أحمد نجيم من الرباط: في أكبر تجمع نسائي، نظم الحزب العمالي بقاعة ابن ياسين بالرباط مساء أمس أكبر تجمع نسائي، أطلق عليه: quot;المنتدى النسائي الأولquot;، واختار له شعار quot;الرهاب على المجتمع خيارنا الاستراتيجيquot;. استقبل الحزب نساء من مدن مختلفة كنواحي فاس وسيدي قاسم والدار البيضاء وغيرها من المدن المغربية. ويسعى الأمين العام للحزب العمالي الوزير الأسبق عبد الكريم بنعتيق إلى التواصل مع المواطنين، في سعي حثيث لنيل أصواتهم في الانتخابات البلدية والتشريعية المزمع تنظيمها بداية أيلول المقبل.
غير أن هذا التواصل لم يكن كما يتمناه المسؤول الحزبي، نساء وفتيات كثيرات جئن إلى المنتدى دون أدنى معرفة بالحزب أو أطره، وتقول فتاة في سن 21،quot;جئت إلى الحزب لأنني علمت أن بنعيسي (وتقصد بنعتيق) يريد تنظيم لقاء عن المرأةquot; وأضافت لquot;إيلافquot; أنها اختارت قضاء ساعات في هذا المنتدى تجنبا للروتين.
نساء أخريات من منطقة القرية، ضواحي مدينة فاس، جئن دون معرفة مسبقة بطبيعة الموضوع ولا بالحزب ولا بزعيمه، كن تزغردن وترددن شعارات عادة ما تستعين بها النسوة في الأعراس والأفراح. المنتدى أحضرت إليه رياضيات وربات بيوت وتلميذات وطالبات وقلة من الأطر، أكثر المناطق حماسا كانت الجهة اليسرى للقاعة المغطاة، فتيات من نادي سيدي قاسم لكرة القدم جئن ليس اهتماما منهن بكرة القدم، بل لأن مسؤولا عن الفريق أخبرهن أن كرة القدم ستكون موضوع اللقاء، كن متحمسات وطامعات في إيجاد حلول لبعض مشاكلهن quot;أخبرنا مسؤول أن كرة القدم النسائية ستناقش في المؤتمر وقد تناولنا وجبة الغذاء في القنيطرة قبل أن يقلنا حافلة إلى الرباطquot;، تحكي لاعبة من الفريق، وتمنت صديقتها أن يحظى رياضات الدفاع عن النفس بنفس الاهتمام الذي ستحظى به كرة القدم.
طبعا لم يناقش اللقاء لا كرة القدم ولا غيرها، كانت حيلة لجلب الفتيات. أخريات جئن لمرافقة صديقاتهن أو استجابة لطلب أستاذهن في المدرسة.
نجح عبد الكريم بنعتيق في جلب عشرات النساء لكن غالبتهن لن تظهر اهتماما بالسياسة وغير معنيات بالمجتمع الديموقراطي الحداثي، رغم أنه ردد أن الهدف من تنظيم هذا المنتدى هو فتح الحوار مع النساء وحثهن على الإنخراط في الحياة السياسية وكذا تبادل الأفكار حول الدور المنوط بالمرأة المغربية لرفع تحديات المستقبل.
وقد استغل النقابي السابق بنعتيق الفرصة لدفع التهم التي وجهتها له بعض الأحزاب السياسية، وقال في بداية اللقاء مخاطبا النساء بالعامية المغربية quot;مناضلات الحزب العمالي، تحملتهم مشاق السفر ولم نقدم لكم درهما واحدا، فالمرأة ليست بضاعة تباع وتشترى، ونحن ليست لنا إمكانيات ماديةquot;. لكن تعبئة عشرات الحافلات وآلاف الوجبات يتطلب أموالا كثيرة، لا قبل لحزب صغير ناشئ مثل الحزب العمالي بها، وهذا ما يسمح بالتساؤل عن مسألة تمويل الحزب.
تصوير رشيد تنيوني
التعليقات