع حصصها في سوق للأوراق المالية في الشرق الأوسط، حسبما جاء في صحيفة واشنطن تايمز.

يقول الكاتب توم بلانكلي أننا لو عدنا بالزمن عشرين عاماً إلى الوراء، أو حتى عشرة أعوام، لعلا صوت العالم الثالث إزاء الإمبريالية الثقافية والاقتصادية الغربية. لكن في عالم اليوم فإن صوت التذمر الفرنسي والأميركي هو من بدأ الترحيب بمثل هذه الخطوات.

وكان العضو الديمقراطي في الكونغرس هنري واكسمان قد حذر من الخطوة الانتقالية لهاليبرتون، بينما أبدى العضو الديمقراطي في مجلس الشيوخ باتريك ليهي تذمره من أن هاليبرتون تحاول خديعة دافع الضرائب الأميركي. وبالرغم من أن الشركة ستواصل دفع ضرائبها إلى IRS، إلا أن دبي لا تفرض ضرائب على الشركات التي تستقر بها.

يرى الكاتب أنه بدلاً من عقد الجلسات أو تأليف نظريات خيالية تآمرية عن التهرب من دفع الضرائب، فإنه يجدر بليهي وجماعته أن يقيموا اعتباراً لذلك، إذ يُعد رفض الكونغرس السماح لشركات النفط الأميركية بالتنقيب عما يزيد عن 140 بليون برميل من النفط في باطن التربة الأميركية والمياه الإقليمية مبرراً ومسوغاً لشركات النفط للبحث حيث يكون التنقيب عن النفط مسموحاً به.

لن ألوم هاليبرتون في حال نقلت جميع أصولها خارج البلاد التي تشوه من صورتها الجيدة بدلاً من تقدير كفاءاتها عالمية المستوى. كم سيكون محزناً ألا يجد واكسمان ومن معه من المناهضين للرأسمالية هاليبرتون لمهاجمتها بعد فترةٍ من الزمن.

في الوقت نفسه، عَبّر عدد من الفرنسيين عن انزعاجهم من تأجير الاسم المسجل لمتحف اللوفر واعتبروه إهانة وطنية واستخفافاً بالقيمة العظيمة للمتحف على مستوى العالم. وحسب الرواية التي أعلنتها بي بي سي الشهر الماضي، فإن العاملين في المتحف أعلنوا إضراباً وطالبوا بأجرة إضافية لاهتمامهم وعنايتهم بالموناليزا والقطع الفنية النادرة. قال أحد المشرفين في اللوفر، لم يشأ ذكر اسمه: quot;يطالب المشرفون بأجرة إضافية ... لأنهم يواجهون ضغوطاً شديدة بسبب التزايد في أعداد الزوار، وما لا يمكن احتماله هو الضجيج الذي يحدثه الزوار، خاصة في القاعات الأكثر ارتياداً.quot;

يتساءل الكاتب عن عدد المسلمين الذين سيرغبون في زيارة لوفر أبو ظبي في الوقت الذي يرفض فيه الفرنسي العمل في لوفر باريس. ثم يستدرك بقوله أن معظم المسلمين يتضايقون من الفن التصويري، ولذلك برع الفن الإسلامي في رسوماته وألوانه وخطه العربي، بينما ساحته خالية فيما يتعلق بفن تصوير الأشخاص. وفي حال لم ينتبه القائمون على لوفر أبو ظبي، فإن اللوحات الزيتية التصويرية المسيحية-الأوروبية تمثل الجانب الأكثر أهمية في المجموعة الرائعة من اللوفر.

وبالتأكيد سيكون وجود لوفر محلي في أبو ظبي مناسباً للمدير التنفيذي لشركة هاليبرتون ديفيد ليزر الذي يعمل في دبي. ولكن حتى وإن كان ورفاقه مولعين بالمتاحف، فإن رعايتهم لا يمكنها أن تساند متحفاً ببليون دولار. أما بالنسبة لأهالي أبو ظبي فيبدو الأمر كما كان للتاجرات الأميركيات الأرامل في العشرينيات، حيث إن شراء كنوز أوروبا من أوروبيين طامعين للحصول على قطعة من الثروة الجديدة أمراً يجلب المتعة والسرور. لقد عمد الأوروبيون إلى بيع ثرواتهم منذ مدة طويلة مما أحدث شرخاً في حضارتهم. بالمناسبة، سيفتتح متحف غاغينهم في نيويورك متحفه لأبو ظبي في 2012.

ترجمة: سامية المصري
الرياض